سعادة الفريق أول البرهان : شيخ الباقر لم يسلم من خطأ جنودك**بقلم د : فاطمة صغيرون
*إلى الفريق أول عبدالفتاح البرهان نقول لو تمهل جنودك بالفرقة 19 مشاة بمروي بريهة لكان من الأفضل حتى يسألوا محرك البحث قوقل عن القامة الباقر عبد القيوم لألجمهم قبل أن يخطئوا في حقه بمثل هذا الخطأً الفادح و لكان من العقل و رفع الجهل ، و خصوصاً أن ما حدث له أمر مسيء للغاية و يمس كل إعلاميي بلادي الشرفاء بدون فرز ، و ذلك بما إغترفوه من ذنب عظيم في حقه ، و لن يغفر لهم التاريخ فعلتهم هذه و لو شربوا من ماء البحر المالح ، و لأدهشهم قوقل الذي لا يتجمل و لا يكذب بحسن الرد في حقه و لأخبرهم بأن هذا الرجل هو رجل فوق العادة ، و هو عبارة عن شعلة مضيئة من القيم التي تهدي الناس للخير و تنهاهم عن الشر ، و لأعلمهم بأن هذا الرجل بحراً زاخراً و متلاطم الأمواج بعظيم خصاله الجميلة و الحميدة و المتفردة التي لا يسع المجال لسردها ، و هذا خلاف الشّجاعة و الجسارة التي يتميز بها و التي تأبى أن تجتمع هذه الصفات إلا في رجل ملئ ثيابه كمثله ، و الذي قل أماثله في زمان بات فيه لأنصاف الرجال كلمة في مجتمعاتنا التي أصبحت تتقبل الفاسقينأتذكر حينما كتب إليك معاتباً و موجها لك في مقاله الذي هز به أركان السودان ، عندما تم إغتيال العميد شرطة بريمة بموقف شروني و كان بعنوان : (يا برهان إنتهي الزمن المقرر ، ضع القلم ثم أجمع الورق ) ، فعنوان مقاله فقط كان يكفي أن يكون هو الموضوع بدون زيادة في زمان لا يستطيع أن يكتب إليك بمثل هذه الجرأة غيره ، لم يكن العميد بريمة أخيه أو إبن عمه و كذلك لم يكن من معارفه ، و لكن كانت هذه هي الرسالة الصحفية الواجب نشرها ، حيث لم يستفزك في شخصك في كل كتاباته التي كانت و ما زالت تشكل لوحة من الإبداع الأدبي و الوصف القيمي و النصح العام في قالب أدبي رصين ، و كان همه الاول و الأخير هو الصالح العام و تقويم المعوج فيه ، و الإنتصار لمؤسسات الدولة و الوقوف مع قضية الشرطة التي كانت تؤرق كل منسوبيها في وقت إنعدمت عندك الحلول فلجأت إلى حلاقة رؤوس هيئتي قيادتها و إدارتها لإرضاء الشارع حتى فقدت الشرطة أميز رجالها و ضاعت هيبتها عند الناس ، و لم يكن في مقاله أي أمر يمس مقامك بسوء ، إنه ذلك الرجل الذي خبر كيف و عن ماذا يكتب ، لقد كان فقط يريد التوجيه للمصلحة العامة عبر طرح قضايا ذات أهمية بالغة باتت في حكم المسكوت عنها عند كل الناس إلا هو و بعض الأقلام الحرة ، إنه د. الباقر عبد القيوم و لا فخر ، ذاك الرجل الجميل ، الخلوق و المؤدب الذي لا يختلف فيه إثنان و كما إنه لا يختلف مع أحد من الناس إلا بأدب الخلاف و خلاف الأدب فهو من أعظم المدارس القيمية في عصرنا الحديث ، فلم يكن متسرعاً متهوراً و او منتصراً لنفسه ، و كذلك لم يكن له أعداء قبل (جنودك الذين مسحوا بكرامته الارض بمدينة مروي) الذين لم يحترموا مكانته في وسطنا و وقاره و أدبه الجم و علمه و شيبته و وطنيته التي فاح عطرها في كل أرجاء السودان ، حتي سمع به الأصم و تحدث عنه الأبكم و رٱه الأعمي ، إلا جنودك يا برهان فقد (خونوه) .. عجباً لذلك .. و لكن عزاءنا كان في الأثر الذي أخبرنا بأن في ٱخر هذا الزمان يخون الأمين و يؤتمن الخائن .. فإذا كان الباقر (خائن) على حسب إدعاء إستخباراتك يا برهان فمن في رأيك يكون المؤتمن و الأمين على السودان بعده ؟؟؟ !! . كيف انتم تحكمون .يا سعادة البرهان سل مستشاركم القانوني بمجلس السيادة و الذي تم إنتدابه قائداً للدائرة القانونية بالدعم السريع ، كم كان هذا الرجل بقلمه سيفاً بتاراً على كل تجاوزات الدعم السريع المسكوت عنها ، فملئت السجون من إنتقاداته الحادة لكل الذين يخرجون عن إطار القانون حتي أسهم في تقويم سلوك الكثيرين من منتسبي قوات الدعم السريع على مستوى الجنود و الضباط في وقت لا يستطيع أحداّ من الناس أن يتفوه بكلمة واحدة تجاههم ، فلم يسلم منه اللواء مضوي الذي يعتبر الرجل الثالث بالمؤسسة و أضحى سبباً في عزله من منصبه كقائد لإستخبارات الدعم ، و كما نال قلمه من اللواء حسن محجوب مدير مكتب النائب في سلسلة مقالات ملأت الساحة ضجيجاً و كان أشهرها سلسلة (إتفضل من غير مطرود) التي أقنعت قائد الدعم السريع حتى تم عزل الرجل من القصر الجمهوري و تم نقله إلى مكتب البرج ، فكتب حينها مقالاً ٱخر بعنوان الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى و عافانا .. من كان غيره يجرؤ على الكتابة عن هذه المؤسسة و بهذا العمق في وقت لا يستطيع أحداً من الناس أن ينتقدها غيره . إنه الضرغام الشجاع الباقر الذي لا يخاف في الحق لومة لائم .. فكيف انتم تحكمون ؟؟!! .لقد كان يسبقك في مقالاته بالرأي فتستجيب لرأئه في اليوم الذي يليه بقرار يؤيد رأيه ، و كان ناصحا لك و مدفعاً عنك و ناقدا حصيفاً لك في الأمور التي تستوجب النقد ، و كان ساحراً و معالجاً في تقويم المعوج في الشأن العام .. فقد دافع و نافح و كافح عن منظومة الصناعات الدفاعية حتى حيد الرأي السالب فيها ، و كتب عن شركة زادنا حينما تكالب عليها الاعداء فوقف بقلمة يرد الكلمة بالكلمة و الحرف بالحرف حتى أسهم في توصيل رسالة كانت تمثل القيمة المضافة التي شكلت حماية لكامل المؤسسة و منسوبيها ، و دافع عن عرابها السيد أحمد الشايقي و كما كان سنداً قوياً للفريق عبد المحمود حماد ، كتب بأميز الحروف عن القوات المسلحة و قادتها و جنودها و كذلك كان من الاقلام القوية و النادرة التي انصفت جهاز الامن و المخابرات و القضاء و النيابة و كل المؤسسات الوطنية العامة و الخاصة ، و دافع عن كل الرموز التي تستحق الوقوف معها ، و كان فارساً مغواراً في ملف العلاقات الدولية .ما هي جريرة هذا الرجل العظيم التى إغترفها حتى ينكل به في قرية نائية ليس لها مكان في الخارطة المكانية بالسودان ، و تستلب منه حريته تحت تهديد ٱلة السلاح و بجنود قوات الشعب المسلحة التي كان من الواجب عليها تكريمة فضلاً من ان تكون سبباً في إهانته أمام أهله و عشيرته ، و بماذا سترد على دول الجوار و الصديقة و الشقيقة يا برهان و التي تم تدبيج صور وزرائها و سفرائها الذبن ظهروا معه في صور و فيديوهات في البلاغ الذي تم توجيهه إليه ، ماذا ستقول لهم بحق السماء ، و لهذا وجب عليك أن تصحح هذا الخطأ اليوم قبل الغد و أن تحاسب كل من شارك في هذه الجريمة النكراء التي نالت من إعتبارية الرجل و قصد منها إغتياله معنوياً .أليس تحييد هذا الرجل بمثل هذه القضية في مثل هذا التوقيت و في مثل هذه الظروف العصيبة يمثل خيانة وطنية عظمى في حق الوطن الذي هو في أحوج الحالات لامثال الباقر في توجيه الرأي العام ، و هل سألت نفسك عن كمية الأغبان التي ملأت صدره مقابل هذا الأمر القبيح الذي لا يليق به أبداً ، و هل حسبت تأثير ذلك على أسرته و أهله و جيرانه و أصدقائه و محبيه و متابعيه ؟؟ ، ألم يغترف جنودك جرماً عظيماً في حقه و هو من أصدق الناس الذين يحركون الرأي العام ، و له وزن ضخم في الساحة الإعلامية و السياسية و الدبلوماسية .هذا الرجل يمثل هرماً ضخماً في مجال الإعلام و السياسة و سفيراً فوق العادة و من أعمدة الدبلوماسية الشعبية الذين لا يشق لهم غبار ، و له إحترام خاص و خالص و له كلمة مسموعة في الأندية الدبلوماسية على المستوى الإقليمي أو العالمي ، و لكن عجباً للعين التي لا ترى إنسان عينها ، أما ٱن لكم أن ترفعوا عنه ظلمكم الأسود و ظن الجاهلين منكم في شخصه و أن تردوا له حقه الأدبي و المعنوي و المادي .فلو كان الكمال صفة ملازمة للرجال فهو من المؤكد كامل ، نجده دائماً على رأس وفد يمثل السودان مع بعض النخب في كثير من المحافل الدولية أو المحلية ، و لقد سافرنا معه كثيراً لحضور بعد هذه الفعاليات داخل و خارج السودان فكان لنا خير سند و يمثل الأخ و الأب الروحي لنا جميعاً في الغربة حتى نرجع إلى ديارنا و اهلنا بالسلامة حيث كان أهلنا يزدادوا إطمئنانا علينا فقط بذكر إسمه في معيتنا .. نشهد له بأنه من أميز النخب في تمثيل السودان ،، وكما إنه يمتلك كل ما تتطلّبه مقامات القيادة و الرجولة من شرف و خصال حميدة و هو موضع ثقة في زمان قل فيه الثقاة ، و هو من زمرة الشّجعان الذين لا يخشون في الحق لومة لائم ، فما أصابه من ضرر بسلوك جنودك سيبقى أثره باقياً في دواخله على مر الزمان و للاسف الشديد فإن الدولة لاتملك ثقافة الإعتذار (ناهيك عن التعويض عن الضرر النفسي و المادي و المعنوي ) الذي أصابه عن طريق الوشاية الكاذبة .نحن سنقف مع د. الباقر عبد القيوم في قضيته العادلة بكل شفافية تتطلبها منا مهنة الإعلام و الصحافة ، و نحن نعتبر هذا الرجل خطاً أحمر ، و لن نسمح بأي شيء يمس من كرامته أو ينتقص من قدره ، ولن نتخلى عنه أبداً حتى و لو نخوض معه النار من إجل أن يبلج الله الحق ليلجلج الباطل ، و لتعلم أن الحق مؤيد من الله و أن الباطل مذموم عند الله و الناس أجمعين و ان جولةُ الباطلِ ساعةٌ، وجولةُ الحقِّ إلى قيام الساعة. و للحقِّ دولةٌ و للباطل صولةٌ. .. وسنطالب بشدة بكل الوسائل القانونية المسموح بها : (محاسبة كل الذين تسببوا في إذائه) حتى يعلموا أن المساس برموز بلادنا كالمساس بمقدستنا تماماً.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.