حسن إسماعيل يكتب “تحت الهواء وفوق السموات العلا”
> ستنجلي هذه المعركة وسننتصر بإذن الله ومشيئته وسترحل هذه الأيام العصيبة وستتحول ليالي التمرد الكريهة هذه إلى مجرد ذكرى سوداء تكر عليها الليالي البيض وأيام الرخاء فتمحوها > ساعتها سنجد وقتا لنجلس في حضرة التاريخ والتوثيق ونكتب… بل ساعتها سيجلس التاربخ في حضرتنا مذهولا ( مشروقا) وهو يوثق ويحكي … > عن نجوم عندما كانت الفضائيات تستضيف الكذبة من متكلمة التمرد تحت أضواء الكشافات والشاشات البلورية كانوا هم في الخنادق.. مصحف ومسبحة وسلاح ويقين وتشوق… > أنا سأحكي بالإشارة عن بعض الذين أعرفهم واترك للآخرين الإشارة لمن يعرفون… > عن جريح يتلقى علاجه من جراحات المعركة في مشفى خارج السودان… كانوا خمسة جمتعهم معسكرات الاستنفار الأولى وخاضوا معارك المدافعة مذ بدايتها ثم أصيبوا وتم اخراجهم للعلاج فتعافى الاربعة وتبقى الخامس أُصيب باكتئاب حاد يبكي بصوت جهور وعندما يسأله عواده يتشنج ويتلوى وهو يصيح أنه يريد العودة لخطوط الاشتباك وعندما ينصحه الأصدقاء بأن جرحه لايزال أخضرا نازفا يزداد عويلا ويقول 🙁 والله العاقةدي ماتبرا إلا هناك)> وتصلني دعوة من أسرة كريمة لحضور مناسبة زفاف ابنهم وعندما اسألهم عن صديقنا ( والد العريس) ينظر بعضهم إلى بعض ويهمس أحدهم بفخر .. ( أبوي مُستنفر) وهو الآن في سنار!! > طبيبة في دولة بترولية ومنذ الشهر الخامس للتمرد تقرر التبرع بنصف راتبها للجيش وهي تسأل الله أن يربح البيع!!! > طبيب يغادر اوربا وهو يأخذ معه حقيبة ظهر خفيفة ويقين الجبال ويضع نفسه تحت خدمة الجرحى في مستشفى امدرماني شهير ، بين يديه المشرط والشاش وفي آذانه وقع التدوين وصراخ الدانات > ضباط نزلوا المعاش قبل سنوات عادوا مُستنفرين وعلى كاهلهم أثقال العقد السابع ، ينامون في الخيام ويأكلون الكوجة ويحمدون الله على الاصطفاء والتوفيق > وأسرة من السمر النبلاء يُعطلون مشاريعهم في البناء ويوقفون مدخراتهم للجيش والمجاهدين. > أحد عشر شابا وصلوا إلى أوربا قبل سنوات وبشق الأنفس وخراج الروح يلتقون في الطائرة ويشقون طريق العودة إلى السودان وتحتضنهم الفاشر يذيقون مليشيا الشتات القطع والصقع ويُعلمون الجبل الثبات > اسرة واحدة تدفع بخمس من افرادها للتطوع والاستنفار وعندما يُصر القائد على إرجاع نصفهم يشتجرون في وجهه فيقبلهم جميعا وهم الآن يخوضون معركتهم بعد الخمسين …و > محور الشر الذي وفر كل أسباب انتصار المليشيا لم يضع في حساباته هذه القلوب التي في صدور الرجال > اللهم تقبل مسيرهم وكن في يمينهم وكن (خببهم) (ورميهم).. فإنك (مع بالذين اتقوا والذين هم محسنون) …. و … اعذر تقصيرنا … اللهم اعذر تقصيرنا …………………. غدا تصفو هذه السماء وتتزين بأسماء النجوم التي اعطت في تبتل وصمت……………………
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.