همس الحروف.. فاشر السلطان لحمها مر ، و لن ينال منه أحد كائن من كان✍️ الباقر عبد القيوم علي

هذه الايام و نحن نعيش في أسوأ و أشد حالات الترقب و الحذر و القلق الشديد تجاه مواطني فاشر السلطان ، تلك العاصمة التاريخية لإقليم دارفور التي شهدت إشتباكات عنيفة هددت حياة مليون مواطن ، و كما تعرضت هذه المدينة لتخريب جزئي في بعض المناطق بعد أن إرتكزت قوات المليشيا على بعد 50 كيلو متر منها .

هذه المليشيا استخدامت أسلحة ثقيلة و نفذت هجمات مدفعية إستهدفت المواطنين مباشرة بعيدا عن المناطق العسكرية في أطراف و ضواحي الفاشر أدت إلى سقوط عدد من الشهداء و الجرحى و كان الهدف من ذلك محاولة إستخدام نفس إسلوب الصدمة الذي تم إستخدامه في كل من الخرطوم و الجزيرة ، إلا أن هذا الإسلوب قد أصبح مكشوفاً و واضحاً و لن يرهب أحدا من الشعب بعد اليوم ، كما لن يزيد المواطنين إلا قوة و منعة و عزيمة لصد أي عدوان أو إستهداف مباشر ، فقد إستعد مواطنو الفاشر لذلك و ها هو شعبها بمختلف مكوناته و سحناته يرسل برسالة قوية في بريد هذه الفئة الباغية و المعتدية الغاشمة مبلغاً إياها ألا وجود مكان لتخريبهم في هذا الإقليم الذي شرعوا في تدميره ، و أن المسألة هي فقط مسألة وقت ، فيجب عليهم ان يعلموا أن فاشر السلطان قامت بإلباس ميارمها البزة العسكرية ، و قد حملت فتياتها السلاح يداً بيد و كتف بكتف مع الرجل ، ذودا عن الأرض و العرض و لسان حالهم يقول للمليشيا : لن ترهبنا كثافة نيرانكم التي إستعد الشعب لمقابلتها ، و أن الإقليم كله سيكون عصي على كل خائن و معتد غاشم و متربص ، و إن لحمه قد أصبح مراً و حرم على أي فرد من أفراد هذه المليشيا .

ستظل الفاشر تنتصر لنفسها ولهويتها القومية والإنسانية و لروابطها الإجتماعية القوية ، و ها هي الآن تنزف دماءً طاهرة و نقية لتسدد بذلك فاتورة باهظة الثمن لتقاطع جغرافيتها المميزة مع تاريخها التليد في رقعة أرض طيبة مأهولة بشعب عظيم عاش متجانساً طيلة حياته و ظل يتقاسم جميع سبل الحياة مع بعضه البعض بكل حب ، و هو قانع بما شاءت عليه الأقدار من أدوار ليس له فيها يد .

هذا الإلتفاف الشعبي خلف المؤسسة العسكرية يؤكد وحدة الصف في هذا الإقليم ، و أن إرادة الشعب لن تقهر أبدا بإذن الله تعالى ، و لهذا نجد ان قائد الفرقة السادسة مشاة سعادة اللواء محمد أحمد الخضر يتقدم الصفوف بثبات الأبطال و بشرف الجندية ، مؤكداً للجميع جاهزية فرقتة و حلفائها من القوات المشتركة ، و التي يتخندق خلفها كل الشعب بالإقليم ، بأنها في أتم جاهزيتهم للتصدي لأي عدوان من قبل المليشيا التي تعمل على محاولة إكمال مخططها التخريبي الذي يهدف إلى هدم البينة المجتمعية ، و البني التحتية للدولة و تخريب ثرواتها ، حيث ظلت القوات المسلحة في فاشر السلطان صامدة ، محرزة تقدم ملحوظ في دحر العدو و إلحاق خسائر فادحة في صفوفه و الظفر بغائم عسكرية حية منه .

و ها هي بشائر النصر لاحت و أصبحت ظاهرة للعيان بإذن الله تعالى ، و أن الحق مؤيد من الله و أن الباطل مذموم في السماء و الأرض ، و المجد و الخلود لشهداء الواجب و عاجل الشفاء للجرحى والمصابين و الحرية للمأسورين ، و نصر من الله و فتح قريب .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.