أجراس فجاج الأرض عاصم البلال الطيب يكتب ساعتان مع عقار بين الحربين والخيارين
*بين حربين*
*يعقد الجنرال مالك عقار مقارنة بين حرب مليشيا الدعم السريع الحالية ، و تمردهم فى معية الدكتور جون قرنق المنتهى باتفاقية سلام نيفاشا وفصل الجنوب ، ولاحقا منفردين باسم الحركة الشعبية شمال ، ولا يتطرق للمشتعلة الآن معفاً ربما عن الخوض فى اوصافها حتى لايقذع ، ويكتفى بتوصيف تمردهم وانضباطيته وبعده عن خطاب الكراهية ، تاركا للمتلقى وصف الحالية بما يشاء ، وقبحها ملئ بالسيئ والأسوأ . وييتدئ عقار مرافعته امام منصة مركز الشريف للبحوث والإعلام والتدريب ، المركز المشذى بضوع ذكرى القانونى والسياسي والقطب الإتحادى عثمان عمر الشريف ، ويقول بأنهم لم يسموا دولة ٥٦ م طوال تمردهم لما تحمله دلالات الحملة الموجهة حاليا جهويا وقبليا وبحسبان المشاركة فيها بنسب مختلفة ، ولذا قصروا حربهم تحت مضامين عنونة : الكفاح المسلح بين المركز والهامش ، فلم يهددوا فئة معينة ولا إثنية ولا جغرافية سكانية ، ذلك أن القيادة فى المركز مستوعبة ابناء من الهامش ، الزعيم أبيل ألير مثال وغيره كثر . حربنا والحديث لعقار مقتصرة على نظام ونوع الحكم وليست معنية بالأشخاص ، فحدهم فى محاربة زيد أو عبيد من القائمين على الحكم ، مغادرته المنصب ، ويضرب المثال بمحاربته البشير سنيين عددا وليس من احساس يساوره بالعدوانية الشخصية ، ويقول البشير المترجل ورهن الحبس والأيقاف الآن، من اعز أصدقائه ويحرص على تفقده انسانيا ولمسامرته كصديق فى وقت شدة وضيق ، لم يكشف الجنرال عقار عن طبيعة مؤانسته مع البشير مكتفيا بالإشارة للتدليل على أن حربهم ليست كما الحالية لا عداوة فيها ولا بغضاء ولا إشاعة لخطاب كراهية رعناء ولا بسط سطوة قبلية آحادية أو ثلاثية الأبعاد ، ويمضى عقار بان حربهم مشعلة منذ المبتدأ وحتى المنتهى لوضع حد لفشل نظام الحكم ولتوسعة عقلية مشروع سودانى ضيق ، غير مستوعب لكلية التنوع ، ومرفوض من مجموعة كبيرة ، لكونه موجه للفكر العروبى ، وهذا ليس من باب نكران للوجود العربى ولا الافريقى ، هكذا يؤكد عقار ويضيف ، هدف حربنا البحث عن مركز لإدارة التنوع والتباين ، لم نتعجل القتال وقد إستبقنا إعلان الحرب عل. نظام الحكم ، بإطروحات سياسية متضمنة فى منفيستو التأسيس ، تطرقنا مثالا لتقليص الأقاليم من سبعة مع الدعوة للتفكير فى آلية لتقليصها لأربعة وهكذا قدحنا الأفكار وفتحنا الأبواب للحوار .، وخضنا فى أدبيات وفنون الإدارة الذاتية ، لم نكن وحدنا المتململين والرافضين ، عطبرة كانت وقتها تثور على فترات وتمور وتخرج للشارع ، لكن آلنظام آذان الحامل طرشاء ، ولم يترك خيار برفض الحوار غير حمل السلاح للتغيير عالى الكلفة بينما المباحثات السلمية لإيجاد حلول الازهد بالمقارنة*
*الجنرال الحلبى*
*ويسترسل الجنرال عقار فى تبيان الفرق بين الحربين ، ويشير لإدارة لحركة للحرب وخوضها بالقوانين ، ويستشهد بسن قانون الجنايات عام ٨٤ م معدل ٢٠٠٣ م ، قانونا صارما لمعاقبة المخالفين وسط منسوبى الجيش الشعبى ومن هم فى دوائر سيطرته ، قانون يمنع السكر اثناء ساعات العمل بتاتا ، ويجرم اذية اسرى الحرب ، وتم أعدام كل من تسبب فى اذية اسير وذلك بفهم من يؤذى الاسير يؤذيك .ويذكر الجنرال عقار أسيرا ضابطا لقبوه بالحلبى ، اظهر شجاعة وبسالة لدى الوقوع فى الأسر ، ثم أبدى لاحقا رغبة فى الإنضمام لصفوف الجيش الشعبى ، ووافقت القيادة لما إلتمسته فى شخصيته بل واوكلت إليه مهمة الإمداد بتوجيه من قرنق ، وبعد مضى سنوات قدم الحلبى طلبا للدكتور قرنق للمغادرة لدولة خليجية لزيارة والده المريض ، ووافق له بإذن نهائى مع صرف كافة مستحقاته لمرافقة . والده والبقاء لجواره ، هى قصة واقعية وليست من روائية الجنرال عقار لتبيان الفرق بين الحربين والسلوكين . ويضيف معززا بانهم قضوا مرة أربع ساعات لمناقشة كسر كبرى لإعاقة تحرك الجيش ، وبعد مداولات تم الاتفاق على أهمية الكبرى لصالح المواطن ولفائدة جيش الحركة حال السيطرة على المنطقة ، ويقول عقار ضاحكا عبر ذات الكبرى تمكن الجيش من طردهم من المنطقة , عقار يعنى أن حربهم حماية للأعيان والمنشآت المدنية بينما الحالية تخريب وتدمير ممنهج لكل شئ . ويقول عقار بانهم فى حربهم إلتزموا بالقوانين و بمعاهدة جنيف خاضعين لأليات رقابتها التى أدخلتهم مرة ٢فى كنف العقوبات ، وخرجوا بعد رقابة سنوات والسبب ضبط احد منسوبى الجيش الشعبى بحسبانه دون السن بينما هو فى واقع الأمر لائق عمريا بيد أنه ( حجيرى ) . ويقول عقار كنا نقاتل من اجل اهداف ، هكذا يتحدث الجنرال ، ويضيف اسيفا حققنا الجزء القليل منها وفقدنا نحو أربعة وثمانين ألف فى تسعة وثلاثين سنة وفقا للمسجل رسميا*
*الكل غلطان*
*ولكأنما بالجنرال عقار يأخذ نفسا طويلا ليقول ، الكل غلطان ، من حارب ومن لم يحارب ، درجنا على معالجة المشاكل بالأخطاء ، والحل فى سن التشريعات القوية لبسط دولة القانون ، ويدلف عقار للحديث عن قانون ١٩٩١ م الجنائي ويصفه بالشمول والقدرة على حل كافة مشاكل السودان الجهوية والعنصرية ، و حفظ حقوق الجميع ويعتبره مدخل للحكم الرشيد و دليل لإختيار سلطان الحكم المناسب ، بالديمقراطية المناسبة للسودان ، وللمحافظة على الحقوق العامة والخاصة . ويستغرق الجنرال عقار فى الحديث باعحاب عن الجيش السودانى وجيناته غير القابلة للهزيمة ، ويقول كنا نتحدث عن طرد العدو وليس هزيمته من باب التقدير والإحترام ، ويستنكر عقار حديث البعض عن دولة ٥٦ من احدى مكونات وحواضن الدعم السريع بينما هى من بين صلبها وترائبها ، ويصف الجنرال دخوله للحركة فى عام ١٩٨٤م للإسهام فى حل قضية الصراع بين الهامش والمركز ، ويقول لم نكن انفصاليين عدا قلة لا تتجاوز ٢% ربما تزايدت النسبة بعد رحيل دكتور جون قرنق ، ويعود الجنرال للحديث عن قضايا الراهن ويكشف عن مناصحته لحميدتى للكف عما هو سادر فيه مبيتا النية ، لكنه لم يستبن و بل عمل على إستمالته غير مرة ولكن لم يستجب عقار للإختلافات الكبيرة كما يقول ، ويزيد أنه جنح للسلام بعد أن خبر الحرب وتداعياتها ، ودفعوا كقيادة للحركة بقواتها للجيش و جعلها تحت إمرته ورهن إشارته وفقا لإجراءات وترتيبات اتفاق جوبا الأمنية ، ورؤية عقار لنهاية الحرب إما بالحسم الميدانى او التفاوض الذى يستلزم إجراءات تباعاتها لاتحصى ولا تعد فضلا عن عدم وجود خصم محدد يمكن الجلوس أليه والمقاتلين الآن من أصول غير سودانية ، والخصم الظاهر كما يحدد عقار الظاهر هو الإمارات ، فلذا مسار التفاوض برأيه مكتنف بالغموض وملبد بالغيوم ، والخيار الثانى الحسم العسكرى كما يعلم ، يقطع شوطا وعلى صعوبته ، لايبدو خيارا الآن غيره ممكنا لإنهاء الحرب ، ويدعو عقار للتفكير مجتمعين و للإهتداء لكيفية وضع حد لها ، وتمهيد الطريق لبرنامج مصالحات واضح ، وتهيئة أسباب الأتفاق على إدارة الدولة بعيدا عن الإستقطاب والإقصاء ، ومن ثم إرساء حجر الأساس لتأسيس وبناء الدولة ، ورؤية عقار لهذا البرنامج تتطلب البحث عن البوصلة والعزم على قهر التحديات ، بهدف خلق سودان واحد وآمن ومتطور ، ويجدد عقار لغير مرة الدعوة لسن التشريعات والقوانين ويقدر ان الموجود منها كاف لتحقيق الرؤية ثلاثية الأبعاد محروسة بمائة ألف جندى شرطى من مختلف الدرجات العلمية إضافة وليس خصما، و يختم بالقول ليس من عصا سحرية للحلول*
التعليقات مغلقة.