معركة الصحفيين من أجل النقابة: لن تسيروا وحدكم
ومع قرب اكتمال العرس الصحفي باكتمال اعادة بناء النقابة عبر انتخابات حرة، مقرر لها يوم السبت المقبل، صعّدت فلول الردة من حملتها ضد القوى الديموقراطية، التي تصدت لحمل عبء استعادة النقابة، بجهد مثابر، ونشاط توعوي، وعرض حواري لبرامج القوائم والمرشحين لموقع النقيب. منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث حركت كوادرها للتشكيك في شرعية عملية إعادة بناء النقابة، ومحاولة تشويه القائمين عليها، وقد توازى ذلك الجهد مع تصريحات صدرت من مسجل عام النقابات ومن أمين عام مجلس الصحافة والمطبوعات، لا تكتفي بمحاولة شرعنة الحملة المضادة، حسب، وإنما أرفقت ذلك بتحريض صريح للسلطات الانقلابية للتدخل لوقف العملية الانتخابية، موظفاً مواقف بعض الصحفيين الذين بادروا أو شاركوا في المراحل المختلفة لهذه المعركة المهنية الديمقراطية.إن هذا التطور في مواقف قوى الردة، تقتضي من قبل كافة القوى الديموقراطية، في كل مواقعها، أن تتجنب النزعة التفردية، الغارقة في تغليب ما هو ذاتي وضيق، إلى ٱفاق الوطنية الديمقراطية الأرحب، لتعبر عن تضامنها مع الصحفيين ووقوفها معهم وإسناد نضالهم المشروع، في انتزاع حقهم في التنظيم النقابي الحر والديموقراطي والمستقل، والمتسق مع القوانين والتشريعات الدولية. فتجربة استعادة نقابة الصحفيين التي تمضي نحو نهاياتها الباهرة بنجاح، وبأوسع مشاركة ديمقراطية، هي انتصار للحركة النقابية وللديموقراطية في السودان ومحيطه، ووضع مداميك في أساس الدولة المدنية والسلطة المدنية الديمقراطية، التي أضحت ثابتاً وطنياً فدته المهج والارواح، كما إنها وعد بانتصار استعادة مسار الانتقال الديمقراطي للحكم المدني، الديمقراطي التعددي، وهزيمة الانقلاب وقواه، وانتهاء لما نجم عنه. إن وحدة الصحفيين بمختلف فصائلهم في مواجهة العدو المشترك والأساسى، شرط لا غني عنه لفعالية تضامن قوى الديموقراطية والتغيير، في إحباط مخططات فلول الردة. فالوحدة والكف عن الاصطراع العبثي، الذي يستبدل العدو الرئيس بآخر ثانوي متوهم، ربما كان من نفس الخندق، من شأنه أن يحول دون تزويد قوى الردة بحيثيات وحجج تستخدمها ضد حركة بناء النقابة، مستمدة من صراعات أطرافها المتنافسة، مثلما وظفته في التحضير للانقلاب، والعمل على شرعنته. إن معركة نقابة الصحفيين هي معركة كل الشرفاء والديموقراطيين، ويتم كسبها بوحدة الصف، وحدة قوى الديموقراطية في أوساط الصحفيين، وتضامنها مع قوى الثورة كافة. فالانتصار الناجز للصحفيين سيختصر الطريق أمام القوى الديموقراطية الأخرى لانتزاع حقها في بناء نقاباتها بعيداً عن هيمنة السلطة وقوى التمكين والفساد. كما أنه يعزز الوعي بركائز الديموقراطية في وقت يشهد فيه هجوماَ متواصلاً ومتصاعداً من قبل قوى الردة عليها وعلى مواقع ومكونات قوى الثورة والحراك السلمي. فمن شأن انتصار الصحفيين أن يلهم القوى الديموقراطية المزيد من الثقة بحتمية الانتصار النهائي والناجز للثورة على أعداء الحرية والعدالة والمساواة، والسلام المستدام، والتنمية المتوازنة والشاملة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.