أسرة سعودية تعفو عن قاتل إبنهم السوداني الجنسية بعد صدور حكم بالقصاص في حقه

من أعظم السلوك البشري الذي تتجذر فيه معاني الإنسانية الخالصة و الذي حثت عليه السنة المحمدية هو (الإصلاح بين الناس) فهو سلوك الصالحين و المصلحين الذين يحبون نشر الخير و أواصر المحبة في مجتماعتهم ، و يعززون بذلك الأمن و الأمان و الاستقرار بنزع فتيل الأغبان بؤاد التخاصم والتنازع

يقول الحق عز و جل : (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

من هذا المنطلق الذي تتشكل عنده أروع معاني الجودية و الإصلاح ، سعت القنصلية السودانية بجدة عبر مستشارها القانوني لشؤون الجالية و الذي يمثله (مكتب الشيخ حسن القحطاني) تحت قيادة المحامي حسن القحطاني و الخبير القانوني المستشار ناجي محمد أحمد قرشاب الذين بذلوا الجهود الجبارة مع الأسرة السعودية الفاضلة التي قبلت بفتح باب النقاش في قضية دم إبنها ، إلى أن تم بحمد الله تعالى موافقة اسرة القتيل و أولياء الدم بالعفو التام عن قاتل ابنهم من الجنسية السودانية (عبد الله حمد النيل) بعد صدور حكم القصاص في حقه من المحكمة العامة في جدة ثم تداولت جلساتها محكمة الاستئناف التي سعت في إقتراح العفو لاولياء الدم و بينت لهم فضله عند الله ، فجاء سعي مستشار السفارة موافقاً لذلك ، و من فضل هذه الأسرة السعودية فقد أتى العفو بدول مقابل و ذلك لوجة الله تعالى .

و من جانبه فقد أعرب سعادة المستشار القانوني ناجي قرشاب عن مدي سعادته بهذا العفو مؤكداً سماحة الشعب السعودي الذي تمثله هذه الأسرة العظيمة المفجوعة بحادثة فقد إبنها و كما أشاد بجهود القضاء السعودي في الإصلاح بين الناس و حرصه على تطبيق العدالة وفق قانون السماء ، مؤكداً حكمة القيادة العليا للمملكة العربية السعودية في السمو بمؤسساتها العدلية و نزاهتها و سعيها الدؤوب في الإصلاح بين المتخاصمين قبل إصدار أحكامها ، حيث بين سعادة المستشار ناجي قرشاب أن قيمة العفو عند الله أعظم من قيمة التنازل عن القصاص إلى التعويض و قبول الدية ، لأن العفو المطلق يكون بدون مقابل و ذلك ابتغاءً لمرضاة الله تعالي .

و قد أعربت أسرة السفارة السودانية بالرياض و بالقنصلية العامة بجدة عن خاص شكرها و إمتنانها للشعب السعودي العظيم عبر هذه الأسرة التي ضربت أروع أيات الفضل و الكرم الذي تمثل في عفوها الجميل ، و قد أكدت أن هذا السلوك الإنساني يعتبر ديدن الشعب السعودي في مثل هذه المواقف التي تعبر عن مدى إنسانيتهم و عن سلوكهم الديني المتشبع بأعلى جرعات الإيمان بالله و قدره ، و طمعهم في الآخرة و نعيمها .

أسرة السفارة السودانية بالرياض و مستشارها القانوني و أسرة القنصلية العامة بجدة يسألون الله عز وجل ان يعظم أجر هذه الأسرة و أن يتقبل إينهم في عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.