أحرف حرة إبتسام الشيخ.. عام مضى وعيد أتى_ لا لامين_ ولا تامين_ ولا متفقين
.. من المفارقات العجيبة و المحزنة في حياة السودانيين أن عيد الفطر من كل عام سيُسجل في كتاب تأريخهم بعنوان عيد الحرب ، واليوم الخامس عشر من أبريل سيُسجل ضمن الأيام السوداء في تأريخ السودان ، (ربنا يكون في عون من كان قدرهم أن يُولدوا في هذا اليوم المشؤوم ) ، اليوم الذي أشار فيه مؤشر تيرمومتر الأنانية والذاتية إلى أعلى مستوياته ، ولم يكن في بال من حدثته نفسه بإيقاد شرارة الحرب سوى الإنتصار للذات وبلوغ تحقيق الرغبات والأطماع سواء لفئة سياسية أو قبلية أو مناطقية ، دون أدنى إعتبار لشعب بأكمله ، وفي تجاوز وقح ومفضوح لكل القيم الإنسانية وحق الآخر في الحياة ، عام مضى والسودانيون يسددون فواتير بدرجات متفاوتة ، عبارة عن تكلفة النوايا والأفعال اللأخلاقية لبعض بني جلدتهم المصابون بأدواء عصية على العلاج ، فمن ذا الذي يداوي عاهات الضمير والقلب والعقل عندما تبلغ منتهاها ؟أجمعنا إلى حد كبير على تحديد عدونا في حرب الخامس عشر من أبريل ، من حلفاء السوء عبدة السلطة والجاه والمال ، و المتغنين بالديمقراطية زورا وبهتانا وإفكا ، والطامعين معتادي سرقة الثروات والخيرات ، آل ناقص الذين نهضوا وعلا كعبهم في الحضارة والتمدن والرقي بفضل أبناء السودان الذين يعرف فضلهم الكرماء من أُولي الشرف والفضل ، الأفاضل من أبناء الخليج العربي ، أما آل ناقص فما فتئوا يهدمون السودان ويقتلون أهله ويعبثون بمقدراته وينهبون ثرواته ، غير آبهين بأن السودانين هم من بنوا لهم مجدا ، وجعلوهم يباهون بالتخطيط والعمارة والتقدم في كل شيئ ، السودان جاد لهم بالمهندسين والأطباء والمعلمين والخبراء في مختلف المجالات ، بل إن بعضا ممن إبتلانا الله بهم وجعلهم حكاما علينا ضحوا بأرواح أبنائنا مقابل المال ، قدموهم وكلاء عن آل ناقص ومن حالفهم وشايعهم ، يقاتلون عنهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، نظير دريهمات هي في الأصل عائد ثروات بلادهم ! كل هذا وآل ناقص وحلفاؤهم يرمون بثقلهم مالا وأسلحة لتدمير السودان وهلاك شعبه ،عام مضى ورغم الكبوات والهفوات والعثرات لا نزال متمسكين بدعم وإسناد جيشنا الوطني تحدونا آمال النصر المؤزر في حربنا ضد الداخل والخارج من الإقليم والجوار والعالم ، وتمسكنا هذا في غير تماسك ، نجتمع وننفض غير متفقين ولا متوافقين ، قلوبنا شتى ، لم تعلمنا التجارب ، ولم تعظنا المحن ، متفرقين أجساما وجماعات ، ظاهرها إسناد الجيش ومقاومة العدو وباطنها كل يغني ليلاه ، والعدو داخلنا يرقص على إيقاع نسيج وطني وهن أرهقته الخلافات وتكاد تهتكه الأجندات ،عام مضى وحركة النزوح واللجوء في تذايد وسط وضع إنساني مزري بالداخل والخارج ، إحصاءات مخيفة لمن ماتوا أو مرشحين للموت نتيجة نقص الغذاء والدواء ، عام مضى وأطل علينا قائد المليشيا المجرمة وهو لا يزال يسدر في غيه ومليشيته لا تزال تسفك الدماء وتنتهك العروض وتنهب الأملاك ، ليحدثنا عن إستماتته لإجل استعادة المسار الديمقراطي !؟ خسئت ياهذا وخاب مسعاك ، وهل أبقيت لك في أرض السودان صليحا ينشد ديمقراطيتك المزعومة ؟ ! ، عام مضى ولا يزال بعضنا يتحلق حول موائد العالم ينشد حلا لمشكلتنا ، وإنهاء رحلة الشقاء والعناء ،فهل سيكتمل عام آخر ويأتي ذات التأريخ ونُسقط قول المتنبي على واقعنا ، بلسان حال نطقُه بأي حال عدت ياعام ؟؟ أم ستصفو الليالي بعد كدرتها ويتم الدور وينقلبُ .حفظ الله السودان
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.