همس الحروف.. “والي الشمالية ومكتبه و حكومته و لجنته الأمنية فوق الشبهات رغم أنف من أبى” كتب الباقر عبد القيوم علي
لم يتعظ مثيري الفتن بما حدث في الخرطوم و بقية الولايات التي تقع تحت تأثير الحرب ، من خراب و تدمير ممنهج بقصد أفقار الشعب ، و تدمير البنى التحتية، و كما لم يكتفوا بعبثية الحالة التي تمر بها بلادنا ، و لم يستشعروا قيمة الفقد في الأرواح و الممتلكات و التدمير الذي طال كل شيء ، فهل هم مدركون لخطورة ما يقومون به من خطير أفعال و سلوك شاذ ؟ ، و ما زالوا في أشد حالات كذبهم التي كانت أكثر وضوحاً في مقطع ذلك الفيديو الذي تحدث عن بعض النقل الكاذب الذي لا تسنده حقائق و لا حتى تؤيده شواهد ، فأتى محتواه كمحاذير إستباقية إعتمد صاحب الفيديو على ما وصله من معلومات وفقاً لما ورد عنه و أتى ذلك على حد تعبيره ، فهنا سؤال يطرح نفسة : لماذا لم يقم الواشي الذي نقل الخبر المكذوب لمن قام له بالترويج و خصوصاً أن الواشي يدعي انه في مطبخ صناعة الخبر ، فلماذا لم يقم بمشاركة أفكاره السوداء مباشرة دون وسيط ؟ ، و ذلك لأنه لا يمتلك الشجاعة الكافية لإرسال هذه الرسالة ، و أنه يعلم أن كذبته لن تجد أي مكان لها إلا بعد الإستعانة بالشخص المنقول إليه الذي ليس موجوداً في مسرح هذه الإدعاءات و الأحداث ، و التي كان هدفها فقط التشويش و القتل المعنوي و إثارة الفتنة .
عموماً هذا نوع معروف من الأسلحة و الوسائل التي تم إستخدمها في هذه الحرب ، حيث أصبح هذا الأسلوب المبتذل يوطن لمساحات الإختلاف و التخالف ، فظل مواطن الشمال يسمع بآذان صاغية عن هذه الأراء بين الفينة و الأخرى ، و التي يتداولها أشخاص يعلم مواطن الشمال هويتهم تماماً و ما يرمون إليه من مقاصد ، و أنا هنا لا أعتب على صاحب الفيديو إطلاقاً ، لأنه أراد أن يوصل رسالة من جملة ما وصله من معلومات و أفكار لم تكن دقيقة في صدقها و نقلها ، فكان من الممكن أن يكون عنوان هذا الفيديو محاذير أو شبهات حول مكتب والي الولاية الشمالية و ليس كما أتى العنوان الذي كان يحمل قدراً ضخماً من الإثارة و بث الرعب في ظرف زماني معقد .
لقد أتي عنوان هذا الفيديو الذي حاول به مثيري الفتن إستغلال ما يمكن إستغلاله عبر العاطفة من أجل تمرير أجندتهم الخبيثة ، فوضعوا هذه العبارة : (عاجل وخطير : القبض على قيادات بارزة في الشرطة والأمن بمكتب والي الشمالية يعملون مع مليشيا الدعم السريع) ، إنتهى عنوان الخبر ، فإذا كان فعلاً الموضوع عاجل و خطير و تم القبض عليهم ، فإذن إنتهت الجريمة بالقبض عليهم فلما يأتي التحذير بعد إنتهائها و قد لخص العنوان الموضوع بأنه تم القبض على من أراد صاحب الفيديو أن يحذر منه .
الخطير في الأمر هو ليس موضوع الفيديو و ما حمله من إثارة و معلومات كاذبة ، أو الإنجرار خلف مثيري الفتنة ، و لكن الشيء الخطير هو ما رفع عندنا حواجب الدهشة و عند الكثيرين من عقلاء المدينة : وجود الإزدواجية في المعايير عند الذين كنا نظن فيهم الخير و إستجابوا لمادة هذا الفيديو بسعيهم في توسيع دائرته بما رمت إليه مادته بنسخها و إعادة نشرها و هم يعلمون تمام العلم بعدم صحة ما ورد فيه من معلومات ، فهل يعقل مثل هذا الكلام ؟ !! .
هذه الصناعة الفاسدة التي إعتمدت على الإثارة و التلفيق لن تجد مكان لها عند مواطن هذه الولاية ، حيث تعود المواطن من قبل إنتشار مادة هذا الفيديو على كثير من الحديث الذي تقوده فئة معلومة من ضعفاء النفوس في مجالس المدينة ، تلك الفئة التي تحب المخالفة في كل شيء ، وهم يحاولون التقليل من وزن كل شيء ، فنجدهم يتحدثون عن الوالي و عن مدير مكتبه التنفيذي و مدير مراسمه و حرسه و سائقه و عن كل شيء حوله فقط من أجل الكلام الذي يمليه عليهم مزاجهم الخرب الذي لا يسمن و لا يغني من جوع ، يتحكم في كل ذلك مزاجهم العام الذي إعتمد على الإنطباعية في مواقف معينة حول الرجل ، و مثل هذا السلوك لا تحكمه أي ضوابط أخلاقية ، فلا أريد أن أخرج عن موضوع المقال و لكن يجب أن يعلم هؤلاء أن هذا الوالي تم تكليفه فقط بإدارة دولاب العمل بالولاية في ظروف كانت معلومة للجميع ، و كلنا نعلم عن شح موارد هذه الولاية ، و لكن على الرغم من ذلك إجتهد الرجل و ما زال يرسم لوحة إدارية مشرقة أتت من واقع خبرة تراكمية كانت هي الدليل لمن رشحه لهذا المنصب ، فلم يبخلالرجل بأي شيء كان يمتلكه من أجل إدارة دولاب العمل في هذه الولاية ، فلم يأتي تكليفه عبر المحاصصات فهو إداري خبير بمهمته ، فأتى عبر التسلسل الإداري المتعارف عليه في ديوان الخدمة المدنية ، فلن يستطيع أحد منهم القدح في ذلك ابداً ، و لهذا نجد الفاشلين من حوله ، الذين حجزوا أنفسهم مكان في زنزانة الحسد صاروا يضربون بأيديهم ذات اليمين و ذات الشمال و يوزعون الاتهامات على الجميع سواهم حتى يدارون على فشلهم في الحياة و الشواهد على ذلك كثيرة .
إنسان الشمال على الرغم من أنه عاطفي من الدرجة الأولى ، مزاجي ، إنطباعي و مندفع في كثير من الأمور إلى درجة تفوق حدود الحماقة في بعض الأحايين ، إلا أنه فطن و يتمتع بذكاء إجتماعي خارق يستطيع به أن يميز بين الغث و السمين و بين المشرف و المخزي ، وبين المفيد و المضر ، و على الرغم من ان صمتهم اللحظي قد يمتد ، إلا أنهم يحتفظون بكثير من الحديث إلى حينه ، فهم جزء مهم جداً من صناعة التأريخ بخيره و شره و ينظرون إلى المستقبل بعين فاحصة و لا يستعجلون النتائج و كما لا يفوت عليهم نوعية السم المدسوس لهم في وسط الدسم ، و لهذا لن تنطلي عليهم مثل هذه الترهات التي حاول المخربون عبرها القتل المعنوي لبعض الشخصيات ذات التأثير في قرار الولاية .
يسعى البعض للتقليل من الوالي و دوره الإداري بالولاية بالطعن و التشكيك و التخذيل و يستخدمون في ذلك كل الأدوات و الأساليب اللا أخلاقية و الهمز و اللمز التي يحاولون بها هزيمة خط سيره ، فنجدهم يتساءلون أمام الناس تهكماً منهم : ماذا قدم الوالي لهذه الولاية ؟ !! و نحن نعيد عليهم نفس السؤال : ماذا تريدون من الوالي أن يقدم في هذا الظرف الإستثنائي أكثر مما يقوم به الآن في إدارة دولاب العمل بصورة سلسة تسهل أعمال أعضاء حكومته بإعطائهم كامل الثقة فيما أوكله لهم من مهام و ذلك بإمدادهم بالمعلومات و المطلوبات و تسهيل الخطط إليهم و متابعتهم بإتباع سياسة الباب المفتوح ، حيث أعطى الشباب كامل حقهم في التشكيلة الوزارية و كذلك حفظ للمرأة حقها ، و ما زال في تمكين دورها في قيادة دولاب الخدمة ، و كما نجده لصيقاً بالمديرين التنفيذين في محلياتهم إذ جعلهم متناغمين مع بعضهم فهم أبناء قبيلة الإداريين الواعية ، فنجدهم زاهدين و متواضعين مثله تماماً ، فنجدهم يتنازلون عن كثير من امتيازاتهم الإدارية لأجل تدفق إستمرار العمل بصورة سلسة ، و يتبادلون بينهم الاستشارات وفق سياسة الفريق الواحد التي تتميز بالأخذ و العطاء ، حيث ينحصر دور الوالي هنا بالنسبة لهم في التوجيه وتكليف المهام و السيطرة عن بعد ، و الإرشاد و التنظيم عبر أمانة الحكومة ، و يتجلى دور الرجل المحوري في إستخدام البعد الغائب وهو تسهيل عمل المجموعة كفريق عمل واحد ، حيث جعل لكل منهم كامل الثقة و كامل الصلاحيات على ان يكون دوره كجزء من الأحداث ، و يمكنه التدخل عندما تبدأ المجموعة في الانحراف أو في تجاوز أي سلطة أو تفويض تم إعطاؤها لهم ، إنه رجل إستثنائي بلا منازع و إداري ضليع ، قيدته إمكانيات الولاية الشحيحة من الإنطلاق و ما زال يسعى في إيجاد البدائل و إذابة المعوقات ، و توسيع داوئر الفرص أمام شباب الولاية، إنه ذلك الرجل الإداري المحنك و الوالي الحصيف المتواضع العابد الصامت الأستاذ الباقر أحمد علي الذي لن يعرف الناس قيمته الحقيقية إلا إذا فقدته الولاية .
أقول لكل المخذلين و أصحاب الأجندات أن لجنة الولاية الأمنية فوق الشبهات و لن تنطلي على مواطن الولاية أي ترهات ، و أن مكتب الوالي مكتب ليس له باب و هو مفتوح لجميع أبناء الولاية دون فرز ، لكل أصحاب الحاجة الذين ترتبط مصالحهم بالولاية و امانتها و لن يقفل الوالي مكتبه أمام أي فرد ما لم يثبت سوء فعله بنفسه ، و كل الناس سواسية أمام بابه ، و نقول لهم ان الجمل يسير بحمله و ان الكلب لن يكف عن النبيح لانها من صميم سلوكه الحياتي الذي يتعرف الناس به عليه .
و لنا بقية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.