عمار ميرغني يكتب ..(وقفة مع الذات في أيام الحرب من ربوع سنكات)

بسم الله الرحمن الرحيم

. ………….سلسلة مقالات نداء السودان

……………….( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ان يوما لم ازدد فيه علما لا بارك الله في شمس ذلك اليوم ) . هكذا تروي ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. و جاءت كلمة (العلم ) .نكرة..غير محددة لنوع العلم ، ليشمل ذلك قدرا واسعا من العلم الذي تنصلح به حياة الانسان الممتدة دنيا و أخرى .في ايام الانسان محطات تستثير فكره و تحرك عقله …إبان هذه الحرب وقفت وقفة تأملية أساسها الشفافية و الوضوح و الصدق فوجدت ان قيمة المراجعات و فضيلة النقد الذاتي و الانتفاض على القصور امر مهم لا بد منه و أدركت ان جل الجهود المبذولة لاصلاح الحياة اصبح مساجلات و تسجيلات على الوسائط ، مردودها محدود الى حد كبير و لقد غدت ساحة العمل العام تعج بالثمين المفيد احيانا ، و بالردئ المؤذي اغلب الاحايين، و أصبحت المصلحة العامة من مصطلحات المتاجرة والمنفعة الذاتية الرخيصة بصورة غالبة . حقيقة 🙁 ما نفع القلب شئ مثل عزلة يدخل بها العبد ميدان فكرة ). التاملات في اويقات الخلود الى الوحدة و الخلوة امر مهم لكل إنسان حتى يراجع مسارات الحياة .ان الأوضاع المرتبكة في السودان تتطلب جهدا مقدرا للاسهام في معالجة الاشكالات الماثلة. و من مصائب الزمان ( المجافاة بين العلم و السياسة ) .لقد أصبحنا نشهد في عالمنا المعاصر اشكالات معقدة تبدت معها ضرورة الانصات لنداء الدعوة الى تفعيل قيم الدين السمحة و اعرافنا الاجتماعية المعهودة في الشدائد و الأفراح. و ذلك مهم حتى تسترد الإنسانية معانيها النبيلة التي هدمتها الحضارة المادية و الثقافات الواردة و الانبهار بمحمولات الوسائط .من خلال منظمتي المسجلة رسميا ( ربيع العالمية للسلم ) .قمت بجهد علمي متوافق مع أهداف المنظمة و هي تعتني بالعلوم السياسية و شؤون المصالحات و السلم .و ذلك من خلال العلوم الدينية عموما و العلوم السياسية و علوم الإدارة و تجارب الدول في هكذا اوضاع ماذا صنعت و كيف خرجت من الاحتراب و اخترامات الامن لاجل ان تستهدي بتجاربهم و نؤسس خارطة طريق مشابهه …و نفر من المختصين و الباحثين توافقوا على اهمية هذا ( الطرح العلمي ) ..و قالوا هو جدير بالمدارسة و كفيل بمعالجة اشكالات البلاد الراهنة .نحن في السودان اصبحنا ننادي بالتغيير و لم نسلك السبل الصحيحة التي تقود الى التغيير ، المطالبة بالتغيير الى الاحسن امر ضروري و هدف نبيل . و لكن مرتكزات التغيير المنشود يجب ان تكون حاضرة . ليس التغيير مجرد احلام و اماني او خيال عابر ، انه مقصد كبير و يحتاج إلى جهد وفير و صبر طويل .لان التغيير ينسج بحبال عزيزة الوجود..يعلمنا الإسلام ان العلم مقدم على العمل في كل شئ : ( العلم إمام العمل ) .كما ورد في الخبر .و العلم هو الكفيل بتحقيق التغيير كيف و هو الذي يحول حالة العباد من الظلام الى النور …و هو سبب كل خير و فضل .لقد علمنا الحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ان التغيير يؤسس على تغيير الذات : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).و حينما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة كان الاخاء بين الناس مهاجرين و أنصار هو أساس التغيير و التحول الى بناء الدولة الجديدة .و شرع صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد . و كانت المؤسسة الدينية التربوية الاولى هي المسجد و في هذا حكمة و هي ان صلاح الدين ركن أصيل في حياة الناس .و لم ينس صلى الله عليه وسلم غير المسلمين فعقد وثيقة المدينة المنورة و ذلك عندما كانت المدينة تأوي كل النحل و الملل و الديانات . فعقد عليه السلام وثيقة المدينة المنورة و التي قامت على قواعد المواطنة و الإنسانية ليعلم الجميع مسلمين و غير مسلمين ما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات .هذه أسس التغيير و البناء و قواعد الإعمار و التنمية و لم يحجر الإسلام على الانسان في بناء حياته و لم يضع العثرات أمام الإبداع في وضع تصورات إصلاح الحياة و جاءت القواعد الفقهية تؤكد معاني السعة في فضاء واسع من اليسر .و السعة مشروطه في هذا ألا نصادم النصوص و مسلمات الدين .بل الإسلام يضع الانسان في حيز التفاؤل و نبذ التشاؤم حتى و لو قامت الساعة قال الحبيب الاعظمصلىاللهعليهوسلم 🙁 لو قامت الساعة و في يد احدكم فسيلة فليغرسها ) .و دعانا الى ترك الحزن و المهانة : ( و لا تهنوا و تحزنوا و انتم الاعلون ) .و فتح باب التفاؤل على مصراعيه كما جاء في الحديث : ( لو تعلقت همة احدكم بالثريا لنالها ).انني ادعو الى إنهاض ما يجوز ان نسميه القيم السياسية الرفيعة و ادعو الى تفعيل قيم الأخلاق الفاضلة في حركتنا العملية في الاقتصاد و التكسب و السياسة .انني بهذا ادعوا المهتمين بامر العامة و المنشغلين بالسياسة الا يغلقوا المجال أمام الاسهامات العلمية. و لن تنجح المساعي اذا كان العلم منعزل و الاقصاء موجود متفنن في ساحتنا .قسط كبير الان في ميزانيات الدول الكبرى يوجه نحو البحوث و الدراسات. و تاتي مصحوبة بمناهج التنفيذ و التطبيق تحقيقا لتطلعات الشعوب. و ادعو الى الاهتمام بالاحكام المنظمة لكل عمل و الأخلاق التي يجب ان تكتنفه . فقد ذكر العلماء ان لكل مهنة أحكام تضبطها و أخلاق تحيطها، لذلك كتب الاولون حول اخلاقيات المهن و لم يهملوا القيم التي تحتاجها او وظيفة مهنة .فقد ذكروا اخلاق الطبيب و أخلاق التاجر …الخ في ختام المقال اشكر السيد ابراهيم بن السيد محمد سر الختم خليفة دائرة الشريفة مريم الميرغنية على وقفته الصلبة مع هذا الطرح العلمي و الشكر موصول لشقيقه السيد تاج السر الذي ظل يتابع و يبدي وجهات نظره في مضامين هذا الطرح . و نسأل الله تعالى أن يمهد السبل لتعم به المنفعة .و اشكر فضيلة العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه رئيس منتدى السلم الافريقي على جهوده الجبارة في بسط العلوم المتعلقة بالسلم سواء أكانت علوم الدين او علوم التاريخ و الفلسفة .و ما ظل يقدمه جدير بالاهتمام و التقدير و من ثم بذل الجهود للاستفادة منه .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.