ربيع الشعراء يجمع بين بيت الشعر والمركز الفرنسي

تيارات الشعر العربي حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق

كتبت ابتهال تريتر

في أمسية نوعية جمعت بين بيت الشعر والمركز الثقافي الفرنسي وبين مختلف أطياف وتيارات الشعر العربي عزفت القصائد سيمفونيتها الرائعة وعلى إيقاع الليل الهادئ نصبت خيمات الشعر الممزوج بعبق الجمال والحرية والإنسانية في كلمته رحب السيد ماتيو إنسا المدير المفوض للمعهد الفرنسي الإقليمي بالسودان ببيت الشعر والحضورفي “ربيع الشعراء” الذي يقام سنويا في مارس للاحتفال بالشعر قائلا يتم تنظيم هذا اللقاء الشعري السنوي بالشراكة مع بيت الشعر ، هذا البيت الذي يجمع الشعراء الكبار والشباب ،والذي أعطى الشعر نفسا جديدا وألقًا جديدًا.السودان بلد غني بالثقافة والحضارة ، والشعب السوداني شعب شغوف بالأدب وخاصة الشعر بكافة أشكاله.المعهد الفرنسي موجود منذ سنوات في الحركة الثقافية السودانية من خلال تنظيم المعارض الفنية والأمسيات الأدبية والثقافية ومعارض الكتب وورش العمل والبازارات. وكل هذه الأنشطة تتم مع الشركاء المحليين المهتمين بالثقافية.أما الدكتور الصديق فرد التحية بأشعر منها واصفا الشراكة بالمركز الفرنسي بالاستراتيجية والعميقة وأن عمر هذه العلاقة بين المؤسستين على قصره إلا أنه كبير الأثر وأكد أننا في بيت الشعر حريصون على تعزيزها بكل الوسائل ناقلا تحية الشارقة للمشهد الثقافي الفرنسي وأن ربيع الشعراء موسم ينتظره الشعراء ويعدون له أجمل الخرائدابتدرت القراءات في الأمسية بالشاعر الشاب محمد جدو الدرديري وهو شاعر من الشباب الذين لهم حضور واضح في المشهد الشعري السوداني وفاز بعدد من الجوائز وشارك بالمهرجانات المختلفة ونشر له في المجلات العربية والمحلية المختلفةتَكَلَّمي قبلَ أن يَرتَدَّ بي زمني إلى الفَرَاغِ، الذي لا بَعْدُ لا قَبْلُ تَكَلَّمي فالزَّمانُ الكَهْلُ مُنشَغِلٌبِشَغْلِنَا، فاختفى في شَكلِهِ الشَّكلُوأنتِ واقفةٌ كالماءِ منحدراولا يَمَسُّكِ عَمقُ البَحْرِ والرَّمْلُوإنْ مَشَيتِ كأنَّ الشَّمسَ واضعةٌ… …على الصُّخُورِ خُطاهَا، والسَّمَا حَبْلُيكادُ يأكُلنِي الوسواسُ حين أرىخُطاكِ يَنبُتُ من أعقَابِها العِجْلُفلستُ آمنُ نفسي في تَخبُّطهاكأنَّ بي من جُنونِ المُوثَقِ الحَبْلُوالصَّمتُ يرحلُ بي مادُمتِ صامِتَةًإلى انقطاع الصَّدى، إذ يَعبُرُ الوصلُحَدَّقْتُ فِيكِ؛ فَرُؤياكِ التي كَشَفَتْفمن أكونُ.. وأين البَرْقُ والسُّبْلُ؟وريحُكِ الشَّمسُ في الأنسَامِ دافئةٌأمٌ تَشَبَّثَ في أحضانِها النَّجْلُوأنتِ حاضِنَةُ الأكوانِ أجمَعِها إلَّايَ أرزَحُ في المُرِّ الذي يحلووفي ندائية صاعدة مزجت بين الترميز والتشكيل والغموض الجميل تفتق الدرديري إلى أن انتهى به الأمر أن يذبح بالشعر في دموية عجيبةناديتهم وقلوبهم صماءُوالأرضُ تبتلع النِّدا إذ جاؤوانَزَّت عيونُ النَّهرِ تحت جُسُومِهِمْإبَرًا.. صفائحَ، تحتهن دماءُغنوا وكان اللحن دمع جفونهموغناؤهم من حزنهم إغماءُولأنني مستَوحِشٌ بعيونهمولأنهم في أعيني الغرباءُذَبَّحتُهم بقصائدي ودفنتهمكالجمر فجرًا والحياةُ شِتَاءُوفَتَحْتُ عين النهرِ في أجسادهمفإذا القصائد بِركَةٌ حمراءُوإذا الجِهاتُ تصدّعت وتهدمتوالكون تحتي هُوَّةٌ ملساءُأما الشاعر عبدالقادر المكي المجذوب أعاد لليالى الشعر زهوها مرة أخرى بحائية عذبة ولغة منعنعة وهو شاعر وإعلامي ومعلم بالمدارس الثانوية وحاصل على جوائز عربية وسودانية وشارك بعدد من المهرجانات والملتقيات الأدبيةأرى جبلًا تُعنِّفه الأعاليوترضع ظلّ قامته السفوحأرى جسدا يشيخ بلا أوانتعذبه الملامة والقروحُوليلى ياسماءَ الحزن غاضتوما أغنى عن القمر الوضوحتمدُّ يدَ المسيحِ لعلّ جرحًايواسي جُرحَه الأنكى المسيحُ وتُرجعها وما بالروح بردٌ وما بالجسم يامولاي روحُوليلى ياخيامَ الأرض متنٌيدلُّك حيث خانته الشروحتمر على الأريج فتزدريهتفوح من الطيوب ومايفوحُوفي قصيدة أخرى أوقف الشاعر تعداد العمر لثلاثينية رائعةلو ترى شاعرانبتت روحُه واستوى شجرافي خريفِ امْرأه.ْلو ترى رئةً تشهقالعطر من صدرهاويح تلك الرئه ْلو ترى وطنا هينا قد تثنّى وأينع بالدلِّ أعطافُهُ نيّئهْلو قرأت كأنّ على سورة القدأحلامَك الغابرةوجراحات هذي القصيدة..المريدوك طيرٌ يحط على الشعر يرميعلى لفحها المستبد قيودهْ.. قد سكبناكمن ساحلٍ في الأساطير ونزفناك لليل هذا انتظارًا وأد الفجر منا وعودهْ… لم نزلْ غابةً تقتفي وجههاكلما أبصرتْ في الغيوم الطريدة..أما الشاعرةالشاعرة إيمان آدم خالد فتفردت بصوت الأنثى الشاعرة وسكبت عصارة تجربتها الشعرية في نهر الأداء المميز وهي شاعرة وكاتبة وإعلامية ناشطة في مجال المرأة ولها مشاركات كثيفة داخل وخارج السودانتغنت للصيف وللقهوة ثم أدهشت الحضور بالشعر الشعبي الراقي الذي يمثل لونية أخرى للشاعرةذوَّبني في كوبِ القهوةفي الصبحِ .. الظهرِ وكل مساءازرعني شجرة حناء..وابدأني طقساً غجريا..مِلءَ الأنحاءلأني أُدركُ .. أنكَ تُدركَأنَّ الدنيا دُونَ القهوةِفيضُ عناءوأنَّ الدنياألقٌ الدنياوجهُ القهوةِ والأصحاببلا استثناءْيا ضوءً مجترحاً في الذاتِوفي اللا شيءيا بعضَ خراجِ الروحِ .. الفيءثم تواصل الشاعرة في غنائيتها للقهوة في يوم قمريِّ الفتنة..ضَحَّاكَ النسماتأقبلت الدنيا لتبتردفي النهرِ .. الملكوتِ .. الذاتْحيتني .. وبنزقٍ قالتخذني ما في القلب .. وهاتْإن تملكْ .. فلتشرق صبحاًأو فاشرق .. كل الأوقات!!عابثني ارقبْ وتمعنْ..في الماضي .. في الزمنِ الآتطوحني .. حلماً طياراً .. جبَّاراًخَطِرِ اللفتاتأو ذَرني أعزفُ مزماراً ..أمنِّي .. أفشي الأسرارا !!فالقهوةُ للكونِ مداراوالقهوةُ للكلِّ مزاراوالقهوةُ كَهفُ الغرباءوأنا يا صاحِ بكوبِ القهوةأنتظرُ الصبحَ .. وكُلَّ مساءإيهٍ يا بنُ أيا معطاءأهواكَ أفدَّيك ولك صِدقاًزعزعةَ حياتي .. و الإرساءقد أغدو بالقهوةِ رعناءقد أغدو بالقهوة .. فينوساًاختتم الأمسية الشاعر الكبير محجوب كبلو وهو أبرز شعراء قصيدة النثر بالسودان والوطن العربي وهو رائد تجديدي له الكثير من الآراء والمشروعات الثقافية وله عدة دواوين منشورة ومشاركات عالمية وترجمت قصائده للغات مختلفةيقول كبلوفَتَحَتِ الشَّمْسُ نافِذَةَ الغَيْمِوجفَّفَت قَمِيصِيَ لِلْمَوْعِد.(الأظَافرُ نوافذ)؛ما قَالَهُ الطِّلاءُ الأخضر.(الجَّسَدُ قَلْعَة)؛طوالَ اللَّيلِأَصْنَعُ الأفخاخَللفئرانِ التي تَلْتَهِمُيَرِقَاتِ الغَد.البَرَازِيلْيَا والهواءُيُزَيِّفانِ خَطَوَاتِكِ،فَأُحَدِّقُ في مَمَرِّ اللَّيْلَة،وإذْ لا يَتَدَحْرَجُ مِنْهُ تَسَلُّلُكِ،يَحْتَرِقُ بي فِرْدَوْسٌ صغيرثم فتح ديوان الحب والعاطفة وأخذ من حقول الورد أنداها وتفتقت حروفه عطرا عطرا وآثر أن يبدأ بالغرق ونشيده حيث قال كانَ صَوْتُكِ يَرِفُّ فَوْقَ غَرَقِي تَنَهُّدَاتِ جُرَّةٍ إثْرَ شَفَةِ المَاء، وكانَ مُلْتَبِسَاً بَيْنَ الشَّدْوِ والحَمَامَة، وآنَ طُلُوعِ وَجْهِكِ خَلْفَ سُدَفِ العُبَابِ كَوَجْهِ المُغَنِّي خَلْفَ أوْتَارِ القَيْثَار.كانَ وَجْهُكِ لي، وكانَ العُبَامُ يَنْسُجُ فَوْقِيَ قَامُوسَهُ. أمَا كانَ لِي؟ وهذه المُخْضَمَّةُ تَلْعَقُ ضوئِي وتَتَجَشَّأُ عَدَمِي.ثم واصل غرقه مرتديا شفافيتهتُمْسِكِينَ يَدِي كَأجْدَى هَذَيَانِيَّةٍ لِغَرِيقٍ، جَائِزَةً بي أَهْرَاءَ عَدْنِكِ وحَظَائِرِهِ، مُخَلِّفَيْنِ وَرَاءَنَا حُوْذِيَّةَ الزَّمَنِ المُسَرْنِمِينَ، تَسِيلُ قُبّعَاتُهُمُ الكَسْلانَةُ على صُدُورِهِم ولِحَاهُمِ الأَيْلِيَّةِ،

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.