غضبة التنين الصيني في الخرطوم تقلق المجتمع الدولي ….

أكد السفير الصيني بالسودان ما شيمين رفض بلاده التدخل الخارجي في الشأن السوداني. وقال في مؤتمر صحفي بالخرطوم أن السودان شريك أساسي للصين، داعياَ كل أصحاب المصلحة بالسودان للعمل على إيجاد أرضية مشتركة، وترك الخلافات جانباً وتحقيق الإستقرار في مختلف المجالات. ودعا السفير الصيني الأطراف السياسية إلى تغليب المصلحة العليا لبلدهم، وعدم إتباع المصالح الحزبية الضيقة، داعياً المجتمع الدولي لإستئناف المساعدات وتقديم الدعم المالي للتغلب على الصعوبات التي تواجه السودان. وذكر ما شيمين أن الصين ستواصل العمل البناء لتحقيق الإستقرار وتقديم الدعم والمساعدات لتحسين معاش الناس بالسودان.
وكانت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد أكدت أن موسكو تدعو إلى وقف التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وأن تدرك الدول الضالعة في ذلك مسؤوليتها عن مثل هذه الممارسات. وقالت زاخاروفا في تصريحات سابقة: (ننطلق من فرضية أنه من الضروري وقف أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وكذلك في الدول الأخرى. ويجب على الشعب السوداني أن يقرر مصيره بنفسه. هذا هو مبدأنا الأساسي تجاه هذا البلد والدول الأخرى. مشيرة إلى أن هذا المبدأ مبني على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ونتوقع من كل من يحاول مقاومة هذا المبدأ أن يدرك بالكامل المسؤولية عن مصير دولة وشعب السودان).
من جانبها قالت الباحثة في الشؤون الدولية رفيدة الشيخ أن رؤية الصين بشأن عدم التدخل في شؤون السودان تتوافق مع رؤية روسيا، وهو الأمر الذي يقلق أمريكا وبقية حلفاءها، لأنهم يسعون إلى تحجيم الوجود الروسي الصيني في السودان. ونوهت رفيدة أن على السودان التعامل بتوازن في علاقاته الخارجية، بصورة تحقق مصالح شعبه ويبتعد عن الإرتهان لمعسكر دون الآخر. وأكدت رفيدة أنه وبعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تغير شكل التحالفات ومراكز القوى في العالم، وعلى حكومة السودان أن تقرأ المشهد بعناية وتتخذ القرار السليم.
وأشارت رفيدة إلى الدعم والمساندة المتواصلة التي ظلت تقوم بهما روسيا والصين تجاه الحكومة السودانية في جميع المحافل الدولية، خاصة فى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. وأكدت الباحثة رفيدة أن حديث السفير الصيني في الخرطوم أشبه بغضبة التنين التي تقلق من حوله. مضيفة أن تصريحات القيادات الروسية والصينية تشير بوضوح إلى أن المعسكر الشرقي لن يتخلى عن السودان الذي دعمه في مجلس الأمن وخلال سنوات الحصار، ولن يتركه فريسة سهلة للطامعين في ثرواته والباحثين عن تشتيت شعبه وتقسيم أراضيه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.