همس الحروف الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها،، كتب الباقر عبد القيوم علي

☘️????☘️

نداء إلى الجميع

يقول الحق عز و جل : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب) سورة الانفال الآية 25 .

و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)

لا شك أن الإعلام هو السلطة ذات التأثير الأقوى على مجريات أحداث أي قضية في الساحة وخصوصاً في هذه القضية ، و ذلك لأن الإعلام يعتبر المحور الأقوى في تحريك عواطف الشعب سلباً أو إيجاباً بما يمتلكه من أدوات فاعلة و قادرة على التأثير في عقول الجماهير ، و يمكن عبره جعل المذنبين أبرياء ، وجعل الأبرياء مذنبين، لأنه يمثل السلطة التي تتحكم في مسارات القضايا ، و يتضح تأثير ذلك جلياً في الرسالة الإعلامية الحالية على جميع القضايا التي تخص المجتمع .

طبيعة ما يحدث الآن في السودان هو صراع سياسي من الدرجة الأولى زجت المؤسسات العسكرية نفسها في أتونه بدون وعي أو رشد او هدى ، حيث إجتمعت الأسباب في تصعيد هذه القضية عبر المناخ السياسي العام المتأزم و الدور الإعلامي غير الواعي بالمخاطر التي تحيط بدولتنا من كل الجوانب ، إذن خلصنا إلى ان المناخ السياسي و الدور الإعلامي بالتضامن معا لعبا دوراً محورياً في تأجيج هذا الوضع المأزوم أصلاً ، و بالتالي أصبح من الصعوبة بمكان تحقيق الأمن و السلم المجتمعي في ظل هذا التخالف السياسي الذي لم يتوفر معه وعي كافي في سلطة الإعلام و الصحافة ، و التي كان من الممكن عبر دورهما تحفيز الحلول السلمية لأي إختلاف أو نزاع ، و كان من الممكن تسليط الأضواء على نقاط الالتقاء بين الفرقاء و بغياب هذا الدور يمكن ان يكون النقيض تماماً في حالة عدم الوعي بمآلات ما يترتب من هذه الحرب و التي كان لقيادات محاور الشر الدور الفاعل في إشعال فتيلها بالتحريض على العنف و زراعة الكراهية .

ما حدث اليوم بين قيادة الجيش السوداني وقيادة الدعم السريع يعتبر كارثة سيسجلها التاريخ في أسوأ صفحاته ، فالخاسر الوحيد هو الوطن و المنتصر من الطرفين يعتبر مهزوم و لا شك أن القاتل و المقتول منا و الرهينة .

يؤسفنا و نحن نتابع ما يحدث من إشتباكات بين القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع و التي بدأت في الساعات الأولى من صباح اليوم في أماكن متفرقة في بلادنا .

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور العظيم الذي تقوم به قوات الدعم السريع و ما زالت من أجل بسط هيبة الدولة في ربوع السودان الحبيب ، و كما لا نقبل بأي مساومة أو مزايدة في قواتنا المسلحة ، ولكن اليوم و بكل أسف إنزلقت هاتين المؤسستين بعد أن لعب الشيطان دوره في تعكير المزاج العام بينهما ، و الذي تفجر معه المشهد مما سيعرض البلاد و العباد و خصوصاً المدنيين لخطر محقق .

لا أريد أن أخوض في تفاصيل هذه الحرب المشؤومة و كما لا أريد ان ألفت النظر على الطرف الذي ساقه الشيطان لإطلاق رصاصة الفتنة الأولي .

و من موقعي هذا أدعو جميع أطراف النزاع لإنهاء العدائيات و وقف اطلاق النار فورا بدون أي شروط مسبقة و الذهاب إلى طاولة الحوار حفاظًا على سلامة الوطن و حقناً لدماءأفراد قواتنا من الطرفين و حماية لأرواح المواطنين المدنيين .

و أهيب بجميع دول الجوار و الدول الشقيقة و الصديقة في العالم بالتدخل عاجلًا لرأب الصدع بين أطراف هذه الحرب المدمرة لإنهائها وذلك على وجه السرعة .

و كما أرجو من العقلاء و قادة الرأي و أصحاب الأقلام الحرة بالتدخل الفوري بين قيادات الجيش و الدعم السريع لوقف هذا النزيف الذي سيدفع ثمنه كل أفراد الشعب السوداني .. و أرجو من الشعب عدم توسيع دائرة الإشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي و ضبط النفس و التحلي بالصبر و تفويت الفرصة و عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى و الإجتهاد في الدعاء في هذه الأيام المباركات .. حفظ الله بلادنا و شعبنا من كل سوء و شر .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.