حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: الحوار السوداني حصن ووقاية من الإرتهان لأجندات خارجية

بورتسودان: محمد مصطفى.

طالب المشاركون في الورشة التداولية “الحوار السوداني-السوداني: المفاهيم والقضايا والتحديات” بحوار سوداني خالص وشامل لا يستثني أحداً ولا تهيمن عليه جهة واحدة. ونبهوا إلى أن أخطر مهدد يمكن أن يصيب الحوار السوداني في مقتل هو استمرار حالة الانقسام السياسي بين القوى الموالية والمنظمات المدنية وهياكلها المجتمعية.

وأوصت الورشة بتبني عملية سياسية والعمل على إعادة صياغة العقلية الاستراتيجية السياسية، وإطلاق حوار سياسي. ونوهت إلى أن العملية السياسية تشمل مرحلتين: الأولى تغطي الفترة الانتقالية وموضوعاتها، والثانية قضايا ما بعد التحرير، وتشمل الانتخابات والشرعية، المرجعية الدستورية، كيفية حكم البلاد، العدالة، والمصالحة الوطنية.

وأكدت حركة المستقبل للإصلاح والتنمية ترحيبها بالحوار السوداني-السوداني بين القوى السياسية والمجتمعية بعد وقف الحرب، مشيرة إلى أن الحوار سيكون داخلياً بعد اكتمال الترتيبات العسكرية. وأوضحت الحركة رفضها لتعدد المنابر الخارجية، داعية إلى توحيدها في منبر واحد، وعدم احتكار السلطة من أي قوى سياسية.

وتناولت الورقة الاستهلالية “الحوار السوداني-السوداني: رؤية استراتيجية”، التي قدمها د. الرشيد محمد أحمد، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات التداولية، أهمية الحوار في صون السيادة وإغلاق منافذ التدخل الخارجي في الشأن السوداني. وأشار إلى أن الحوار السوداني يمثل حصناً ووقاية من الانزلاق في براثن العمالة والارتهان لأجندات خارجية تنال من استقلال القرار السياسي السوداني. وأضاف قائلاً: “الحوار السوداني ليس تخويناً للخارج بقدر ما هو تحصين للمصلحة الوطنية”.

وأشار الرشيد إلى أن محددات الحوار السوداني يجب أن تكون خالصة وشاملة لا تستثني أحداً ولا تهيمن عليه جهة، إلا في إطار قانوني لمن صدرت بحقهم أحكام بموجب القانون تحت طائلة جرائم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والإبادة الجماعية، أو بموجب الوثيقة الدستورية وتعديل 2025م.

وعقب علي عسكوري قائلاً: “اتفاقية سلام جوبا بنيت على باطل وكانت خياراً لتقسيم السودان -على حد وصفه-“. وتابع قائلاً: “لن نقبل بالحوار السوداني-السوداني مع تنظيم سياسي لديه ارتباط بميليشيا الدعم السريع”. وشدد على ضرورة جمع السلاح من جميع الحركات المسلحة بعد انتهاء الحرب، وأن يكون السلاح في يد القوات المسلحة فقط.

وقال الأمين العام لحركة الإصلاح والتنمية، محمد الأمين، إنه لا بد من توحيد الصف الوطني والخروج برؤية موحدة لحل القضايا التي تواجه الشعب السوداني لتحقيق الديمقراطية والسلام.

وفي ذات المنحى، قال رئيس تحالف سودان العدالة، بحر إدريس أبو قردة، إن تقسيم السودان إلى مسارات في اتفاق جوبا كان خطأً، لكنه أشار إلى أن الظلم في السودان لم يبدأ من جوبا. وتابع قائلاً: “نحن في النهاية نريد الوصول إلى جيش وطني موحد تحت قيادة واحدة تذوب فيه كل التشكيلات العسكرية الموجودة عقب انتهاء الدعم السريع، مع حظر وجود أي قوة مساندة أو موازية”. وأوضح أن المشهد السياسي يضم قوى سياسية وطنية داعمة للجيش وللبلد، وهي قوى كبيرة وعظمى، وأخرى تمثل أقلية سياسية داعمة للتمرد وخطط تفتيت البلاد. وأكد أن الحرب جعلت الشعب السوداني أكثر وعياً، وأنه لا مجال مستقبلاً للاستغلال السياسي، مع ضرورة وضع برنامج واضح للسياسة الخارجية.

وفي السياق، قال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي إن الحوارات السابقة فشلت بسبب عدم وجود أرضية مشتركة، مشدداً على ضرورة تحديد المرجعيات الفكرية للحوار، وضمان عدم وجود أي تهديد لمصالح جميع الأطراف.

التعليقات مغلقة.