عزالدين الطيب يكتب ” أيها السودانيون تعلموا من تركيا “
تابعت مؤخراً وبالصدفة فقط لقاءآ هامآ مع وزير الدفاع التركي عبر قناة الجزيرة مباشر كان محور الحديث يدور عن المبادرة التي قام بها السيد أوردغان الرئيس التركي المسلم القوي بين روسيا وأوكرانيا(البلدان المتحاربان) صور بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل وضع جدي لتصدير القمح المكدس هناك باعتبارهما من أكبر دول العالم إنتاجآ لهذا المحصول الإستراتيجي.غير أن شيطان الحرب أدخل لهذين الجارين الهامين في معارك لا طائل منها إذ كان من المملكة الوصول إلى حلول مرضية بيد أن الحصل حصل “ومما زاد الطين بله” دخول أوروبا كعادتها طرفاً زاد من إشتعال النيران التي قضت حتى الآن على الأخضر واليابس وجاء الدور الأوروبي مساندآ لأوكرانيا..وفي هذا التوقيت مرت بكثير من دول العالم عربيآ ودوليآ أزمة اقتصادية طاحنة منها قتل لبنان كما ترون عبر شاشات التلفزيون، وشرد المئات من سكانها بلا ذنب..وفي هذا الظرف العصيب ظهر في الصورة رجل شجاع واثق من نفسه بعد ربه..أولاً هو الرئيس التركي طيب أوردغان إذ طرح المتحابين مبادرة كريم مباركة من السماء الهدف منها الشروع من عملية من شأنها ترحيل القمح المكدس في البلدين عن طريق مدينة ولقد شرح لنا السيد وزير الدفاع في ذلك الحوار أهداف المبادرة الإنسانية والغرض منها والدور الكبير رئيس بلاده وكيف إستطاع إقناع الطرفين المتخاصمين بدعم مباشر من الأمم المتحدة حتى وصلت الآن السفن عبر البحر الأسود للمحتاجين.. وسط إندهاش المراقبين في كل الدنيا.. إنني بشكل خاص أشيد وأعتز بهذا البطل الذي كان شعاره في هذه المرحلة الحساسة القمع في بطن جائع ولو أفترضنا أن الرئيس التركي له فائده مادية من هذه العملية فهذا لايمنع من تقديم عمل إنساني جليل وإيجابي وهو أفضل من الوقوف على الرصيف ونحن نتفرج على شعبنا وهو يكابر ويصارع البقاء و بلادنا تمتلك موارد طبيعية تكفي لإعالة اكتشاف 400 مليون نسمة ( تقرير اقتصادي..) صدر في السنة الماضية تقريبآوخريف هذا العام أحل علينا بخيراته في كل ولايات السودان ولازال ساستنا يمارسون لعبة “القط والفار “والكل يدعي الكمال كأنه الوصي عن الوطن مشروع الجزيرة الذي كان الرافد الأول والقوي لخزينة الدولة يمدها بالعملات الصعبة وهو حاليآ يشكو الأمرين بعد هجرة المزارعين للأرض وتركو الزراع التي صارت لاعائد منها و لم نعد نستفيد من ثروته الحيوانية الهائلة لعدم الإستقرار الأمني في بعض مناطقه بجانب القول الشائع أن ما يصدر من بهائم في السنوات الأخيرة كان من صفار الماشية(الحملان) هذا يعني أننا سوف يأتي اليوم الذي لن نجد فيه خروفآ نبيعه للخارج بعد أن نكون قد فقدنا الأسواق المعلومة.. وهناك من يقول أن بعض دول الجوار أخذت تصدر سلعآ سودانية بأسمها.. وكذلك الحال من الصمغ العربي الذي يعتبر السودان المنتج الأول في العالم(شمال كردفان/الأبيض) هل يعقل أن يصل سعر الحمري من البهائم ب150 مليون جنيه والحزبيون عندنا مشغولون بالمبادرات الكثيرة ليتها تجد القبول لديهم .. الرفض سيد الموقف والثوريون كبارآ وصغارآ تشبع بعضهم بروح الكراهية.. ونحن لا نعرف الصالح من الطالح وبلادنا تسير نحو الهاوية يومآ بعد يوم.. ربنا يلطف بشعبنا الصابر وشرقنا أيضآ يواجه مشكلات قبلية وأثنية من فترة إلى أخرى وهو الشريان الوحيد الذي نعتمد عليه في صادراتنا ومواردنا.أوردغان متعه الله بالصحة رفع راسنا نأمل أن نستفيد من مواقفه القوية وهو يضع مصالح بلاده في أول إهتماماته وربنا يلطف بنا. وقبل أن اختم هذا المقال المتواضع وقفت عند عمود الأستاذ الزميل (زهير السراج) في صحيفة الجريدة تحت عنوان”الرضا بالهوان ” المنثور في الصفحة الأخيرة يوم الأحد 7 أغسطس 2022أتمنى أن يطلع عليه كل رجال الأحزاب والقيادات الذين يتصارعون بدون معترك اطلعوا عليه أيها السادة.. ودمتم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.