تفاصيل.. مناقشة إتحاد الكتاب للمجموعة القصصية”الحاجر”
القاهرة. اليمامة برس
عقدت شعبة السرد بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الدكتورة عطيات أبوالعينين، ندوتها الشهرية، لمناقشة المتوالية القصصية “الحاجر” للكاتب الروائى أشرف التعلبى، بمقر الاتحاد بالزمالك.
قال الروائي خيري حداد، أن هذه المجموعة القصصية حملت نوعا من الرؤى في عالمه الإبداعي، وهذه المجموعة هي محاولة لطرح رؤية جديدة للقصة لم اقرأها منذ مدة طويلة، فهو عن طريق الحدث في البيئة وفي المكان وفي الحبكة من خلال ثلاثة وعشرون قصة قدمها لنا “التعلبي” في الحاجر، رسم الواقع بغناه، وفي وصفه إلى الأعماق يكشف لنا عن هموم الناس وأفكارهم وتجاربهم فيخرجها لنا مملوءة بالايحاء والمعاني والرمز، وشعرت انه قاص له أسلوبه وطريقته في العرض ناتج عن مخزون ثقافي يملكه.
بينما قالت الدكتورة عطيات أبوالعينين، رئيس شعبة السرد بالاتحاد، أن الكاتب “أشرف التعلبي” استخدم لغة تلغرافية في مجموعته القصصية الحاجر، ويمتلك حرفية في استخدامها، صحيح أن اللغة التلغرافية جيدة في المعنى والبساطة لكن أحيانا يحدث بتر أو خلل لأن بعض القصص كانت تحتاج لتفاصيل أكثر، كما أن الوصف كان جميل جدا لكن علي حساب بعض الأحداث أو النهايات.
كما أن هناك ألفاظ و كلمات من البيئة الصعيدية كانت تحتاج توضيح لأنها شديدة الخصوصية، بالإضافة إلى ان هناك أحداث وتفاصيل ثرية جدا يمكن النباء عليها واستغلالها في الأعمال الإبداعية القادمة.
أما الكاتب والناقد سيد الوكيل قال بالنظر للأعمال الأدبية “للتعلبي” من مجموعته الاولي الحاجر وصولا إلي روايتي أبي سروال ثم رواية الأخيرة “وطاويط النجع”، نجد هناك نضج في تجربته الإبداعية، وكسر نمط السرد الجنوبي في روايته الأخيرة، وهي رواية مليئة بالأحداث والتفاصيل وبها تعدد في الأمكنة، وقدم نمط مختلف للرجل الصعيدي من خلال قيم حقيقية وليست تصورات نظرية.
فالأدب طريقة للتفكير وليس للتسلية، وبالتالي تجربة “التعلبي” تحتاج للتحليل من أجل البناء عليها وحتي لا يقع الكاتب في أنماط قديمة، فمجموعته الحاجر بداية وحدث تطور ملحوظ في الأسلوب والحبكة في رواياته التالية، ينم عن وعي الكاتب.
وفي ذات السياق أضاف الكاتب والناقد السيد نجم، أن الكاتب أعتمد علي أمرين في قصصه هما المشهدية والحكاية، وفي الوقت نفسه بقدر أنها مميزات للكاتب، فهي أيضا عليها مأخذ، لكن في المجمل ” أشرف التعلبي” موهبة حقيقية وله شخصية في الكتابة والتناول ويمكن البناء علي ما انتجه ليصبح اسما مميزا في الساحة الأدبية، خاصة أنه ملفت للنظر، ولديه مشروع أدبي وهو تناول الصعيد في أعماله الأدبية وهذا منحني اختاره لنفسه لذلك لابد أن نتوقف معه لنري الجديد الذي يريد تقديمه.
أما عن الشاعر والناقد صالح شرف الدين، يقول أن الجملة الأولى في القصة أو الاستهلال قوية جدا في مجموعة الحاجر، ومن خلال تتبع ال23 قصة نري أن أول جملة في كل قصة تشد انتباه القارئ، وهذا نقطة في غاية الأهمية، وتنم عن وعي ثم انسياب السرد نتيجة العمل الصحفي واستمرار الكتابة دون أي صعوبات، بل كانت اللغة بسيطة وسلسة.
ومن الاشكاليات التي رأيتها في بعض القصص السرد المباشر لحكايات لم يكن الكاتب بطلها، وكان من الأفضل استخدام ضمير الغائب ليفتح امامنا رؤى أكثر.
فيما قال الدكتور صلاح معاطي، رئيس شعبة الخيال العلمي، أنه شعر من خلال قصص الحاجر أن الكاتب لديه نفس روائي، وأن الكاتب لديه قدرة علي كتابة الرواية أكثر، ورأي من خلال المجموعة الصعيد بالونين فقط الأبيض والأسود، وأنه كان في حاجة لرؤية الصعيد بكل الألوان فيما يخص التطورات والتحولات التي حدثت في القرية، كما أن الكاتب يمتلك أدوات جيدة، والتصوير لديه جيد، إضافة إلي طريقة التفاصيل والوصف، حيث نجح الكاتب في وصف الإمكان والشخصيات.
كما أوضحت الكاتبة الروائية صباح عبدالنبي، أن كتابات “التعلبي” مضمخه بعطر جذور نبات الحناء، فمجموعته الحاجر عمل مصور تصويرا سينمائيا بدقة، لدرجة أنني عندما قرأت أغمضت عيني لأرى الحاجر الحقيقي الذي يتحدث عنه، لذا أرى أن الحاجر عملا سينمائيا أو مسرحيا بامتياز، لأننا أمام مشاهد سينمائية، والقص عند “التعلبي” يزخر بالتنوع والتفرد، وكل قصة في مجموعته تستحق رواية مستقلة.
حضر الندوة جمع من الكتاب والمثقفين والصحفيين، للمشاركة في مناقشة المجموعة القصصية “الحاجر”، علما بأنه صدر للكاتب أشرف التعلبى من قبل رواية “وطاويط النجع” ورواية “أبي سروال”، وهو صحفي بمجلة “المصور” وعضو نقابة الصحفيين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.