رشان أوشي تكتب “وهم حمدوك!”

مِن المنطقي أن تتوالى فصول انهيار المؤامرة على السودان، بأشكالها المتعددة على مختلف الجبهات.
(جبهة الحرب) ، هنا تتقدم القوات المسلحة على كافة المحاور، تسترد مقرات ومدن كانت قد احتلتها مليشيا الدعم السريع المتمردة.

جبهة التدخلات الدولية، حيث أوصدت الحكومة كل الأبواب في وجه حلفاء التمرد وداعميه، أغلقت باب المنظومات الأفريقية، وتم تعليق منبر جدة تلقائياً، بسبب عدم التزام المليشيا بتنفيذ بنود اتفاق المبادئ و أصبحت الضغوط الأمريكية غير مجدية، لأن الولايات المتحدة استنفدت كل كروت ضغطها.

جبهة العملية السياسية، قفز النظام الانتقالي على كل الألغام التي زرعتها قوى الحرية والتغيير على طريقه، وأرغم حلفاء المليشيا من المدنيين للكشف عن حقيقتهم، وبالتالي فشلت كل جراحات التجميل على موقف (لا للحرب) الداعم للتمرد، حتى ثوب “تقدم” الجديد، تم تمزيقه إرباً إربا.

بطبيعة الحال، هذه الخطوات أفرغت عملياً فكرة عملية سياسية أو تفاوض يعيد الأوضاع إلى ما قبل ١٥/، ابريل.
وبالتالي سقطت كل شعارات الديمقراطية والعمل المؤسساتي التي كانت تسوّق لها ق. ح. ت في ثوبها الجديد “تقدم”، حتى أن رئيس وزراء السودان السابق “د. عبدالله حمدوك” والذي يتجول هذه الأيام لإيجاد أرضية جديدة للدعم السريع، نشر مسودة خارطة طريق على مجلة (المجلة) ، في محاولة لقياس الرأي العام، لم تجد تلك الفكرة من يأبه لها، ولم ينتبه لها الإعلام حتى، لمهم اليوم، أن السودانيين ينتظرون عمل القوات المسلحة التي وعدت بالقضاء على التمرد والثأر لعام الآلام.

أدى ذلك الحسم العسكري والتقدم العملياتي للجيش إلى إرغام سفراء الدول التي تدعم التمرد تحت ستار، إلى طلب فصل «حساباتهم» السياسية عن مسار الأحداث في الميدان، توقفوا حتى عن دعواهم السابقة بضرورة الركون حصراً للتعويل على تفاهم خارجي لإخراج ملف حرب ١٥/ ابريل من عنق الزجاجة.

المجتمع الدولي نفسه تيقن أن الشعب السوداني لم يعد ينتظر ترياق خارجي للأزمة السودانية، وان المقاومة الشعبية تعبر عن موقف نقيض الترياق الدولي وتعتبره مهيناً ومذلاً لفكرة «السيادة».

(الجبهة الأخيرة) ،و هي جبهة دارفور المشتعلة
وحتى وقت قريب يعتبرها الدعم السريع جبهة «إسناد» لجبهة الخرطوم، التي يزداد ارتباطها «العضوي» مع مسار الحرب على السودان،ولكنها اليوم أصبحت جبهة رئيسية كهدف استراتيجي للمتمردين .

و أكد عليها اليوم مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن “ياسر العطا” في خطابه الأخير، الذي وجه عبره اتهامات واضحة وصريحة لمحمد بن زايد، وأكد أيضا عدم تهدئة الأوضاع مالم ينسحب المتمردون من الممتلكات العامة والخاصة، وهذا ينذر بحرب “استنزاف” طويلة في دارفور، دون التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار رغم المساعي الدولية المستمرة في هذا الإطار.

كل المؤشرات تقول بأن ليس هناك ما يمنع عملياً توسع الحرب إلى دارفور واجزاء من كردفان لتصبح حرباً “كاملة الأوصاف’، خصوصاً على ضوء مواقف التمرد المتطرفة التي تصدر كل يوم، وتنطوي على تهديد مباشر لكيان الدولة السودانية.
محبتي واحترامي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.