موازنات.. الطيب المكابرابي “جنجويدية وبراء”


الاحد 20اكتوبر2024


 ...

في دامرالمجذوب هذه لاتزال البكاسي المسقوفة (البرينسات) تعمل حتى يومتا هذا في نقل الركاب حيث ينحشر في جوفها خمسة اشخاص بكل جانب والبعض مصطحبا اطفاله وهو عدد مثير للمشاكل في كثير من الاحيان .
امتلات هذه الوسيلة بعددها هذا وقبل ان تتحرك طلب احدهم وهو يرتدي زيا عسكريا ان يجلس على الباب فبادرته احداهن بالرفض القاطع متعللة بالضيق الذي يعاني منه الركاب فاتخذ من الباب مقعداليضع كل جسده خارج المركبة…
بدا حديث حول زيه الذي يرتديه والى اي فئة عسكرية أو شبه عسكرية ينتمي فقال أنه احد أفراد كتيبة البراء . .
عندها بدا البعض لهم بالدعاء بالنصر والبعض بالاشادة بما يقومو به من واجب وجهاد…
انبرت تلك المراة ضخمة الجسد التي بادرت بمنعه للحديث معقبة على من سبقوها لتكشف عن عداء لهؤلاء البراؤون بقولها ان مايفعلونه ليس جهادا وإن الجهاد الذي تعرفه هو الجهاد في الدين وإنها ضد هذه الحرب وغير ذلك من الكلام…
تعقيب ونقاش البعض معها وزجرهم اياها وتناولهم كيفية وجودها هنا وانتمائها لاهل هذا البلد قاد احد الركاب ليعلن انها اخته وانها اصلا من هنا ابا من بربر واما من الدامر تزوجت برزيقي انجبت منه البنين والبنات وجاءت لها الحرب حيث اهلها وانهم في كل يوم يتشاجرون معها حول موقفها هذا ولكنهم عليها مجبرون…
تناول النقاش قبيلة الرزيقات التي انبرى بعض قادتها لتاييد الجنجويد وانخرط معظم ابنائها في سلك جندية الجنحويد وكيف انها قبيلة سودانية معروفة وكان لها من الاعراف والتقاليد والعادات مايتنافى ويخالف ويشمئز مما يفعله الجنجويد في السودان بعد حرب الخامس عشر من ابريل…
لم تصمت المراة واستمرت في الدفاع عن قوم عاشرتهم وانهم ليسوا بكفار حتى يعلن عليهم الجهاد وانهم اهل كذا واهل كذا وبعض الركاب يردون بالبراهين أنهم فعلوا مالم يفعله اعتى المستعمرين…
لانعتقد ان الرزيقات كقبيلة وواحدة من قبائل السودان الراسخة ستختفي من خارطة الوجود على أرض السودان ولن تنفصم عراها وترحل بجريرة من عاثوا في كل السودان فسادا وتقتيلا وتسريدا وسرقة ونهبا واذلالا للعباد…
بعض وربما كثير جدا من هؤلاء ينتمون الى هذه القبيلة وماجاورها من القبائل وقد اخطأ بعض قادتهم حين اعلنوا الانضمام الى هؤلاء القتلة مختارين أو مكرهين ولم يدينوا اي فعل شائن صدر تجاه اخوتهم في شتى بقاع السودان وحتى تلك الجرائم الصادمة التي تتصادم مع اعرافهم كعرب ومسلمين لم تجد الادانة والاستنكار والنهي عن التكرار…
واقعة الجنجويدية هذه تقول ان هناك ممسكات بين اهل كل السودان وإن الاعتراف بان ماحدث ليس فعلا سودانيا وإن القباىل المتهمة بالمشاركة فيه معنية بتبراة ساحتها وادانة حتى قادتها الذين اعلنوا انضمامهم لهؤلاء المجرمين حتى وإن كانوا ايدوهم دون علمهم بانهم مجرمون…
هذا مطلوب اليوم وغدا وبعد نهاية هذه الحرب حتى تعود هذه القبائل الى حظيرتها والى تعايشها الذي كان مع الاخرين وإن تعمل على تطهير صفوفها من كل اجنبي عابر للحدود وحتى ممن اتخذوا التعدي على الناس والسرقة والنهب وسيلة لكسب العيش ذلك انها لبست من خصال الرجال ولاتليق بقبائل ذات أرث تواريخ…

وكان الله في عون الجميع

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.