الهندي يرثي الدكتور عمر نورالدائم

متابعات : اليمامة برس


فجعت البلاد في غرة رمضان 1424 هـ الموافق 26/اكتوبر/2003م برحيل المناضل والوطنى الصادق الدكتور عمر نور الدائم فكانت هذه الكلمات عبر بها الزعيم السياسي والأديب الأريب الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي في رثاء ذلك الهرم الوطني فأرسى بذلك أدباً رفيعاً في السياسة بغض النظر عن الاختلاف في الانتماء الحزبي وذلك لما جمعهما في ساحات النضال في الجبهة الوطنية إبان معارضة الحكم المايوي والكلمات تظل أبلغ حين يغيب صاحبها وننشر ـ هذه القصيدة مع نفحات الذكرى “20” ، 26 اكتوبر لرحيل الدكتور عمر نور الدائم “شيخ العرب” فإلي القصيدة بعنوان :
دمــوع الـدم
جفت دموعك فانزف مقلتيك دما

فلن يطيب لها من بعده النظر

وأنزل سواجف إظلام يحيط بنا

فلن يضئ لنا من بعده قمر

وارجع الآل في قول وفي عمل

لتعلم أن جميع الناس قد قبروا

واذكر مآثر كل الناس مذ ولدوا

لتستبين بأن الكل هم “عمر”

إلا ترى الداهية الدهياء قد فغرت

أفواهها وتحدانا بها القدر

وكيف أجرى القضاء الحق نازلة

من هولها كل هذا الكون يحتضر

فجاءة الحدث المشئوم كارثة

لولا الشهادة لا تبقى ولا تذر

لولا الرضاء بقضاء الله ما وسعت

حبائل الصبر من ضلوا ومن صبروا

فهو العزيز رباط العقد في زمن

كادت عقود الرضا في الساح تنتثر

وإنه الواصل المقبول في وطن

ينتابه الخلف والأخلاف والضرر

قد كان في الجبهة الكبرى عمادتها

وكان فارسها المغوار والحذر
ج
يكر في ساحها لا يشتكي وصبا

كأنه السيف والأرعاد والشرر

فأعجب لطلق المحيا في دماثته

يصير ليثا هصورا في الوغى خطر

سل عنه في الصحراء مواقفه

وفي الجبال وظل الموت يبتدر

يبنى نضالا عريق الركن شيده

وأسأل “ردوكا” به عن ذلك النفر

وأسأل ليالي جوع البرد ساهرة

يضيئها العزم والإصرار والفكر

تكاد تلثم راحات له عرفت

تقول مهلا رعاك الله يا “عمر”

شيخ العروبة قد غادرتنا عجلا

كنا بعونك للآمال ننتظر

من للمجالس يمليها مصالحة

حتى يغادرهن الهم والكدر

من للسياسة والأحزاب يجمعها
ج
على سواء وقد زادت بها العبر

من للبلاد وأهليها وسادتها

أصبحت تقاسمها الأحداق والخطر

مرحى “نعيمة” قد خلدت من بلد

آثرى به المجد والتاريخ والسير

قد صار ملء رباك مأثرة

تشير للذاهب الباقى وتزدهر

ما مات بالأمس من تحيا النفوس به

ومن له في الحنايا الذكر والأثر

فالله خير له منا سيكرمه

بما لا يحيط به سمع ولا بصر

قد هيئت من جنان الخلد أجملها

والحور العين والولدان تنتظر

هيا ملائكة الرحمن فابتهجي

زفيه لله هونا إنه “عمر”

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.