صفوة القول،، بابكر يحيى يكتب: وما أيوب إلا شهيد قد سبقه من قبل الشهداء..!!

يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله وفي مقام الزجر والتحذير والتثبيت والبيان ، (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين، وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها، ومن يرد ثواب الآخرة منها وسنجزي الشاكرين، وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين) صدق والله العظيم، سورة آل عمران.

ما كان الشهيد أيوب ينتظر عرضا من الدنيا قليلا او كثيرا، ما كان ضابطا معروفا ولا صاحب شهرة في هذه المؤسسة العريقة ، بل كان جنديا مجهولا عاش بين الناس إنسانا وبين جنوده بطلا ومات بين الأموات شهيدا تزفه ملائكة الرحمة إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

عاش أيوب سهلا بسيطا ومات جنديا يحمل سلاحه كسائر الجنود ، ففي ملمحه تنجسد ملامح السودانوية الأليفة، وفي جوهره يحمل عنفوان الرجل الحازم الشجاع ؛ وفي عينيه أسدا تهابه الأسود، فقد أتته الشهادة تجرجر أزيالها ولم يكن يصلح إلا لها فقد حقق الله له مقصده وما أعظمه من مقصد ، وما أفضله من مصير..!!

ارتقى أيوب إلى ربه شهيدا من قبل طغاة لا يرقبون في مؤمن إلا ولاذمة، استشهد بنيران قوم اخرجوا الآمنين من ديارهم ، واوقفوا الآذان في المساجد واغلقوا مدارس الأطفال ونشروا الفقر والجوع والمسغبة، ففي وجوههم غضب فقد عاشوا تطاردهم اللعنات وحيثما حلو حل الخراب والدمار والقتل ، إنهم يتفوقون على التتار والمغول في السوء، ويتقدمون على عاد وثمود في المكر وعدم الوفاء ، وتجاوزوا اليهود في الغدر والخيانة..!!

صفوة القول

سيظل الشهيد أيوب حيا يسعى بين الناس بسيرته العطرة، وسيخلد التاريخ إنه عاش مجاهدا ومات مجاهدا، ستتذكر الاجيال أن (مغول آل دقلو) قتلوا خيرة عظماء هذه الأمة وإن أيوب كان في مقدمتهم ، ستتذكر الأجيال أن هؤلاء المغول دمروا بلادنا تدميرا ، ستتذكر الأجيال أن الفارس أيوب قد تصدى لهم بكل بطش ، وما مات حتى مات مضرب سيفه وترك فيهم رعبا لن ينسوه ما داموا أحياء ، سيتذكر الناس هذا التاريخ المشرق، وسيظل استشهاده دافعا لاخوانه لسد الثغور وملء الفراغات ولن ينقلب أحد منهم على عقبيه لأنهم يعلمون جزاء الصابرين، لأنهم يرجون من الله الشهادة ، لأنهم يرجون من الله ما لا يرجاه اعداءهم ، اللهم أنت أرحم بعبدك أيوب وبأسرته، وأنت ألطف بحال هذه الأمة، اللهم إن آل دقلو طغوا في البلاد، فاكثروا فيها الفساد اللهم صب عليهم سوط عذاب.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.