في السعودية (الحل)،، كتب :بكري خليفة


الصديق العزيز رئيس تحرير صحيفة السوداني عطاف محمد مختار التقيت به في إحتفال (يوم التأسيس) للمملكة العربية السعودية بالخرطوم قبل أشهر كان الحديث وقتها أيضا لا يخلو من مناقشة التدخلات الإقليمية والدولية في الأزمة السودانية بداية من الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي والرباعية وغيرها، أتذكر حينها أن بعض الصحفيين كانوا يشككون في دعم السعودية وبعض الدول العربية لمصالح السودان حينها قال لي عطاف (السعودية دي ما بجينا منها شر للسودان نهائي) .
وتدور الدوائر وتنطلق الحرب في السودان وبالرغم من المجهود الذي بذل من الدول المختلفة بما فيها السعودية والولايات المتحدة في إخراج الاتفاق الإطاري الذي كان من المفترض أن يجنب البلاد الأزمة الحالية لولا تدخل (الفلول) وبعض قيادات (الحركة الإسلامية) المختطفة للقرار داخل المؤسسة العسكرية في العمل علي إفشال الإطاري و إشعال فتيل الأزمة التي تطورت بصورة دراماتيكية الي (حرب) شاملة نزح بسببها (الملايين) وقتل فيها الآلاف ودمرت المنازل والمستشفيات والمؤسسات والبني التحتية، وتبادر السعودية دون غيرها من الدول مرة أخري للسعي في إيجاد حل للازمة وكان يمكن لها أن تنأي بنفسها عن التوسط في حل الأزمة بعد إفشال الإطاري الذي أخذ شهورا من المفاوضات والورش و اللقاءات لكنها لم تفعل كغيرها من دول الجوار التي ظلت تتفرج علي اشتعال الحرب في السودان بفضل قيادتها الحكيمة التي رأت ألا تتخلي عن الشعب السوداني رغم وجود قيادات بارزة في الدولة عرقلت العملية السياسية التي كانت علي وشك الانتهاء، ولم تراعي لمصالح الوطن الكبير وفضلت النظرة الضيقة لمصالحها الخاصة .
وانطلق منبر (جدة) التفاوضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي قدم خدمة جليلة من خلال عدد من الهدن بين الطرفين تمكن فيها السكان المدنيين من الخروج من الخرطوم الي الولايات ،وبعض دول الجوار كما قدمت جسرا جويا من المساعدات الانسانية عبر مركز الملك سلمان من مساعدات طبية وغذائية، كما استثنت كل الزائرين والمعتمرين من الإجراءات المتبعة بعد انتهاء فترة وجودهم علي اراضيها استفاد منها الآلاف من السودانيين، كما أطلقت حملة شعبية لدعم الشعب السوداني جمعت فيها ملايين الدولارات لإغاثة الشعب السوداني ابتدرها سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان ب100مليون ريال ، كل هذه المجهودات الجبارة للمملكة العربية السعودية الدولة القوية في المنطقة وباقي الدول تتفرج علي انهيار البلاد واشتعال الحرب غير مكترثة بما يحدث، وهذا ما لا يمكن لنا كسودانيين أن ننساه لاشقائنا في المملكة العربية السعودية .
منبر (جدة) الذي لم يتواصل نتيجة عدم الوفاء بالألتزام بوقف بإطلاق النار من الطرفين، وانهيار الهدنة أكثر من مرة وتعليق الجيش للمفاوضات من جانبه وبحث أحد أطراف الآزمة لإدخال دول أخري يجد نفسه الآن لا حل له إلا منبر (جدة) بعد جولة علي عدد من المنابر بداية من الاتحاد الافريقي ومرورا بالايقاد ومصر التي إحتضنت مؤتمر دول جوار السودان، كل هذه المنابر لا تقود الا لمنبر (جدة) الذي ترعاه المملكة العربية السعودية وبدعم ومباركة من الولايات المتحدة الأمريكية فالمراقب للأوضاع الحالية لا يجد دولة مؤهلة غير المملكة العربية السعودية يمكن أن تنجح فى حل الأزمة السودانية وهي التي تمتلك كثير من خيوط اللعبة بالإضافة إلي علاقتها الجيدة مع طرفي النزاع(الجيش) و(الدعم السريع) ومعرفتها بجذور الأزمة من خلال السفير النشط والملم بكل خبايا الأزمة السودانية سعادة السفير علي بن حسن جعفر والذي ظل يعمل في السودان لسنوات سعى من خلالها علي حل المشكلة السودانية منذ تفجر ثورة ديسمبر المجيدة وحتي الآن والذي يجد القبول عند كافة أطياف المجتمع السوداني، وهذا ما تلاحظه خلال وجود كل مكونات الشعب السوداني في الاحتفالات والفعاليات التي تقيمها السفارة السعودية بالخرطوم .
المملكة العربية السعودية تظل ضامنة لحل الأزمة من خلال علاقتها الإقليمية القوية مع كل دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة بالإضافة إلي الاتحاد الأوربي والاتحاد الافريقي والترويكا كما أنها لن تألوا جهدا في أعمار السودان من خلال مساهمتها في الاعمار كونها من أغنى دول المنطقة وتربطها اواصر الصداقة و الدين والعروبة والعلاقات الأزلية مع الشعب السوداني .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.