أحرف حرة.. إبتسام الشيخ تكتب “فضلا ..أضبطوا أنفسكم أيها الجنرالات”
ماسمعته من عارفين بالجنرال ياسر العطا أنه لا علاقة له بالسياسة منذ الصغر ، لا من قريب أو بعيد ، الشائع عنه أنه رجل عسكري بحت و مقاتل ميداني من الطراز الأول ، في تصريحاته الأخيرة الغاضبة جدا صوب العطا سهامه في إتجاهات عديدة ، مُرسلا إشارات بعضها معلن وآخر ضمني ، لم يسلم من سهام الجنرال الغاضب كثيرون على مستويات مختلفة ، يختلف الناس بالطبع في تفسير مضامين ومفردات خطاب العطا ، ففي الوقت الذي ربما يرى فيه البعض أنها تتناقض مع الواقع في المشهد السياسي والعسكري ومستقبل الوضع بالبلاد ، وكأنه تجاوز الحوار والتوافق لرسم الخطوات التأسيسية الإنتقالية والتحول للحكم المدني الديمقراطي ، ويقرأون من بين ثنايا حديثه عدم إعتراف بالوثيقة الدستورية الإنتقالية ، يرى آخرون أنه لعل الجنرال ياسر كان يتحدث بلسان المقاتل الواطي الجمرة غير آبه بهذا أو ذاك لدرجة تجعل البعض يعتقد أنه هو صاحب الرؤية والقرار في كل شيئ ،وكان قد سبق إنفجار الجنرال العطا الناري قبل أيام إنفجار الجنرال كباشي بتصريحات داوية من مدينة القضارف ، صُوبت تجاه إهداف محددة ،توقعات مختلفة محتملة ربما يذهب إليها القارئ للموقف كدوافع وراء تصريحات الجنرالين النارية ، فربما جاء إنفجار العطا كرد فعل غاضب طبيعي يتناسب وشخصية المقاتل الشرس ، سيما وأن تصريحاته فيما قد يرى رآي جاءت معبرة عن الوضع الراهن بالبلاد دونما تجمل ، وكانت تصريحات الجنرال كباشي وفق رؤية مراقبين خطابا مهما جدا تطرق لشأن مطلوب وضروري في هذه المرحلة ، ربما فقط تُؤخذ عليه لغته وطريقته في إيصال مضمون الخطاب ، وشدة انفجاره التي ربما تكون قد أعطت مؤشرات سالبة لم يتحملها البعض وإن كان قد ناصرها آخرون بما فيهم مناصرون للجهات التي إستهدفها من خلال خطابه ، توقُع آخر قد يذهب اليه المتمعن في خطاب العطا ، وهو ربما هنالك خلافا كبيرا على المستوى الأعلى قد يكون مؤشرا لبروز إنشقاق في قيادة الجيش ، الأمر الذي نستنكره بشدة في ظل مرور بلادنا بمحنة حقيقية ، تتطلب أن يكون جيشنا الوطني على قلب رجل واحد ووفاق وإتفاق في الخطاب و الأداء ،أيها الجنرلات أرى وقد يتفق معي كثيرون أن الظرف العصيب الذي يمر به السودان لا يحتمل غضبا أو إنفجارات إو تعامل بردود أفعال مهما حدث ،قد يُقدر المراقب أن الجنرال العطا يتحدث وهو تحت فوهات البنادق وفي مرمى ضربات العدو وله تقديراته الميدانية الواقعية للموقف العملياتي الذي ربما لا يحسن تقديره من يصرح ويوجه ويأمر من مقعد وثير في مكتب تُهب في نواحيه برودة المكيفات ،وقد يتفق أكثرنا على أن خطابي الجنرالين ثائرين ، وأن كلاهما ينطلق من الحرص على اللحمة الوطنية في هذا المنعطف الحرج الذي تمر به بلادنا ، إلا أننا أحوج ما نكون في هذا التوقيت لأن يضبط قادة جيشنا أنفسهم مهما كان حجم الضغط كبيرا ، وأن يحافظوا على صف الجيش الوطني واحدا ، بخطاب موحد وايقاع أداء متناغم منسجم ، حتى لو في الحد الأدنى لإجل العبور وتجاوز المحنة .حفظ الله السودان
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.