همس الحروف**حواجز الإطارات في الطرقات فخ مميت للمواطنين*✍️ *د. الباقر عبد القيوم
*همس الحروف**حواجز الإطارات في الطرقات فخ مميت للمواطنين*✍️ *د. الباقر عبد القيوم علي
*لقد تناولنا هذا الموضوع في مقالات سابقة عدة مرات ، ودقـقنا ناقوس الخطر مراراً و تكراراً ، ولكن للأسف الشديد لم يجد طرحنا إهتماماً يُذكر ، لأن التعامل مع في هذه القضية ظل تواكلياً بلا تحرك جاد ، في ظل غياب الحسيب وغياب الردع ، وكأن أرواح الناس لا تستحق حتى مجرد التدخل في إماطة الأذى عن الطريق .فهل تقع المسؤولية على عاتق الوحدات الإدارية ، أم تقع على المحليات بإعتبار أنها الحكومات المصغرة ، أم الأجهزة النظامية ، أم المستنفرين ؟ …. غموض المسؤولية هذا زاد من تفاقم المشكلة وعرقل الحلول ، فلا بد من تحديد جهة واضحة تتحمّل المسؤولية ، وتعمل بحزم لإزالة هذا الخطر المميت ، أو تكون شريكة في ما يحدث .والسؤال الجوهري من يضع الإطارات في منتصف الطريق كحواجز عند نقاط التفتيش؟ .. سؤال بسيط في ظاهره ، ولكنه يحمل في طياته خطر قاتل ، صحيح تلك الإطارات تُستخدم لتنبيه السائقين بوجود تفتيش قادم في ساعات النهار ، ولكنها تتحول ليلاً إلى فخ قاتل ، خاصة في ظلمة الليل حين تغيب الرؤية وتغيب معها السلامة ، لا علامات تحذيرية ، ولا أضواء عاكسة ، فقط إطار أسود في طريق أسود ، لا يراه السائق إلا بعد فوات الأوان ، والنتيجة ؟ .. حوادث مميتة ، ضحايا أبرياء ، ومأساة سببها إهمال لا يغتفر .وما إن تقع الحوادث ، ويُزهق بسببها أرواح بريئة ، وتضيع معها أحلام أسر كثيرة ، هنا يبدأ مسلسل الإنكار المعتاد من الجهات التي من المفترض أن تتحمل المسؤولية الجنائية و المدنية : لا أحد يتحمل هذا الكابوس ، ولا أحد يعترف بأنه هو من وضع الإطارات ، الجميع يتنصّل ، وكأن الأرواح التي أُزهقت لا تعني أحداً ، والجميع يقولون : (لا نعلم من وضعها) .. هي الجملة الجاهزة التي تتردد على ألسنة المسؤولين ، وكأن الإطارات هبطت من السماء دون يد بشرية ، وهكذا يُطوى الملف بصمت ، بينما يبقى الخطر قائماً ، ينتظر ضحية جديدة في ليل آخر ، وما زال المجال مفتوحاً أمام أهل الضحايا و جميع المتضررين لمقاضاة المتسبب في هذه الحوادث .لقد توصلنا مع معظم المسؤولين بالولاية ، وطرحنا الحل الواضح والبسيط : وهو إزالة الإطارات وإستبدالها بمخاريط عاكسة للضوء ، تضمن السلامة وتحقق الغرض من التنبيه دون أن تشكل خطراً على الأرواح ، ومع ذلك لم نجد سوى الوعود ، وكل مسؤول يقول : (سوف أتواصل مع الجهات المعنية) ، والحقيقة المرة أنه لا توجد جهات معنية ، ولكن هنالك تقاعس في تقبل مثل هذه الأمور ، مع عدم المقدرة لتحمل المسؤولية .نحن نعلم تماماً من وضع تلك الإطارات في بعض الأماكن ، إنهم شباب من المستنفرين ، كانوا مدفوعين بالحماسة وحسن النية ، ولكنهم دون أن يعلموا بأنهم وضعوا فخاً قاتلاً في منتصف الطريق إذا ما جاء الليل ، هذه الإطارات كانت السبب في مقتل الأخ ممدوح عبد الحليم ، المصور المعروف بتلفزيون الولاية الشمالية ، وسبباً في وفاة ثلاثة شباب كانوا يستقلون دراجة نارية ، ضاعت أرواحهم في لحظة واحدة ، وكانت كذلك سبباً في تلف عدد كبير من السيارات ، وآخرها سيارة المتابعة الخاصة بعضو مجلس السيادة الدكتورة سلمى عبد الجبار .فلماذا تُركت هذه الإطارات في أماكنها حتى الآن؟ .. لماذا ننتظر كارثة أخرى؟ .. إلى متى يبقى الخطر قائماً ونحن نعرف مصدره ونعرف الحل؟ .. السكوت هنا أصبح تواطؤاً مع الخطر .وفي ظل هذا الإهمال المستمر ، وغياب الجهة التي تتحمّل المسؤولية، فإننا نرفع هذه القضية إلى اللجنة الأمنية بالولاية الشمالية بشكل مباشر مع العلم أن معظم أعضائها لهم علم مسبق بهذا الأمر ، ونطالب بإزالة هذا الخطر المميت من الشوارع فوراً ، هذه الإطارات تُركت بلا مساءلة ولكنها تحولت إلى فخ قاتل ، وتسببت في أضرار جسيمة لحقت بسيارات المواطنين ، وبعض المسؤولين من ضيوف الولاية ، وإن استمرار وجود هذه الإطارات بعد كل ما حدث يعد إستهتار بحياة الناس .. ولذلك بات من الضروري أن تتحرك اللجنة الأمنية لإزالتها فوراً مع إتخاذ إجراءات واضحة لمنع تكرارها .كما يجب أن يُرافق هذا التحرك الأمني جهد توعوي واسع ، لرفع مستوى الوعي بين النظاميين ، والتنبيه إلى خطورة وضع الإطارات في الطرق ، مهما كانت النية حسنة .. فمن واجب المجتمع كذلك أن يمنع من يُقدم على مثل هذا الفعل ، ويُبين له أن ما يراه وسيلة لتنبيه السائقين ، قد يكون في الحقيقة سبباً مباشراً في إزهاق الأرواح وإحداث الكوارث .كما يمكن للمواطنين، بدافع من المسؤولية المجتمعية، إزالة هذه الإطارات المهملة من الطرق بأنفسهم ، متى ما كانت في مواقع تشكل خطراً واضحاً ، وذلك بطريقة آمنة ومسؤولة، لحماية الأرواح والممتلكات ، إلى حين قيام الجهات المختصة بدورها الكامل في معالجة هذا الخطر .أنقذوا أولادكم وأهلكم من هذا القاتل الليلي الصامت … هذه الإطارات ليست وسيلة تنبيه ، إنها شرك موت يتربص بالمارة والسائقين في عتمة الليل ، لا تنتظروا كارثة جديدة كي تتحركوا ، أزيحوا الخطر اليوم ، وأحموا من تحبون قبل أن يكتب لهم قدر مفجع بسبب إهمال يمكن منعه .والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
التعليقات مغلقة.