الصافي سالم يكتب : أسرار من مفاوضات جدة

كنت على ثقة من نجاح المملكة العربية السعودية في إعادة المفاوضات بين الجيش والمليشيا المتمردة والتي توقفت منذ مايو المنصرم شهدت فيها المعارك تكتيك مغاير للجيش في محاولة لإخراج المليشيا من منازل المواطنيين والمؤسسات التي كانوا متواجدين فيها قبل الحرب لكنهم احدثوا فيها ضرر بالغ للغاية يصعب إعادتها الا بعد جهود وقيام مؤتمر لإعمار العاصمة وهو ما سوف يكون للمملكة دور كبير فيه.

الأن رغم التعتيم الإعلامي على المفاوضات الا ان الوسطاء يجتهدون في تقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق سلام حقيقي ومنها ضرورة إخلاء منازل المواطنين والتجمع في نقاط يحددها بإشراف قوات مشتركه من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وبعض دول الجوار ومن ثم إجراء عمليات الدمج وفق ترتيب آخر لكني أرى أن وفد القوات المسلحة الان يتمسك بضرورة الخروج من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية في المقام الأول لإفساح المجال للموضوعات الأخرى ومن ثم يتبقى معرفة نقاط تجميع القوات وحضر الأسلحة التي لديها تمهيداً لهذه الخطوة.

ما يخشاه الرأي العام هو اتفاق هش لا ينهي الأزمة من جذورها خصوصاً مع استمرار الهجمات هنا وهناك ويدور حلف كواليس المفاوضات توقيع هدنة قصيرة حتى يتمكن المفاوضين الوسطاء من ايجاد وقت لتسوية الكثير من القضايا العالقة.

أخبار مبشرة من جدة تؤكد أن جولة المفاوضات الأولى والثانية والأخرى التي سوف تنعقد ظهر اليوم سوف تفضي الي تفاهمات حقيقية يمكن أن تمهد لوقف الحرب الدائرة الان وعودة الثقة لاستمرار المفاوضات وأحراز تقدم ملموس يطمئن الراي العام ببيان واضح يضع كل تساؤلات الناس ويجيب عليها حتى يعرف الناس حقيقة الوضع بعيداً عن التكهنات والمعلومات المغلوطة التي بذات تظهر أولها أمس بانسحاب وفد القوات المسلحة من المفاوضات عقب الهجوم على الفرقة 16 نيالا وظهور عبد الرحيم دقلو وهو مؤشر سئي في طاولة المفاوضات ولا يبشر بنتائج سريعة لأنه لم يتطرق إلى المفاوضات في خطابه الذي ألقاه أمام بوابة الفرقة قبل أن يستعيدها الجيش في ملحمة خالدة…

خاص :

التسوية المطلوبة تاخذ منحى التنازلات من أجل السلام الدائم وإغلاق ملف الحرب والتفرغ للاعمار والاستعداد للانتخابات بشكل سليم وسريع خلال عامين فقط وخروج جميع الأحزاب من الفترة الانتقالية وقيام حكومة كفاءات لإعادة الأمور إلى نصابها.

نواصل

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.