دور المملكة العربية السعودية في تعزيز فرص التعاون والتراحم خلال الأزمات الإنسانية✍️ د. الباقر عبد القيوم
☘️🌹☘️
همس الحروف
كما عودتنا دائما المملكة العربية السعودية و التي تسعى لسد الفجوات وتلبية الاحتياجات الإنسانية في الأوقات الحرجة التي تتخلق عند الأزمات . فجهود مملكة الخير و العطاء ملموسة من خلال تقديم الدعم المباشر و المساعدات الإنسانية ، فهي لا تقف متفرجة عند الكوارث ، بل تشارك بفعالية في الأوقات الصعبة مما يعكس مشاركاتها الفاعلة و يؤكد مدى إلتزامها بالمساهمة من أجل تخفيف المعاناة عند المحتاجين ، فهي تسهم في تحقيق الاستقرار عند تدخلها ، الشيء الذي يؤكد إلتزامها بمفهوم القيم الإنسانية و التضامنية مع الدول والشعوب ، فهي تلعب دور محوري في تعزيز المفاهيم التي تجسد قيم التعاون الإنسان بين الشعوب في الأوقات الحرجة و عند الحاجة .
النظامية و التخطيط في هذا الشأن الذي تنتهجة مملكة العطاء يعمق مفهوم الإنسانية المتجردة ، و ينعكس ذلك مباشرة من خلال الجسر البري الذي سعى إليه سفير الإنسانية سعادة علي بن حسن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان للوقوف مع محنة ولايتي نهر النيل و الشمالية ، حيث إنعكس ذلك في توجيه جهود مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الإنسانية عبر الشريك الوطني لدعم المتضررين جراء الكوارث الطبيعية التي إجتاحت الولايتين ، و التي أسفرت عن أضرار جسيمة و تفاقمت الحالة عندما إجتمعت الكارثة الطبيعية مع حالة النزوح التي تشهدها هذه المناطق .
سعادة السفير علي بن حسن جعفر قدم جهوداً ملحوظة على الصعيدين السياسي والإنساني خلال فترة الحرب في السودان ، فقد كان له دور فعال في دعم الجهود الإنسانية من خلال الدعم اللا محدود عبر مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الإنسانية و التي تمثلت في تقديم مساعدات إستراتيجية أسهمت في تطوير بعض المرافق الصحية ، و التي شملت تجهيز صالات الحوادث و غرف العناية المركزة لأربع مستشفيات (دنقلا ، و الدبة ، و عطبرة ، و المك نمر) هذا فيما يخص ولايتي نهر النيل و الشمالية ، و التي سيتم تدشين العمل بها خلال الأيام القليلة القادمة ، و هذا الدعم يشمل توفير المعدات الطبية اللازمة للتحديث ، و التأهيل على القدرة في تقديم الرعاية الصحية الطارئة للمتضررين ، و تقديم المساعدات ، بالإضافة إلى مشاركة هذا الرجل الإنسان في الأنشطة السياسية التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة و التي تجلت بشكل بارز في ميلاد منبر جدة . و لقد تجلى عمله في تعزيز التعاون بين السودان و المملكة على كافة الأصعدة مما ساهم بشكل كبير في تحريك عجلة الوضع الإنساني والسياسي في بلادنا .
عبر جسر بري قوامه 23 ألف سلة غذائية و 3 ألف و نصف حقيبة إيوائية ، محمولة على متن 20 شاحنة ستكون مقسمة بين ولايتي نهر النيل و الشمالية بنسب متفاوته ، و تأتي هذه المساعدات عبر الشركاء الوطنين لمركز الملك سلمان للاغاثة و الاعمال الانسانية المتمثلة في منظمات (الاغتنام – و إضافة – والأشراق) ، و هذه بمثابة بداية لمشروع إنساني ضخم يستهدف أصحاب الحاجة ، نحن بدورنا نثمن عالياً دور المملكة العربية السعودية و سفيرها الإنسان علي بن حسن جعفر الذين لم يتأخرا يوماً في الوقوف مع السودان خلال كل الأوقات الصعبة ، و كما نجد أن المملكة كانت في مقدمة الذين رحبوا بقرار السيد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الذي كلف به مفوضية العون الإنساني بفتح معبر أدري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر ، و كما أصدرت توجيهات بإرسال مساعدات عاجلة لمدينة كسلا ، و نحن نثمن كذلك على دور مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الإنسانية في سرعة تعاطيه مع ظروف شعبنا ، و نؤكد لهم إن دعمهم المستمر و المتواصل له عظيم الأثر في تخفيف معاناة الشعب السوداني ، و مساعدته في مواجهة التحديات الإنسانية. شكراً لهم على التزامهم وكرمهم الفياض الذي يعكس روح العطاء المجردة من منطلق روح حديث رسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول : (مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .) و كل المعاني الدالة في هذا الحديث تبرز أهمية الترابط والتكافل بين الإنسانية جمعاء ، حيث يكونون كالجسد الواحد في دعم بعضهم البعض و الاهتمام بشؤون الآخرين ، خاصة في أوقات الأزمات و التحديات ، فشكراً لمملكة الخير و العطاء و شكراً لسفيرها الإنسان ، و شكراً لمركز الملك سلمان و لشركائهم الوطنيين .
و الله من وراء القصد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.