عبدالوهاب علي حسب الله يكتب “نعمة أم نقمة”
معدل هطل الأمطار السنوي يعادل 2000 مرة كمية المياه التي يحملها نهر النيل حيث يساهم النيل الأزرق بنسبة 85 % منها لوحده وأما عن المياه الجوفية فنكفي أن نقول أن الحوض النوبي يعتير أكبر خزان للمياه الجوفية العذبة في العالم بالإضافة إلى حوض وادي النيل الجوفي والسودان لذلك لديه قليل من سدود حصاد المياه نذكر منها سد ستيت مقارنة بالمملكة العربية السعودية التي لديها أكثر من 147 سد لحصاد المياه منها سد نجران الذي يخزن كمية من المياه أكثر من المياه المخزنة في السد العالي في الصيف والمياه ثروة غاية في الأهمية بمكان رغم ذلك نجد العطش يضرب ميناء بورتسودان التي يمدها خور أربعات وتحتاج لمياه أكبر بعد توسع المدينة وهناك مشروع ينطلق من مدينة الدامر لم يرى النور بعد بسبب ضعف إدارة الدولة السودانية لمواردها ومنها المياه فلو تم إمداد بورتسودان بمياه النيل لايمكن التفكير في تصدير المياه إلى شبه الجزيرة العربية فيما بعد وحركة هذه المياه تحتاج إلى إدارة خاصة في فصل هطول الأمطار الغزيرة في الكثير من مناطق السودان حيث تشكل الفيضانات والسيول خطورة على المدن والقرى ونعاني هذه الأيام ونحن في الخريف من سيول في منطقة المناقل ونهر النيل التي مسحت مئات الآلاف من المنازل إلى الأرض وكبدت الأهالي خسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وتقوم وزارة الري والموارد المائية بدورها في كبح جماح المياه الهادرة لكن الواجب الإحتياط مبكراً لمثل هذه الحالات المتوقعة كل عام !تعاني العاصمة المثلثة الخرطوم من سوء تصريف مياه الأمطار وكآبة منظر مياه الصرف الصحي مما يزيد من معاناة المواطنين !ليس للسودان بنية تحتية متكاملة لأن الدولة لا تعول على الإنتاج والإنتاجية وتشغيل الشباب لأنها تستأثر بجل رأس المال المحلي في المضاربة والسمسرة في الأراضي السكنية الخالية والعقارات وإطلاق سراح رؤوس الأموال المحلية من بؤرة المضاربة النتنة يكون بالسياسات التي من ضمنها فرض ضريبة سنوية على الأراضي البيضاء بقيمة 10 % من القيمة الحقيقية الراهنة ليستمر الإعمار وتنتهي المضاربة فيها والمالك إما أن يبيع أو يبني حتى لا يدفع الضريبة السنوية التي كانت المملكة العربية السعودية سباقة في فرضها على المضاربين في المرابيع السكنية في المدن وقد تمكنت من القضاء على المضاربة في الأراضي تمامآ وعلينا الحذو بمثل ما فعلت لتتجه رؤوس الأموال المحلية إلى الإنتاج والإنتاجية !للمضاربة عموماً آثار خطيرة في رفع أسعار السلع والخدمات ويمكن أن نذكر مثالاً واحداً حيث يبلغ سعر فيلا بمساحة 3000 متراً بها حوض سباحة وحديقة وكراج 40 ألف ريال سعودي فقط بساطة لأنهم يعتمدون على الإنتاج ولا يضاربون مثلنا في كل شيء حيث أصبح لدينا عدد السماسرة أكثر من عدد التجار وزادت معدلات البطالة بطريقة كبيرة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.