بُعْدٌ .. و .. مسَافَة* *مصطفى أبو العزائم “السعودية ويوم التأسيس”
* ..!* إحتفل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ، يوم الأربعاء الماضي بذكرى يوم التأسيس ، إذ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً قضىٰ بأن يكون اليوم الثاني من فبراير من كل عام ، يوماً لذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية ، هذه المملكة التي إمتدت جذرو تأسيسها لأكثر من ثلاثمائة عام ، منذ عهد مؤسس الدولة السعودية الأولى ، الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى في العام 1727م ، وإستعادتها ثم تأسيس الدولة السعودية الثانية على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ، إلى أن قام مؤسس المملكة السعودية الحديثة وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإعلان ميلاد المملكة العربية السعودية إعتباراً من يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى الأولى في العام 1351 هجري الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1923م ، وذلك بعد أن كانت تحمل إسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها . لا ينكر دارس لتاريخ وجغرافية المنطقة ما حدث من تحولات كبرى في الجزيرة العربية ، ومنطقة الشرق الأوسط و العالمين العربي والإسلامي ، بعد قيام المملكة العربية السعودية الحديثة ، والتي حرص مؤسسها وأبناؤه الملوك من بعده على تحسين علاقات الدولة الحديثة الخارجية ، وذلك من منطلق مهم هو أنها لا تشبه غيرها من دول المنطقة ؛ فالمملكة العربية السعودية ذات طبيعة خاصة لا تشابه طبيعة أي دولة من دول العالم ، وقد أكرمها الله بأن جاء بيته الحرام في أرض الحجاز ، في مكة المكرمة ، كما أنها تضم قبر نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ، وهي بذلك تضم الأراضي المقدسة ، والتي تهوي إليها أفئدة المسلمين من كل جنس ولون وبلد . تاريخ نشأة المملكة العربية السعودية الحديثة ، هو عبارة عن ملاحم عظيمة ، فقد قاد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – مقاومةً شرسة ، وحرباً طويلة من أجل توحيد بلاده ، إستمرت نحو ثلاثين عاماً ، عمل بعدها على إنشاء دولة عصرية حديثة ، فإهتم الملك المؤسس وأبناؤه الملوك من بعده بتنمية الإنسان من خلال تصحيح العقيدة المسلمة نحو التوحيد الخالص ، وعدم الشرك بالله العلي العظيم . إهتمت القيادة السعودية منذ نشأة الدولة الحديثة ، وحتى الآن بنشر دور العلم ، والمدارس والجامعات في كل مناطق المملكة ، مع توفير كل الخدمات ، ليس لأبناء المملكة وحدها ، بل لكل المقيمين ، وللملايين التي تفد إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج كل عام ، أو لأداء العمرة في مواسمها المختلفة . مناسبة إحتفال المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس تبقى مدعاة وفرصة للوقوف والتأمل في هذه التجربة الفريدة ، والإعتزاز بتجاوزها للمصاعب وقهرها للتحديات ، والذي نرى أنه وبلاشك ناتج عن الوفاء المتبادل ، والتلاحم والترابط الوثيق بين المواطنين وقيادتهم الرشيدة ، مع الإعتزاز بتاريخ الأولين من الملوك السابقين في تعزيز البناء والوحدة . التهنئة للأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً بهذه المناسبة العظيمة ، مع الأمنيات بدوام التقدم والتطور والإزدهار ، والصمود القوي أمام التحرش الصفوي بمقدسات المسلمين ، والدعوات الباطلة بتدويل إدارة الحرمين الشريفين ، ومحاولات التعدي على أرض الحرمين ، مع دعواتنا للمملكة العربية السعودية بالمزيد من الإستقرار والحزم والعزم في مواجهة أعداء الإسلام ، ومناهضي السلام ، ونسأل الله أن يعيد ذكرى هذا اليوم العظيم على أشقائنا بالخير واليمن والبركات .Email : [email protected]
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.