بعد … ومسافة.. مصطفى أبو العزائم يكتب “كباشي مواجهات سابقة ومواجهات لاحقة” …!
* في أول لقاء لممثلي المجلس العسكري الإنتقالي عقب الإطاحة بنظام الإنقاذ ، وفي أول يوم للتغيير تلقيت دعوة لأكون ضمن مجموعة الصحفيين والإعلاميين الذين سيلتقون بالمجموعة التي قادت التغيير .. وقد كان اللقاء داخل إحدى القاعات الكبرى بالقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في الخرطوم . لن أعود لتفاصيل ذلك اللقاء فهي تكاد تكون معروفة للجميع بعد أن تم نقل اللقاء للعامة من خلال الأجهزة والوسائط الإعلامية ، لكنني أود التوقف عند أحد ممثلي الجيش السوداني في ذلك اللقاء وهو الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ، وهو لم يكن اول لقاء لي معه فالعمل العام يجمع المنخرطين فيه ، هذا غير علاقات قوية وقديمة وراسخة تربطني بالقوات المسلحة . عرفت الفريق أول ركن كباشي رجل مواجهات ولا يخشى اي مواجهة في اي موقف يتخذه ، إذ كان يستعد لذلك بسلاح المنطق .. وكانت أول مواجهة بعد الثورة يواجهها الفريق شمس الدين هي سؤال عن مصير الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير ، وموقف المجموعة الحاكمة من تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية ، فكان رد الرجل هادئا بلا انفعال وقال انهم لن يسلموا مواطنا سودانيا ليحاكم خارج وطنه ، وان من محكمة فإنها ستكون محكمة سودانية بتهم محددة أمام قضاء سوداني معروف بإستقلاليته وحياده بعيداً عن أي تأثيرات سياسية داخلية أو خارجية . ذلك موقف لاينسى وإن أخذه البعض على الفريق الكباشي خاصة من قلة ذات صوت عال تدعي إحتكار الثورة والشعارات الثورية .. وقد كانت تلك مواجهة تلتها مواجهات أخرى ، تعامل معها الفريق أول كباشي بذات الحكمة والهدوء ، والحكمة كما نعرف هي وضع الشيء في موضعه ، والمواقف الصحيحة المناسبة هي التي تكشف عن اقتراب شخص ما من الحكمة أو بعده عنها . أحداث كثيرة وقعت وكنت وزملاء كثيرون نتابع بدقة مجريات الأحداث في بلادنا وذلك من صميم عملنا في مجال الصحافة والإعلام وما يسمى بصناعة الرأي العام .. وتابعنا مواقف للكباشي وغيره فوجدنا ان عناصر الحكمة تتوفر لديه من خلال الإختبارات والمواقف ، وكما هو معلوم فإن عناصر الحكمة الأساسية هي الذكاء والمعرفة والإرادة وهذه العناصر مجتمعة هي التي تحدد ان كان الإنسان حكيما ام لا (!) . هذه مقدمة لأكثر من مقال عن مواقف شهدناها للفريق اول الكباشي ، نبدأها بما تردد وتم تداوله مؤخراً عن زيارة سرية قام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، في إطار حل للأزمة السودانية بدعوة من حكام دولة الإمارات ، وهذه الزيارة في تقديرنا لا غبار عليها مبدئيا خاصة وموقف الكباشي معروف من قوات الدعم السريع (المحلولة) وقائدها الفريق الأول محمد حمدان دقلو ، فقد كان يرى دائماً إن الإستقرار السياسي والأمني والمجتمعي لن يتحقق في ظل وجود جيشين وقوتين عسكريتين هما الجيش والدعم السريع ، وظل يطالب بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة وفق رؤية فنية تضعها وتتولى تنفيذها القوات المسلحة السودانية . كما كان الفريق أول كباشي يرى ألا يكون هناك دور سياسي أو إقتصادي للدعم السريع في أي مرحلة من مراحل التاريخ بالسودان . كل هذا مقدمة لأمر يشغلنا جميعا ، حكام ومحكومين ، بل وتمتد آثاره إلى دول الجوار والإقليم وكل القارة ، ومن ثم بقية أنحاء العالم .. وأذكياء السياسة يعرفون ان للعالم حكومة خفية ، ترسم وتخطط لتحقيق أهدافها الكبرى دون إعتبار لما تتسبب فيه من خراب للآخرين . ولأن أهل الصحافة والإعلام يعرفون الكثير بحكم عملهم وبحكم ما يتاح لهم من تواصل مع الساسة ومع متخذي القرار ، فقد كنا نعرف كيف كانت العلاقة بين نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي قائد قوات الدعم السريع وبين القائد العسكري الرفيع داخل القوات المسلحة الفريق أول شمس الدين كباشي … وكيف كانت العلاقة بينهما وكم من مواجهة حدثت بين الرجلين حتى في إجتماعات المجلس . لازلنا في السطر الأول التعقيدات التي حكمت العلاقة بين حميدتي وبين كباشي ، وهذا موضوع الغد ان شاء الله تعالى . [email protected]
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.