بعد أعمال التخريب التي طالت خط مزيج النيل بالأمس والتي أدت إلى توقف الخط، يستعد العاملون بمصفاة الخرطوم الآن للبدء بالتوقف التدريجي للمصفاة بسبب نقص إمداد النفط الخام بخط مزيج النيل.ورغم تمكن العاملون الشرفاء من صيانة خط مزيج النيل وإعادة تشغيله عصر اليوم، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتفادي توقف المصفاة عن العمل لتناقص مخزون خام مزيج النيل عن الحد الأدنى المطلوب لتشغيلها.سينتج عن هذا التوقف عواقب وخيمة في وفرة المنتجات النفطية من الوقود وغاز الطبخ، والتي سيتحمل المواطن السوداني العبء الأكبر جراء ندرتها في الأيام القادمة. تأتي هذه المأساة المتوقعة ضمن سلسلة من الفشل الذي تشهده صناعة النفط مؤخراً منذ الإنقلاب، فإنخفاض الإنتاج الناتج عن تزايد عمليات تخريب الآبار وإغلاق الحقول وتهديد أمن وسلامة العاملين المتكرر كلها مؤشرات لسوء إدارة ملفات الإنتاج والتنمية المجتمعية وللفشل الإداري والفني لوزير الطاقة و النفط محمد عبدالله و من حوله من انتهازيين. لم يكلف الوزير ومدير مكتبه نفسهما عناء قطع رحلتهما خارج البلاد والعودة لمتابعة الأوضاع الأمنية المتردية بحقول بليلة ونيم ودفرة، ولم يكن إغلاق خط الأنابيب الرئيسي كافياً حتى لإصدار بيان توضيحي من وزارة الطاقة والنفط للمواطن السوداني لبيان ما حدث وشرح الآثار المترتبة على ذلك؛ وهو فشل معلوم منذ تقلّد السلطة الإنقلابية للسلطة وتسيّد أعوانها متواضعي المعرفة والخبرة والمهارة للمواقع الحساسة بالدولة.تجمع العاملين بقطاع النفط يحمّل مسؤولية ما حدث والآثار المترتبة للوزير ومن حوله وهو نتاج حتمي للسياسات الفاشلة التي ينتهجونها والتي لا تراعي إلا المصالح الخاصة والإنتفاع الشخصي لهم ومن هم حولهم من انتهازي قطاع النفط
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.