نور الصحافة الحرة تضيء ظلام المشهد السياسي بقلم : على يوسف تبيدي
هاهو نور الحرية يتلالأ شعاعه الوثاب بقيام انتخابات الصحفيين السودانيين التي عطرت الاجواء في المشهد السياسي الذي ظل يخبو في دياجير الظلام والكبت وضجيج المناورات والتشرزم وتنامي الفردية والرأي الواحد.. الصحافة هي مرآة الشعوب وركيزة تفردها في الشفافية وعندما يذهب بريقها ووجودها في أي قطر فإنه محكوم عليها بالموت السريري وغياب بصماتها ودورها المامول في الخريطة السياسية والحياتية.
كان يوما رائعا لاينسى في دفتر التاريخ عندما انتهى ماراثون انتخابات الصحفيين وتم إعلان نتائجها على الملأ إذانا بعهد جديد ودورة نوعية في مسيرة الامة السودانية التي ظلت تعاني من الكبت وغياب النور.
الآن جاءت صحافة بلا وصاية وبلاقيود فهي تعني قيام انطلاقة وثابه على طريق التنوير والشفافية وتمليك الحقائق والسياسات للمواطنين بلا حواجز وموانع.
صافرة نور الصحافة التي اطلقت في هذا الظرف الحساس لا شك لها مابعدها.
أمام نقابة الصحفيين الفائزة تحديات جمه فهي البلسم الذي يشفي جراحات الوطن الكثيرة وهي الآلية الناجعة التي تقضي على ويلات الازمة السودانية المستفحلة.. أمام هذه النقابة الوليدة التي تتوكأ على الأصوات المهنية القوية مسؤليات جمه.. في قضايا الاقتصاد والعلاقات الخارجية وضبط الايقاع السياسي ورسم الطريق على فضاءات المستقبل.
يالها من مسؤلية عظيمة جاءت من خلال تكليف ديمقراطي خال من التسلط والاوجاع السياسية.
هناك ملفات وطنية متعددة سوف تجد البحث والتنقيب والدراسة من نقابة الصحفيين الجديدة.. حيث تنظر بعيون مفتوحة وارادة حرة في إطار تقديم المساعدة المشروعة للحكومة التي ينبغي عليها التماهي والتجاوب مع هذه النقابة المدعومة من عضويتها الكبيرة التي اوصلتها الي مقعد المسؤلية والخدمة الوطنية المهنية.
المتغيرات التي سوف تقوم بها النقابة المنتخبة بعد مخاضها العسير سوف تكون على قدر الآمال والعشم الذي ينتظره الجمهور العريض من دهاقنة صاحبة الجلالة الذين جاءوا يحملون هذه المرة مشعل النصر المؤزر.
العمل الديمقراطي هو معمل الابداع والمسؤولية والجمال والتحدي.. ذلك ماجاء على نتائج انتخابات الصحفيين الاخيرة.
هذه الانتخابات الصحافية تمثل عنواناً لمرحلة جديدة في الساحة السودانية.. فهي جزء لايتجزء من ايقاع ثورة ديسمبر المجيدة بكل شعاراتها الوضاءة.
سوف تتحرك النقابة الجديدة دون تكتلات ودون وصايا حتى تصل الى تحقيق أهدافها القائمة على تطوير المهنة وتحسين احوال الزملاء والزميلات فضلاً عن تقديم خدمة اعلامية وصحافية متطورة وراقية لاتعرف التثاؤب والانكسار.. لن تكون شعارات النصر مجرد هتافات وقتية لابد أن تكون نبراس يضيء الطريق والأهداف.
فالمسولية كبيرة والتحدي لايرحم والامال تحتاج الي ايادي قوية وعقول مستنيرة وعزائم لاتعرف التراجع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.