رشان أوشي تكتب “شظايا حرب السودان تصل الخليج العربي”

بدءاً، يجب القول إن شظايا أشرس حرب يخوضها السودان منذ استقلاله عام ١٩٥٦م، أصابت المحيط الإقليمي في مقتل، كشفت للسودانيين والعالم أجمع ، حقيقة نفاق بعض قادة الخليج العربي، تلك العائلات التي تتسلط على رقاب شعوبها، وتعيش في ثراء بذخي من موارد الدولة.مع ثاني أيام حرب ١٥/ أبريل التي تحظى برعاية إماراتية مباشرة وسعودية غير مباشرة، منذ طفق مدى وحشيتها يتبدى بوضوح صاعق للناس أجمعين في مختلف المجتمعات، ومن قبل حتى أن تتضح أبعاد ملامح آلام ومآسي ضحاياها المباشرين، أي جموع المدنيين العزل، النساء والأطفال وكبار السن ، كان قناصة “الدعم السريع” قد اتخذوا سطح مباني السفارة السعودية بالخرطوم مستقراً، وجهوا منه بنادقهم إلى صدور الشعب السوداني، ولم تنبس حكومة المملكة ببنت شفة، بل وتسترت على المجرمين.حرب 15/ أبريل/ 2023م، كانت مناسبة التداعي الكبير والسريع في السودان، الولايات المتحدة ألقت أضواءها الدبلوماسية والأمنية والعسكرية على ما يجري في البلاد، التي تسعى لأن تكون لها بها قاعدة عسكرية تعد من أكبر القواعد العسكرية الأميركية خارج التراب الأميركي، حاولت بمعاونة المملكة السعودية فرض مليشيا الدعم السريع كقوات موازية للجيش الوطني، وصناعة “منبر جدة” لكسر شوكة الجيش السوداني، حتى يقبل بقاعدة الاحتلال الأمريكي على ساحل البحر الأحمر، وهو ما لن يحدث ابداً ، الجيش السوداني قادراً على حماية حدوده البحرية وإنشاء القواعد العسكرية الخاصة به.كل هذه المواقف المخزية للملكة السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية تجاه السودان، والمؤامرة التي أصبحت مكشوفة ومعلومة لدى الشعب السوداني والعالم أجمع، وما زال السودان يحتفظ ب “شعرة معاوية” بينه وبين المذكورين أعلاه، وحملت كلمة رئيس مجلس السيادة الكثير من التقدير لمواقف سابقة لحكام الإمارات والمملكة تجاه بلادنا، ومد يده بيضاء من دون سوء، معلنا استعداد بلاده للتعاون في كافة المجالات.كانت كلمة رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش “عبد الفتاح البرهان” واضحة ومباشرة، وحملت رسائل قوية، فحواها أن السودانيين ليسوا أغبياء، ويعلمون تماماً من المجرم ومن الذي يتستر على جرمه؛ وان ارتدى ثياب الواعظين، والأهم أن السيد الرئيس دافع عن سيادة بلاده؛ وشرعية القوات المسلحة، وأوضح أنهم قبلوا “منبر جدة” إكراما لتاريخ العلاقات بين المملكة السعودية والسودان. رغم أن عهد “محمد بن سلمان” سيمحو كل تاريخ جميل للسعودية في الجوار الإقليمي.كلمة “البرهان” كانت قوية بما يكفي لأن تثلج صدور السودانيين، خاصة بعد موجات غضب شعبي طالت مواقف رئيس مجلس السيادة مؤخراً، ففي السياسة لا صوابية مطلقة، بل هناك مواقف تتخذ قد تؤدي إلى نتيجة إيجابية، وأخرى إلى نتيجة سلبية، ومعركة “الوطنية السودانية” مقابل «مشروع الاستيطان الأجنبي» كما نشاهد اليوم هي معركة طويلة وقاسية بل مدمرة، وما نراه على الساحة اليوم في الخرطوم ودارفور ما هو إلا جزء منها، صحيح أنه جزء دام وفي مجمله “إبادة” إلا أنه محطة من محطات الصراع، والمؤلم أن تحليل هذا الصراع، من الجانب السياسي السوداني، في معظمه اقتراب عاطفي.لعل بعض القضايا الكلية تحتاج إلى إعادة تقييم موضوعي، وأهم نقطة يجب الوقوف عندها في حرب 15/ أبريل هي “ازدواجية المعايير الغربية”، إذ تبين لنا أن شعارات حماية المدنيين، ومبدأ المحاسبة على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرفعها الغرب ما هي إلا عصا لمن رفض إطاعة الأوامر الأمريكية.مضامين كلمة “البرهان” أمام القمة السعودية الإفريقية التي انعقدت أمس بالرياض، تشير إلى أنه بدأ يفكر جديا في التحرر من علاقة أشبه ب “بيت الطاعة” بالمحور الغربي.محبتي واحترامي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.