أحرف حرة.. إبتسام الشيخ” الهلال الأحمر: أهمية ترسيخ المبادئ الأساسية”

يقيني أن التعاطي الإيجابي مع أي مؤسسة من مؤسسات الدولة المهمة أو العاملة في الحقل العام سيما ذات الصلة بالعمل الإنساني ضرورة ، ومهما كانت لدينا من ملاحظات على أداء جمعية الهلال الأحمر السودانية في فترة الحرب إلا أنني أرى أن تقوية الخط الداعم لها من الضرورة بمكان ، لجهة أن إفرازات الحرب الدائرة ببلادنا منذ مايقارب العام و نصف العام تفوق أي أرقام تُطلق من قبل بعض الجهات بما فيها الهلال الأحمر نفسه ،فحجم الضرر كبير والخسائر جسيمة وهناك معوقات تقف دون الإحصاء الدقيق لحجم التضرر ،جمعية الهلال الأحمر السودانية على الرغم مما جاء على لسان أمينها العام الأستاذة عايدة السيد في المؤتمر الصحفي (اعتقد أنه الأول ) منذ إنتقال مكاتب الجمعية للعاصمة الإدارية بورتسودان جراء موجة النزوح القسرية التي ضربت الناس والمؤسسات ، رغم ماجاء على لسانها من تحديات تتعلق بالدعم وأخرى بالترحيل ، إلا أن تلك التحديات لم تُقعد الجمعية عن أداء واجبها بصبر وإرادة وهي من أبجديات الصفات التي يتسم بها من يرتضي ممارسة العمل الطوعي ،ومعلوم أنه على قدر حجم الدعم الذي يتوفر كثيرا مايظل حبيس المخازن ولا يصل لمحتاجيه في وقته او بقدره المحدد المعلوم وذلك بسبب علة الترحيل ،مانرجوه أن تنجح التدابير التي إتخذتها ادارة الهلال الإحمر لضمان إستمرارية عمل الجمعية ، والمتمثلة في تعزيز الشراكات مع مكونات الحركة الدولية وعقد اتفاقيات وشراكات جديدة مع بعض وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتوفير الدعم والمساعدات الإنسانية لمراكز إيواء النازحين بالولايات ، فضلا عن التواصل مع الجهات المعنية ذات الصلة بالدولة لتسهيل ودعم الجمعية لتقوم بدورها المساعد في التدخلات الإنسانية ،الوضع الانساني المتدهور في أنحاء السودان عموما ومانشهده من تدهور في ولاية البحر الأحمر جراء تدفق عدد كبير من النازحين اليها طلبا للأمن والذي شكل ضغطا كبيرا على الولاية ذات البنية الهشة أصلا من جميع النواحي يحتاج الى تضافر الجهود والمساعدة في تهيئة بيئة عمل صالحة للجمعية بعيدا عن الصراعات والتجاذبات ،وحسنا فعلت السيدة عايدة أن إصطحبت في مؤتمرها الصحفي مسؤول بناء القدرات في الجمعية ، فرفع قدرات المتطوع بجانب ترسيخ المبادئ الأساسية للصليب الأحمر مسألة مهمة جدا ومن الضرورة بمكان أن يحفظ المتطوع عن ظهر قلب أن عليه أن يلتزم بعدم التحيز وان يكون محايدا في تقديم الخدمة على أساس إنساني ليس إلا ،نرجو أن نرى المتطوع السوداني بالتدريب الجيد والتوعية المستمرة مكتمل القدرات وقادر على مواجهة مختلف المواقف في مختلف الظروف وأن يرتقي الى مصاف العالمية ويبتعد عن التقوقع في المجتمعات المحلية والتحيز الذي نلحظه أحيانا في عمل الجمعية في ولاية البحر الأحمر تحديدا ،لذا نشدد على التوعية بمنهج عمل جمعية الهلال الاحمر الدولية وترسيخ المبادئ الإساسية وهذا دور نرجو أن يطلع به بجانب مسؤولي التدريب مسؤولو الإعلام إبنتنا النشطة نجلاء فضل الله وإخوتها ،نُعظم أي خطوة إيجابية تقوم بها جمعية الهلال الأحمر تجاه المحتاجين لخدماته ونأمل أن يكون ذلك حافزا على تجاوز السلبيات وتعزيز الإيجابيات ،وتحية خاصة لكوادر الهلال الأحمر في ولاية شمال دارفور الذين أقدموا في عز المخاطر على دفن مايقارب (١٠٢٦ ) من الجثث والتي كانت ضحية مواجهة واحدة في المنطقة الشمالية الشرقية من الولاية ، كبيرا هذا العمل في نظر البعض او صغيرا في عيون آخرين إلا أنه أسهم بشكل مباشر في رفع معاناة التعثر الصحي في تلك المنطقة ، لكي لا تضاف تعقيدات حياتية جديدة على سكان المدينة المكلومة ، ومن شأن هذا العمل أن يشجع منظمات إخرى لأن تعمل أكثر في مساعدة المتضررين .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.