مهند فضل… عنوانٌ للفداء وصوت المجد الخالد..
*مهند فضل… عنوانٌ للفداء وصوت المجد الخالد في زمانٍ تتناقص فيه المروءات وتتهاوى فيه القيم، تخرج من رحم الأرض رجالٌ يصنعون المجد بدمائهم، ويكتبون صفحات العزة ببطولاتهم. ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم الشهيد مهند فضل، ذلك الشاب الإسلامي الذي تربى على حب الدعوة والجهاد، فجمع بين صفاء الروح وصلابة الميدان، حتى صار عَلَمًا من أعلام الفداء في فيلق البراء بن مالك. *على ثرى كردفان… سطور بمداد الدماء* لم يكن استشهاد مهند حدثًا عابرًا، بل كان لوحةً من نور، رُسمت على أرض كردفان حيث تتناثر دموع الأمهات وصيحات “الله أكبر” في الفضاء. في تلك اللحظة، اختار مهند أن يكون في مقدمة الصفوف، حيث تضيق الأنفاس وتتباين القلوب، فثبت وهو يبتسم، وكأنه يوقن أن الجنة تنتظره ببابها المفتوح.ارتقى جسدًا، لكن بقي أثره حاضرًا، يتردد في نفوس رفاقه، كجرس إنذارٍ يقول: “إن النصر لا يُمنح للقاعد، وإنما يُنتزع بدماء الشهداء”. *رجلٌ بلا ضجيج… عظيم في الصمت* لم يكن الشهيد يسعى وراء منصبٍ أو سمعةٍ أو مكاسب دنيوية؛ كان جنديًا متواضعًا، يخفي عظمته تحت عباءة الإخلاص. لا يُعرف إلا في ساعات الجد، ولا يُرى إلا حيث تشتد الخطوب. هكذا كان مهند، رجلًا بسيطًا في مظهره، لكنه عملاقٌ في جوهره، يحمل إيمانًا يزلزل قلاع الباطل.كان انتماؤه لـ فيلق البراء بن مالك أكثر من مجرد اسم؛ كان امتدادًا لمدرسة التضحية التي تركها الصحابي الجليل. سار مهند على ذات النهج، موقنًا أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية حياةٍ أخرى، أوسع وأبقى.قد يغيب الجسد تحت التراب، لكن الروح تحلق في علياء السماء، والبصمة تبقى شاهدةً على الطريق. لقد صار اسم مهند مشعلًا يُضيء درب المقاومة، ورسالةً لكل الأجيال أن درب الكرامة محفوفٌ بالدماء، وأن أمةً بلا شهداء أمةٌ بلا حياة.سلامٌ عليك يا مهندسلامٌ على روحك الطاهرة، يوم خرجت لله وحده. سلامٌ عليك وأنت تواجه الباطل بثبات المؤمن، وتضحك للموت كما يضحك الواثق من وعد ربه. سلامٌ عليك وقد ارتقيت، وتركْت لنا وصيةً مكتوبةً بحروف الدم: “اثبتوا، فالنصر قريب”.ليس في رحيلك رثاء، بل في سيرتك تخليد، وفي دمك الطاهر حياةٌ لأمةٍ بكاملها. ستبقى يا مهند صفحةً ناصعة في سجل المجد، ومنارةً على طريق الشهداء إلى يوم الدين.
التعليقات مغلقة.