فواصل.. محمد جمال قندول يكتب مع “إقتراب بشارات النصر .. هل نصدح مع المغني “بكرة يقولوا عودوا”؟!”
أيام قليلة وتكمل حرب الكرامة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع المتمردة شهرها العاشر.. والمواطنون السودانيون بمختلف توجهاتهم وألوانهم في انتظار لحظة الحسم النهائية، حيث لا مليشيا في أرض السودان بفضل الله، وذلك بعد لوحات البطولة والفداء التي سطرها جنود القوات المسلحة البواسل وأسود جهاز الأمن والمخابرات العامة في هيئة العمليات ومكافحة الإرهاب، وشجاعة أفراد وضباط الشرطة، والاحتياطي المركزي (ابو طيرة البفك الحيرة)، الذين ذادوا بكل غال ونفيس عن تراب الوطن ليبقى السودان حرا أبيا واحدا موحدا مهما كلف الأمر.
عشرة أشهر كاملة كان حصاد القوات المسلحة فيها رصيدا موفورا من محبة السودانيين، التي ملأت الحواضر والأرياف، فانطلقت سيلا عرما من المقاومة الشعبية المسلحة، التي وقفت صفا بصف، وكتفا بكتف، مع الجيش.
في وقت خسرت فيه المليشيا وأعوانها كل شئ وكان حصادها البوار، ورافقها في الخسران المبين الذين والوها وساندوها من بؤساء السياسيين، وهي مجموعة “قحت” التي صارت “تقدم” بنسختها الحديثة، بل زاد رصيدهم من تكسب الخيبة وورثوا كراهية المواطنين، خاب أمل “الدعامة” وتمزق مشروعهم المدعوم إقليميا ودوليا أمام أعينهم بفضل عزيمة الرجال وشدة مراسهم من خيرة أبناء القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة وأبناء الشعب من المستنفرين.
مع اقتراب نهاية الشهر العاشر منذ بدء الحرب، وقد كرت مسبحة الأيام، طاف شريط ذكرياتي سريعا كلوحة على شاشة سينمائية وأنا أتذكر الشهور الأخيرة التي سبقت الحرب والتى كان لها مذاقها وسحرها الخاص..
وأذكر تماما عندما أبدأ يومي من الطائف- شارع السواحلي ومرورا بمقر صحيفة الانتباهة، ثم الملمات المسائية بمطعم الأحباب وأخيرا العودة في أواخر الليل بشارع المطار وعبر “لفة الجريف” وشارع عبيد ختم ثم شارع عبد الله الطيب، كانت الأيام تمر سريعا وهي “ريانة ومسالمة” وكانما كانت الخرطوم تودعنا ونحن في غفلة من الزمن لم نشعر بأن آلة الحرب قد عبأت بارودها وأن ساعة الانفجار قد أزفت.
يقيني الراسخ بأن القوات المسلحة قادرة على حسم المعركة قصر الزمن أو طال، والحق دائما يعلو ولا يعلى عليه ..
وحتما نعود، سنعود كما شدا الراحل العطبراوي في رائعته الشهيرة “حتما نعود” التي صاغ كلماتها العملاق محي الدين فارس.
أتذكر تلك الأيام، ويطوف بسمعي صوت إيلاف عبد العزيز وهو يلامس وجدان السودانيين، عندما يحكي عن شهور البارود والدخان والنزوح والمؤامرة بأغنيتها التي ستظل شفرة لكل ما قام به ونفذه المتآمرون (بكرا الهم يفوتنا ونرجع لبيوتنا، بكرا يقولو عودو وعيدنا تفوح وردو والخرطوم أمان)..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.