همس الحروف. شكراً مصر .. يا أخت بلادي يا شقيقة✍️ الباقر عبد القيوم علي

☘️🌹☘️

لا شك أن العلاقات الأخوية بين السودان و مصر هي علاقات أزلية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ ، حيث تعود إلى عصر الدولة الفرعونية ثم الحكم اليوناني سنة 332 ق.م ، فهي علاقة نمت و ترعرعت نتاج تضافر فرضه إنسان الدولتين من واقع الجغرافيا و التاريخ ، و أسس من خلال التواصل الحميم بين الشعبين علاقات متينة عبر العصور ، لم تتأثر أبدا بأي مؤثرات جانبية ، فالسودان يشكل العمق الإستراتيجي لمصر و ظهر ذلك جلياً ابان النكسة و كذلك تشكل مصر البعد الإستراتيجي للسودان و قد كان نتاج ذلك أوضح من الشمس في رابعة النهار عند نشوب الحرب ضد وجودية الدولة السودانية ، فتربط الشعبين علاقات قوية ، مبنية على وحدة المصير المشترك ، و الظروف المماثلة التي تواجهها الدولتان و على رأسها تأتي قضية الأمن المائي الذي تتشكل منه الحياة في مصر و السودان . و كما
تشمل هذه العلاقات مجموعة واسعة من الجوانب السياسية والاقتصادية و الثقافية التي شكلتها وحدة التاريخ المشترك ، و يأتي فوق ذلك علاقات الدم و النسب ، و إشتراك الدولتان في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ، ولديهما علاقات دبلوماسية مستمرة مبنية على الثقة المتبادلة ، تشمل التعاون في مجالات الأمن و الدفاع ، و الثقافة والتعليم والتجارة و الاقتصاد ، وكذلك القضايا الإقليمية مثل مياه النيل و البحر الأحمر .

ستظل جمهورية مصر العربية هي الجارة الشقيقة ، و التي لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه الأزمة السودانية ، فقد لعبت دوراً محورياً و حيوياً في محاولة تخيف أثار تداعيات الحرب على الشعب السوداني ، و كان لها القدح المعلا في بث الطاقة الإيجابية ليتقبل السودانيون الصدمة الأولى ، وذلك من واقع قربها الجغرافي و الوجداني منه ، و كما هي ذات بعد و تأثير قوي في الجانب الاقتصادي و التجاري ، فقد أسهمت إسهاماً فاعلاً في توفير جميع السلع الإستهلاكية الاستراتيجية و إستطاعت أن تخفف حدة الأزمة بعد خروج القطاع الصناعي السوداني من الخدمة بعد توقفه و ما صاحبه من ندرة في السلع بعد نهب المخزون الإستراتيجي من قبل المليشيا و اعوانها ، الشيء الذي أثر سلباً على الإنتاج و المدخرات ، ، و تفاقمت عندها الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد .

مصر دولة قانون و لهذا يجب على الذين إختاروا أن تكون مقراً لهم من السودانيين أن يحترموا خصوصيتها ، و يجب أن يعلموا تمام العلم أن مصر لن تسمح على أي حال من الأحوال بنقل الفوضى و العبث و عدم وجود الهدف ، و سبهللية التعامل مع الإجراءات الدفترية و عدم إحترام القانون إلى أراضيها ، فكيف تكون هنالك مدارس بدون تراخيص ، أو أن صلاحية تراخيصها منتهية ؟ ، فمن حق مصر ان تغلق أي مدرسة سودانية غير مرخصة ، فيجب ان يعلم الذين إنتهى بهم المقام في ضيافة جمهورية مصر بأنها ليست كالسودان ، فهي دولة تحترم النظام و تتعامل وفق ضوابط قانونية مشددة ، فلماذا تناول النشطاء خبر إغلاق المدارس و الذي صحبه فعل جاد من قبل السلطات المصرية محاور للنقاش بصورة سالبة الشيء الذي أدى إلى تأجيج المشاعر ضد هذه الدولة الوحيدة التي فتحت للشعب السوداني قلبها قبل ان تفتح له أراضيها ، فنصيحتي لكل الأخوة الذين تمت إستضافتهم في مصر عليهم أن يقوموا بتمثيل الشعب السوداني ثمثيلاً يليق بمقامه السامي كشعب أصيل و له من القيم السمحة و السلوك القويم ما يفرض به إحترامه في وسط شعوب العالم ، و التي هي محل فخر لنا ، و يجب ألا يكونوا كنافخ الكير الذي لا يضعك في موضع خيار بين أن يحرق ثبابك أو أن تجد منه رائحة نتنة ، و أما الذين دخلوا مصر بصورة غير شرعية فعليهم ان يتحملوا وزر تبعات هذا الأمر كاملة ، و كما يجب عليهم ألا يتم تحميل مخالفتهم للقانون المصري إسقاطاً على العلاقة الراسخة بين البلدين ، فمن حق مصر أن تحسم الوجود الأجنبي على أراضيها وفقاً لقانونها .

ما زالت مصر تسعى جاهدة في حلحلة الأزمة السودانية بمساعي دبلوماسية جثيثة و جادة من خلال دعوتها لمؤتمر سوداني جامع بهدف الوصول إلى توافق حول سبل بناء السلام الشامل و الدائم في السودان ، عبر حوار وطني سوداني – سوداني ، نأمل أن يلاقي هذا المؤتمر النجاح و أن يحقق نتائج مرضية لجميع الأطراف ، أرجو ألا يفوتني بأن اتقدم بأسمى آيات الشكر و التقدير لجمهورية مصر العربية قيادةً و شعباً ، و لسفيرها الإنسان الباش مهندس هاني صلاح الذي ظل في سعي دؤوب كالنحلة طيلة الفترة الفائتة في محاولات كثيرة لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة السودانية .

و الله من وراء القصد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.