أحرف حرة.. إبتسام الشيخ.. “الهيئة الشبابية لنصرة القوات المسلحة”
في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادُنا يقيني أن الشيئ الطبيعي الذي ينبغي أن يكون قاعدة ننطلق منها لإسناد ودعم أي مبادرة هي الوطن ،وأرى أن المطلوب منا أن نفكر إزاء أي حراك شعبي بشكل واعي مستمد من مطلوبات الوطن ، حديثي هذا يشمل الدولة في مستوياتها العليا ، والتي تبين لي خللا في بعض جوانب نظرتها وإدارتها لعملية الإستنفار الشعبي ، فبالرُغم من أن الإستنفار عملية غير رسمية ،إلا أن الدولة أرادت أن تنظمها عقب ما أعتبرته فوضى ، جراء ظهور لافتات حزبية لمستثمرين في الإستنفار ، بل ولافتات قبلية أيضا ، أتفق مع أن هنالك فوضى ، لكن أعتقد أنها تستوجب الترتيب والتنظيم وليس التقييد ، فلينتبه الجميع الى أن دعم وإسناد القوات المسلحة والذود عن الوطن لا يحتاج مرسوم تعيين ،مناصرة الجيش واجب وطني كما أنه حق مكفول لكل مواطن ، فقط ينبغي علينا كشعب يبتغي مساندة جيشه تنظيم أنفسنا وقبول بعضنا البعض ، وإن لم نتفق على توحيد مجهوداتنا ، فالنتفق على أن ميدان دعم القوات المسلحة يسع الجميع ، ولتدعم كل جماعة وفق قدرتها ،طٌرح أمس مشروع الهيئة الشعبية لنصرة القوات المسلحة التي أعلن عنها قادتُها بعاصمة السودان الإدارية مدينة بورتسودان ، بينما صرحوا بأنها تأسست في الخامس عشر من أبريل من العام ٢٠٢٣ بمدينة القضارف ، أي في يوم إندلاع الحرب ، وباشرت اول نشاط فعلي لها على أرض الواقع في التاسع عشر من أبريل ، ثم أنطلقت في ولايات مختلفة ،إستعرض طاقم القيادة الشبابي ماقدمته الهيئة في إطار دعمها لقواتنا المسلحة خلال الفترة الماضية ،فتحدثوا عن دعم عسكري ولوجستي ، ودعم مادي وعيني بمبالغ طائلة أوضحوا أنها تبرعات وهبات من مؤمنين بأهداف الهيئة ،يمكنني القول إن الهيئة عبارة عن مجموعة مبادرات في شتى المجالات ، العسكرية والطبية والاجتماعية ذات الصلة بأسر الشهداء والمقاتلين بل وحتى المتأثرين بالحرب من النازحين ،ماقدمته مجموعة الشباب أمس لم يكن مبادرة ذات أهداف وغايات محددة ، فإن قرناه بما سمعته منهم بإيداع رؤية سياسية لما بعد الحرب على منضدة نائب رئيس مجلس السيادة ، أستطيع القول إننا أمام رؤية قومية متكاملة لإدارة الدولة وليس مشروعا محدودا لتنفيذ أغراض أو أهداف مرحلية ، بل رؤية للغرس الوطني ،على أي حال فإن مشروعات الهيئة وبرامجها المتنوعة التي إستمعت اليها وأطلعت عليها أعتبرُها خُطوات إيجابية كبيرة تجاه دعم القوات المسلحة في حربها ضد حلف من المليشيات والدول ، ما أرجوه وأتمناه أن تنأى بنفسها عن إبراز أي وجه سياسي أو قبلي أو مناطقي على نحو ماسبق من هيئات وأجسام ولجان ، على الأقل في هذه المرحلة ، فيقيني أيضا أنه من الصعب أن تتنفس رئاتنا هواءا نقيا من الأغراض والغايات والأهداف ، لشباب الهيئة منا كامل الدعم والمساندة آملين أن تكون في كل خُطوة خير للقوات المسلحة وخير للسودان .حفظ الله البلاد والعباد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.