تحدياً مطروحاً.. و حقائق مرعبة! كتبت. رشان أوشي
*وسط الارتباك المزمن في الوضع السياسي السوداني، وتعثر العمليات العسكرية أحياناً كأقدار الحروب والتي وصفت بأنها (كر وفر). تواصل بعض الأطراف الإيحاء بأن خسارة الجيش لمعركة من بين عشرات المعارك الناجحة، هي محض خيانة، وعمل طابور خامس، وتبدأ الآلة الإعلامية للتمرد في مساعدة بعض المتحمسين/ت ، بأن الخسارة هي بسبب خيانة “البرهان” أو “العطا” أو اللواء فلان وعلان ، يصاحب ذلك التلويح بان التفاوض يشكل الحل المنشود، بينما قوات المليشيا تتآكل وتذوي -يوماً بعد يوم. لا شك في أن خسارة الجيش لمعركة سيشكل جرعة إيجابية للتمرد، ولا سيما، إذا تمكنت قوات المليشيا من التقاط الصور وبث مقاطع الفيديو المستفزة لإشعال الرأي العام، و تضخيم الحدث وكأنه نهاية الدنيا هذا داخلياً، أما إقليمياً ودولياً تبدأ الأذرع المدنية وشلة العملاء في الترويج لانتصار عصابة تسللت إلى تخوم ولاية نهر النيل ونالت جزاءها، يصورونه وكأنه هزيمة لن تمحى وخسارة فادحة وان التفاوض هو المخرج ولو ضمنياً على الإطار والدور المستقبليين للتمرد وحلفائه.وأيضا تريد المليشيا بتلك الوحشية الإجرامية التي تظهر عبر مقاطع الفيديو بحق الأسرى استعادة هيبة الردع، وضمان هزيمة الجيش وشعبه معنوياً، حتى تسقط الدولة التي دمرتها بشكل انتقامي، وخاضت وتخوض المليشيا تلك الحرب دون اكتراث للأصوات الدولية التي بدأت تتعالى ضد منهجيتها ، وعلى رأسها الولايات المتحدة.هزم التمرد في عشرات المعارك، وقتل منهم الآلاف، وفقدوا رقعة جغرافية واسعة من مناطق انتشارهم منذ ١٥/ أبريل/ ٢٠٢٣ م وحتى الآن، هناك حقائق لا يمكن إنكارها، وهي عودة المواطنين إلى بيوتهم في معظم أحياء أم درمان، بعد تحريرها. اختفى “حميدتي” عن الوجود، وكذلك “عبد الرحيم”، هزموا عشرات المرات ولم نسمع صوتاً من مناصريهم قد أطلق عليهم رصاص التخوين، نعلم أن هؤلاء النفر تجمعهم مصالح وأنهم مجرد شغيلة ، ولكن…مَن يخون “البرهان”؟ ، هل يخون نفسه؟، جيشه؟، سلطته؟، نفوذه؟، هل يهزم نفسه؟، هل هذه الافتراضات يمكن أن تكون منطقية لكل ذو عقل؟. الأوضاع قاتمة، وقد يكون من الصعب لملمة تراكم التعقيدات الإقليمية الخطيرة في السودان. ولا يبدو منطقياً تجاهل احتمالات الانزلاق إلى “سيناريوهات” كارثية غير محسوبة. و-في الوقت نفسه- قد لا يكون أيضاً من الحكمة أن نطالب بتغيير جنرالات المجلس السيادي في هذا التوقيت، هذا الأمر بمكانة نزع فتيل التفجير إلى ما بعد الحرب ضد الدعم السريع، التي قد تفتح الباب على كل الاحتمالات…هؤلاء الجنرالات شئنا أم أبينا يحظون باعتراف دولي، لأنهم اتبعوا سياسة مرنة إزاء الصراع الدولي في السودان، وفضلوا التعايش مع أدواته الإقليمية، تفادياً لحرب مفتوحة لا سقوف لها. معظم المبادرات الإقليمية والدولية إزاء السودان منذ العام ٢٠١٩ م تعمدت لدى تناولها ملفي الرئاسة والجيش، خاصة، تحاشي التعامل مع فرضية أنهم طرف مستضعف أو منزوع الشرعية، مفضلة التركيز على حلحلة الإشكالات العابرة، واللجوء إلى المسكنات المؤقتة المفعول بانتظار تغير الظروف… الانقياد خلف الترويج لفكرة تخوين القيادة ، وقتلها معنوياً ، تستفيد منه المليشيا التي ترى الآن أن نقطة قوة الدولة باتت نقطة ضعفها، والقصة ليست في تخوينهم بقصد إبعادهم فقط بقدر ما أنها رغبة “ال دقلو” بالبقاء السياسي.محبتي واحتراميhttps://www.facebook.com/share/p/taVXSxLNmEB3u78q/?mibextid=oFDknk
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.