الكاتبة الأميركية إيلين كلارك :ميليشيا الدعم السريع ؛ النهاية الميتة سريريًا!
عندما تدخل مستشفى السياسة الدولية، وتجد ميليشيا الدعم السريع على جهاز التنفس الاصطناعي، لا تشعر بالشفقة، بل بالدهشة من قدرة هذا “المريض” على إثارة الفوضى رغم موته السريري. إنها حالة فريدة في عالم الحروب: ميليشيا تخوض معاركها وكأنها تخطط لفيلم أكشن بميزانية منخفضة، تتلقى الهزيمة تلو الأخرى، وتفقد قادتها الميدانيين وكأنها قائمة على مبدأ “افقد قائداً كل يوم واحصل على لا شيء بالمجان”.
الميليشيا، التي طالما كانت تُسوّق نفسها كوحش لا يُهزم، تعيش اليوم كابوسها الأكبر: واقع لا ينفع فيه “الكاريزما العسكرية” ولا حيل الابتزاز. فمن جهة، خسرت تعاطف المجتمع الدولي الذي بدأ يدرك أن مساندتها تشبه محاولة إنعاش جثة هامدة. ومن جهة أخرى، تخلت عنها أمريكا والدول الكبرى، التي لا تملك وقتاً لترف المراهنة على ميليشيا تفقد قادتها كما يفقد لاعب الورق أوراقه الرابحة في يد سيئة.
المفارقة الساخرة هي أن الميليشيا، التي كانت تحلم بأن تصبح دولة داخل الدولة، أصبحت مجرد “فكرة سيئة” داخل السياسة السودانية. أي تفاوض معها اليوم يشبه تماماً محاولة إنقاذ مشروع
التعليقات مغلقة.