*د. مزمل أبو القاسم يكتب “تحدث يا برهان
*!** خلال لقائه الأخير مع الوفد الإعلامي كشف الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن صعوبات جمّة تواجه الجيش السوداني في توريد احتياجاته والحصول على عتاده الحربي من الخارج، وشكا من أن بعض الدول المصنفة عندهم في خانة (الشقيقة) ظلت تمنع مرور السفن التي تحمل بعض احتياجات الجيش، وتتعمد إعادتها إلى موانئ بعيدة عن بورتسودان بحجج واهية، كما أن بعض الدول ظلت ترفض منح الطائرات التي تحمل احتياجاتٍ للجيش إذناً للمرور عبر أجوائها، في الوقت الذي تفتح فيه العديد من الدول أجواءها أمام حركة الطائرات التي تحمل أسلحةً وعتاداً حربياً للمتمردين كي تصل إلى وجهتها في مطار مدينة أم جرس التشادية، قبل نقلها بالبر إلى السودان.* مطلوب من الفريق البرهان أن يكون صريحاً مع شعبه، ويسمي الدول التي تحاصر الجيش السوداني وتتعمد منعه من الحصول على احتياجاته، وتحول دون انتصاره على المتمردين.* نتوقع منه أن يشير إليها بالاسم، ويوضح هوية الدولة التي حجزت سفينةً تحمل احتياجات الجيش في موانئها أكثر من شهرين، وهوية الدولة التي ظلت تتحجج بعدم توافر الأمن قي ممر باب المندب وخليج عدن (تعللاً بهجمات الحوثيين على السفن)؛ كي تحول دون الجيش وعتاده واحتياجاته.* تنطبق على معركة الكرامة مقولة الإمام الشافعي رضوان الله عليه: (جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تُغصصني بريقي.. وما شُكري لها حمداً.. ولكن عرفت بها عدوي من صديقي)؛ وسبق للزميل الصديق عادل الباز أن أطلق على هذه الحرب لقب (الكاشفة)، لأنها أزاحت النقاب وكشفت الحجاب عن كل موقفٍ مخفي، وخيانةٍ مستترة.* نريد من قيادة الدولة أن تُكاشف الشعب السوداني ليعرف عدوه من صديقه، ويستجلي حقيقة مواقف الدول ومن نسميهم (الأشقاء) من معركة الكرامة، ويعلم هوية من يدعمونه ويساندونه حقاً ويدرك هوية من يبتسمون لنا في وجوهنا وهم يخبئون الخناجر المسمومة في طيات الملابس للجيش الباسل.* خسر أهل السودان أمنهم واستقرارهم ومساكنهم وممتلكاتهم، وتعرضوا للقتل والسلب والنهب والذل والإهانة والتجويع، وذاقوا ويلات النزوح والتشرد، وانتهكت أعراض حرائرهم، وفقدوا شقى العمر ولم يعد لديهم ما يخشونه أو يخسرونه، ما خلا كرامةٍ اشتهروا بها، وعزةٍ نفسٍ يرفضون التخلي عنها.. مهما حدث لهم.* بالتالي بات واجباً على قيادة الدولة أن تكاشفهم، وتوضح لهم من يناصرهم وتكشف مواقف من يجتهدون لإعاقة الجيش السوداني عن تحقيق الانتصار، بمنعه من الحصول على احتياجاته وإعاقة وصول عتاده الحربي إليه، علماً أنه يشتريه من حر مال الشعب السوداني، بعد أن رفض غالب من كنا نسميهم (أشقاء) مد يد العون إلينا.* حدث ذلك مع أن التاريخ يحدثنا بأن جيشنا لم يتأخر عن نصرة (الأشقاء) عندما احتاجوا إلى المساعدة، فهرع إليه وحارب معهم وقدم أرتالاً من الشهداء والجرحى لنصرتهم.* تحدث يا برهان، فالشعب السوداني يريد أن يعرف صديقه من عدوه.. ومن حقه عليكم أن يعلم حقيقة المواقف.. المُشرِّف منها والمخزي.. بلا زيادة ولا نقصان.*
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.