منارات وطنيه إعلاميه سامقه…. ضيق المكان في وداع الأخياركتب محمدعثمان الرضى

عندما تم الإعلان الرسمي باإستشهاد رفقاء المهنه من بعثة التلفزيون القومي المكلف بتغطية تحرير القصر الجمهوري رمز السيادة الوطنيه معنا ومضمونا وعزة وكبرياء وشموخا. الشهداء الأبرار إستأذنونا باالرحيل المفاجئ من دون سابق إنزار ولم يمهلونا حتى نودعهم وداعا يليق بمقامهم وعظمة مكانتهم في قلوبنا.ودعونا وكانوا على موعد آخر غير قابل للتأخير والتأجيل ليصعدوا باأرواحهم الطاهره الذكيه الي المراتب العليا للجنان.ودعونا ولم يمهلونا حتى ثانيه من الزمن لننظم في حقهم الدرر والكلمات التي تليق بهم ورفعوا لنا شارات النصر باأن ماهو قادم سيكون أجمل واحلى.ودعونا وهم على قناعة تامه أن بقائهم معنا في قادم الأيام لاقيمة له فلذلك فضلوا الرحيل من دون صخب ولاضوضاء.ضاقت جنبات مباني التلفزيون بمدينة بورتسودان باأطياف المعزين من كل صنوف البشر والدموع تغطي وجوههم والحزن يسكن في دواخلهم.لفت نظري ذلك الشاب المكلوم الاستاذ عادل سناده الذي فارق والدته الطاهره المؤمنه في خلال الأيام الماضيه وهو يحمل (مسبحته) يلهج بالدعاء لروح والدته أولا ثم على روح زملائه قابلني ببشره المعروف وبحفاوته التي إعتدنا عليها ولكن في قلبه شئ من (حتى) ومراسم الحزن تأخذ حيزا واسعا في وجهه ذلك الشاب المرهف الخلوق صاحب أكبر شبكة تواصل إجتماعي لمستها من على القرب عندما رأيت توافد أعداد المعزين المهول لتقديم واجب التعزيه في وفاة والدته. قابلني المخرج التلفزيوني الذي أحبه ويحبني ويفرح ويسعد بلقائي ويحزن عند فراقي الاستاذ شكرالله خلف الله الذي وفق المولى عز وجل والده وإختار له صفة الشكر وإختار لوالده صفة الخلافه التي كلفنا بها في الأرض فجاء الإسم الجميل معنا ومضمونا (شكرالله خلف الله).قابلني صديقي العزيز الذي يذكرني دوما بخير في غيابي وتتفتح أسارير وجهه عندما يراني ويدلعني بلقب (الصحاف) تشبيها بوزير الإعلام العراقي (ذائع الصيت) محمدسعيد الصحاف وهو زميلي مصعب محمود فضل المولى القرير الذي حاول إخفاء دموعه عندما رآني إلا إنه عجز عن ذلك فاأدخل الحزن في أعماقي. التعزيه والمواساه من قبل المدير العام لمؤسسة البصر الخيريه الاستاذ والشيخ العاص كانت مختلفه تماما وذلك من خلال تزكيرنا باالموت وضرورة الإستعداد للرحيل في أي وقت أصدقكم الحديث عندما أشاهد هذا الرجل (العاص) أشعر باأنني في (عالم آخر) من بحور الإنسانية وحب الخير إلي الناس وعندما أقابله أطلب منه أن يحكي لي قصة تلكم المرأه التي فقدت بصرها إلا أن إرادة المولى عز وجل أرادت أن يعود إليها بصرها وذلك بعد مشيئة المولى عز وجل كان على يد شيخ (العاص) الذي تكفل بعلاجها تماما وعاد إليها بصرها واليوم تملك (مطعم) في مدينة (هيا) على الطريق القومي وأكملت بنتها دراستها الجامعيه بعد أن تحولت ل(بائعة شاي) من أجل الصرف على والدتها لله درك شيخ (العاص).نال إعجابي ذلك الثبات الإيماني القوي لنجل الراحل فاروق الزاهر مدير البرامج باالتلفزيون وهو يتلقى العزاء في إستشهاد والده فهذا الشبل من ذاك الأسد.الاستاذه سميه سيد أصرت على أن تكون حضورا وتتلقي العزاء وهي تقف جنبا على جنب برفقة وزير الثقافه والإعلام الاستاذ خالد الإعيسر.الإعلام الخارجي من مراسلي القنوات الفضائيه كانوا حضورا مميزا وعلى رأسهم هذا الشاب الخلوق الهاش الباش خالد عويس مراسل قناة الشرق الفضائيه (المغلق أبوابها باالضبه والمفتاح من قبل وزارة الثقافه والإعلام) وزين الحضور الشاب الهميم الاستاذ عبدالباقي عوض مراسل قناة الحره الأمريكيه هذا الشاب الذي لايمكن أن تمله أبدا.هاتفوني من على البعد الذين يحملون لقب المحافظ في بلادي هم إثنين لاثالث لهم وهم محافظ بنك السودان الاستاذ برعي الصديق ومحافظ مشروع الجزيره المهندس إبراهيم مصطفى وحملوني التعازي لزملائي فلهم مني أسمي آيات الشكر والتقدير. صعدت أرواحهم الطاهره إلى بارئها ولكن ستظل سيرتهم العطره في قلوبنا ومكانتهم محفوظه في أعماقنا وقطعا حملونا أمانه ثقيله نسأل الله أن نوفق في حملها.مدير عام جهاز المخابرات العامه الفريق أول احمد إبراهيم مفضل شكل حضورا مميزا في سرادق العزاء وغادر مباشرة إلى أحد أحياء مدينة بورتسودان لتقديم العزاء لأسرة المصور الشهيد (وجه) ونزلت زيارته (بردا وسلاما) ونالت قبول و إستحسان من قبل افراد الأسره المكلومه.

التعليقات مغلقة.