عبدالوهاب حسب الله يكتب ” فاز أردوغان بنسبة 54 %”
!لم ( الحظ) بمتابعة الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التركية فبينما بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 90 % زادت هذه النسبة الكبيرة في الجولة الثانية وفاز أردوغان بنسبة 54 % متقدماً على منافسه أوغلو ويقول الرئيس أردوغان أن الأتراك حريصون على النهج الديمقراطي بديلاً عن الإنقلابات العسكرية وكان أول إنقلاب عسكري في العام 1960 في عهد علمانية كمال أتاتورك والإنقلاب العسكري الأول في السودان كان في العام 1956 بقيادة إبراهيم عبود وهو عبارة عن تسليم وتسلم بين الجيش وحزب الأمة الذي سلم حكومة منتخبة إلى قادة الجيش وما يزال السودان يرزح تحت سيطرة العسكر الذين حكموا 54 عاماً منذ إستقلال السودان في 1956 بينما عض الأتراك بالنواجز للحفاظ على الخيار الديمقراطي خاصة في المحاولة الإنقلابية الفاشلة في عهد الرئيس أردوغان الذي نجح في نقل تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة ولها كلمة في المجتمع الدولي وأصبحت في عهده دولة صناعية يشار إليها بالبنان ورغم النجاحات التي حققها أردوغان في كافة المجالات ونظراً لتوجهه الإسلامي يمانع الأوروبيون في السماح لتركيا أن تكون عضواً في الإتحاد الأوروبي وبفوزه اليوم قد يتخذ أردوغان قراره فيما يتعلق بالإنتظار من عدمه للموافقة الأوربية لإنضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي وتعتبر تركيا رابطة بين الشرق والغرب خاصة في المجال السياسي والإقتصادي وتركيا في موقف أقوى من غيرها للمساهمة في حل سياسي لمشكلة حرب روسيا على أوكرانيا التي دخلت عامها الثاني دون بصيص أمل في الحل والإنفراج وهي ملهمة للدول الإسلامية كافة في تفضيل الخيار الديمقراطي على الخيار العسكري الشمولي الاستبدادي الذي يكمم الأفواه وتكون نتائجه كارثية على كل المستويات فإصرار تركيا التي كانت تتبنى الخلافة العثمانية لفترة طويلة من الزمن على تمكين الخيار الديمقراطي الذي نجح كثيراً في حل الأزمات السياسية بتداول سلمي للسلطة عبر إنتخابات شفافة ومستدامة عبر صناديق الإقتراع جعلت المواطنة وثنائية الحقوق والواجبات هي شفرة الحكم الرشيد نافست به أنظمة الدول الغربية الديمقراطية وبزت الكثير من الدول الأخرى في التقدم والإزدهار ويجب علينا في السودان النظر إلى التجربة التركية بعين الإعتبار
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.