همس الحروف.. هل سيعالج ملتقي وزراء التربية بالدامر إشكالات التعليم في السودان ؟✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

اليوم الموافق 22 فبراير 2025 ، سينعقد الملتقى التنسيقي الأول لوزراء التربية و مديري التعليم المكلفين بولايات السودان المختلفة ، برئاسة الدكتور أحمد خليفة عمر وزير التربية و التعليم المكلف … و دامر المجذوب تحتضن هذا اللقاء التأريخي و الذي يعتبر فرصة ذهبية لتبادل الرؤى و تقديم الحلول لإشكالات التعليم في خضم الظروف الصعبة من عمر بلادنا ، و خاصة بعد سلسلة الأزمات التي مر بها القطاع التعليمي خلال ال 6 سنوات الأخيرة .

منذ إندلاع الثورة التي أطاحت بنظام الإنقاذ ، و ما مر به السودان من أحداث سياسية واقتصادية وأمنية معقدة ، فقد أثر ذلك تأثيراً مباشراً على المسألة التعليمية في البلاد ، حيث أن الثورة كانت نقطة تحول في النظام السياسي والاجتماعي ، إلا أن الأوضاع الاقتصادية و السياسية المتقلبة و عدم الوعي السياسي الذي تسبب في تعطل الحياة و ما صاحب ذلك في تعقيد الفرص التعليمية للطلاب ، حيث توقفت العديد من البرامج الدراسية ، وتدهورت البنية التحتية للمدارس ، ثم تبع ذلك جائحة كورونا ، (كوفيد-19) ، التي كانت بمثابة ضربة قاسية لقطاع التعليم في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك السودان ، أذ أدت الإغلاقات المتكررة للمدارس ، و نظام التباعد الاجتماعي إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل ملحوظ ، مما أدى ذلك إلى تراجع كبير في التحصيل الأكاديمي للطلاب ، و يتزامن ذلك مع إفتقار رجال الدولة للإستراتيجيات الفعالة للتعليم .

و كذلك إنعدام الوعي في ممارسة الحقوق الديمقراطية حول المشهد إلى أسوأ أنواع الدكتاتوريات التي حرمت الكثيرين من حقوقهم الدستورية ، فتمت مصادرة حرية الكثيرين حينما قام البعض المتهور بإعاقة حركة السير ، و إغلاق الطرقات ، و إفتعال المظاهرات و الإضرابات المتواصلة ، مما أثر ذلك سلباً على انتقال الطلاب و المعلمين إلى مدارسهم ، حيث تعطلت حركة النقل داخل العاصمة و الولايات، مما جعل كثير من المدارس تتوقف عن تقديم الدروس بشكل منتظم ، و هذا الوضع خلق فجوة كبيرة في التحصيل الأكاديمي ، و هذا الأمر أدى إلى تدني مستوى التعليم في كامل السودان .

ثم جاءت بعد ذلك الحرب ، و هي كانت أم الكوارث ، و قد تسببت في نزوح معظم الطلاب و المعلمين من مناطقهم غير الآمنة ، و كما أصبحت المدارس في المناطق الآمنة دور للإيواء ، الشيء الذي قاد إلى تعطيل التعليم في المدارس في كامل البلاد ، و هذا خلاف المدارس التي دمرتها الحرب ، و أضف إلى ذلك الكوارث الطبيعية (الأمطار و السيول) التي فاقمت من الأزمة التعليمية في البلاد .

يأتي هذا الملتقى التنسيقي في وقت حرج ، و نحن نأمل أن يتوصل أصحاب الشأن الذين توافدوا من مختلف الولايات السودانية لتبادل الرؤى حول كيفية إصلاح التعليم في هذه الظروف الصعبة ، و نحن نرجو ان يتم فتح حوار بين وزارة التربية والتعليم و ولاة الولايات و مديري التعليم لوضع حلول عملية و علمية للعديد من المشاكل التي أثرت على التعليم .

و نأمل أن تكون من أولويات هذا الملتقى إعادة تأهيل البنية التحتية للمدارس ، و تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية التي شهدتها البلاد .

و كما يجب على هذا الملتقى التركيز على محاولة تطوير التعليم عن بعد ، و توفير الفرص لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس ، حتى نتفادى مستقبلاً الأضرار التي نتجت من توقف المسألة التعليمية .

و كما يجب أن يفرد هذا الملتقى مساحة مقدرة للتأهيل المستمر للمعلمين ، و الذي يعد حجر زاوية النظام التعليمي في السودان ، و عبر هذا التأهيل يمكننا رفع كفاءة المعلمين من خلال برامج تدريبية متطورة تلائم متطلبات العصر .

و من المؤكد يُعد هذا الملتقى فرصة حقيقية لتصحيح مسار التعليم في السودان ، و سيجنى ثماره إذا توفرت الإرادة السياسية للدولة في دعم التعليم بصورة جادة ، و إلا ستصبح المخرجات حبيسة الأدراج و (كأنك يا أبوزيد ما غزيت) ، فبعد سنوات الضياع و الأزمات المتعددة ، إذا لم نستفيد من الأخطاء ، لأجل إصلاح التشوهات التي حدثت في المسألة التعليمية ، فإننا سنكون غير قادرين على تجاوز محطة التخلف .

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

☘️🌹☘️

همس الحروف
هل سيعالج ملتقي وزراء التربية بالدامر إشكالات التعليم في السودان ؟
✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

اليوم الموافق 22 فبراير 2025 ، سينعقد الملتقى التنسيقي الأول لوزراء التربية و مديري التعليم المكلفين بولايات السودان المختلفة ، برئاسة الدكتور أحمد خليفة عمر وزير التربية و التعليم المكلف … و دامر المجذوب تحتضن هذا اللقاء التأريخي و الذي يعتبر فرصة ذهبية لتبادل الرؤى و تقديم الحلول لإشكالات التعليم في خضم الظروف الصعبة من عمر بلادنا ، و خاصة بعد سلسلة الأزمات التي مر بها القطاع التعليمي خلال ال 6 سنوات الأخيرة .

منذ إندلاع الثورة التي أطاحت بنظام الإنقاذ ، و ما مر به السودان من أحداث سياسية واقتصادية وأمنية معقدة ، فقد أثر ذلك تأثيراً مباشراً على المسألة التعليمية في البلاد ، حيث أن الثورة كانت نقطة تحول في النظام السياسي والاجتماعي ، إلا أن الأوضاع الاقتصادية و السياسية المتقلبة و عدم الوعي السياسي الذي تسبب في تعطل الحياة و ما صاحب ذلك في تعقيد الفرص التعليمية للطلاب ، حيث توقفت العديد من البرامج الدراسية ، وتدهورت البنية التحتية للمدارس ، ثم تبع ذلك جائحة كورونا ، (كوفيد-19) ، التي كانت بمثابة ضربة قاسية لقطاع التعليم في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك السودان ، أذ أدت الإغلاقات المتكررة للمدارس ، و نظام التباعد الاجتماعي إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل ملحوظ ، مما أدى ذلك إلى تراجع كبير في التحصيل الأكاديمي للطلاب ، و يتزامن ذلك مع إفتقار رجال الدولة للإستراتيجيات الفعالة للتعليم .

و كذلك إنعدام الوعي في ممارسة الحقوق الديمقراطية حول المشهد إلى أسوأ أنواع الدكتاتوريات التي حرمت الكثيرين من حقوقهم الدستورية ، فتمت مصادرة حرية الكثيرين حينما قام البعض المتهور بإعاقة حركة السير ، و إغلاق الطرقات ، و إفتعال المظاهرات و الإضرابات المتواصلة ، مما أثر ذلك سلباً على انتقال الطلاب و المعلمين إلى مدارسهم ، حيث تعطلت حركة النقل داخل العاصمة و الولايات، مما جعل كثير من المدارس تتوقف عن تقديم الدروس بشكل منتظم ، و هذا الوضع خلق فجوة كبيرة في التحصيل الأكاديمي ، و هذا الأمر أدى إلى تدني مستوى التعليم في كامل السودان .

ثم جاءت بعد ذلك الحرب ، و هي كانت أم الكوارث ، و قد تسببت في نزوح معظم الطلاب و المعلمين من مناطقهم غير الآمنة ، و كما أصبحت المدارس في المناطق الآمنة دور للإيواء ، الشيء الذي قاد إلى تعطيل التعليم في المدارس في كامل البلاد ، و هذا خلاف المدارس التي دمرتها الحرب ، و أضف إلى ذلك الكوارث الطبيعية (الأمطار و السيول) التي فاقمت من الأزمة التعليمية في البلاد .

يأتي هذا الملتقى التنسيقي في وقت حرج ، و نحن نأمل أن يتوصل أصحاب الشأن الذين توافدوا من مختلف الولايات السودانية لتبادل الرؤى حول كيفية إصلاح التعليم في هذه الظروف الصعبة ، و نحن نرجو ان يتم فتح حوار بين وزارة التربية والتعليم و ولاة الولايات و مديري التعليم لوضع حلول عملية و علمية للعديد من المشاكل التي أثرت على التعليم .

و نأمل أن تكون من أولويات هذا الملتقى إعادة تأهيل البنية التحتية للمدارس ، و تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية التي شهدتها البلاد .

و كما يجب على هذا الملتقى التركيز على محاولة تطوير التعليم عن بعد ، و توفير الفرص لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس ، حتى نتفادى مستقبلاً الأضرار التي نتجت من توقف المسألة التعليمية .

و كما يجب أن يفرد هذا الملتقى مساحة مقدرة للتأهيل المستمر للمعلمين ، و الذي يعد حجر زاوية النظام التعليمي في السودان ، و عبر هذا التأهيل يمكننا رفع كفاءة المعلمين من خلال برامج تدريبية متطورة تلائم متطلبات العصر .

و من المؤكد يُعد هذا الملتقى فرصة حقيقية لتصحيح مسار التعليم في السودان ، و سيجنى ثماره إذا توفرت الإرادة السياسية للدولة في دعم التعليم بصورة جادة ، و إلا ستصبح المخرجات حبيسة الأدراج و (كأنك يا أبوزيد ما غزيت) ، فبعد سنوات الضياع و الأزمات المتعددة ، إذا لم نستفيد من الأخطاء ، لأجل إصلاح التشوهات التي حدثت في المسألة التعليمية ، فإننا سنكون غير قادرين على تجاوز محطة التخلف .

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

التعليقات مغلقة.