محاربة خطاب الكراهية هو السبيل لسودان واحد موحد.. .بقلم بروفيسور أحمد صباح الخير
الملاحظ للمراقب الآن الانتشار الكثيف لخطاب الكراهية في المجتمع السوداني، وخاصة في الفترة الاخيرة وصوبت السهام لقبائل بعينها بل واستحضر البعض الذاكرة القديمة لمشاركة هذه القبائل في حروب المهدية ونسوا ان المهدية شارك فيها كذلك كل اهل السودان اما طمعا او خوفا وكذلك شارك الكثيرين من اهل السودان في الحملة الانجليزية ضد الدولة المهدية .نعم شاركت حواضن وقبائل البقارة والابالة في هذه الحروب لصالح الدعم السريع ولكل دوافعه وأهدافه، بجانب انتشار ثقافة النهب والسلب لدى بعض هذه المجتمعات، والطمع في الكسب حلالا كان او حراما. ولكن نتساءل ما مصير الآخرين، وأقصد الذين ما زالوا يقاتلون بجانب القوات المسلحة؟ والذين هم من نفس هذه القبائل والحواضن، والدليل على ولائهم للوطن، صمودهم واستبسالهم الكبير في بابنوسة والفاشر وكل ربوع السودان، بل وذهب بعضهم شهداء من أجل الوطن، والبعض سجن لدى الدعم السريع، والبعض جرح وما زال يتلقى العلاج، فلا تأذوهم بالكلام الجارح والتخوين. ما يجب أن يكون معلوماً، أن معظم قبائل السودان وللأسف، شارك أبنائها لصالح ملبشيا الدعم السريع، بعضهم يدفعهم الحقد والكراهية والحزبية ، وبعضهم جذبه المال الملوث، الذي يدفعه لهم المقبور حميدتي وخلفه دويلة الشر الامارات والدوائر الغربية والصهيونية، ولا بد أن نذكر بأن لكثيرون من أبناء السودان ومن معظم قبائله، شاركوا للأسف مع التمرد، إما بالقتال الى جانبه أو بالعمالة أو الأدلاء والجواسيس، وهؤلاء يمثلون معظم قبائل ومكونات السودان، من أقصى الشمال ونهر النيل، وحتى النيل الأزرق، وسنار، والنيل الأبيض، وجنوب وشمال وغرب كردفان، والجزيرة، ودارفور، والبطانة والقضارف، والخرطوم وغيرها. وكانوا سبباً في سقوط الفرق العسكربة وسقوط المدن، فالمنافقون وشذاذ الآفاق، وطلاب المال في كل العصور موجودون، بل حتى النبي صلي الله عليه وسلم، كان معه منافقون يهوداً وعرباً، وتوجد سورة في القرآن الكريم تتحدث عنهم، يصلون معه ويطعنونه في الظهر ويخذلون المؤمنين ، وفيهم نزلت و سميت سورة المنافقين. احبائي الكرام ولكي يظل السودان متحداً وهذا ما ننشده، بعد نصر قواتنا قوات المسلحة بإذن الله، وهو قريب التحقيق، أرى أنه لا بد من الايقاف بل والابتعاد التام عن خطاب الكراهية، ضد قبائل بعينها، ويجب محاسبة المجرم في نفسه، وليس في قبيلته ولا جهته، فالمجرم لا قبيلة له ولا جهة.وأخيراً: لا بد من القول والاعتراف أن بعض القبائل، التي كانت تعتبر حواضن للمليشيا، يتسابق أبنائها الآن للعاصمة الادارية بورتسودان، من أجل ايضاح مواقفهم الداعمة للقوات المسلحة ووحدة السودان، فالأوجب أن يجدوا الترحيب وحسن الاستقبال، لأن هذه الخطوة التاريخية منهم في تقديري، تستحق الثناء والتقدير، فهم بلا شك يتعرضون بعد هذا الموقف لكثير من التخوين والإساءة، وربما للنهب والقتل، وبخاصة من أهلهم، المنضوين تحت الدعم السريع المتمرد، وستغني فيهم حكامات الفتنة. فمن أجل سودان يسع الجميع، ومعافى من الحروب والفتن، فلننبذ فلنقم جميعاً حكاماً ومواطنين، بنبذ خطاب الكراهية ضد المكونات القبيلة والجهوية، وليحاسب كل مجرم على جريمته، وأن لا نساعد الأعداء في تقسيم وطننا، فخطاب الكراهية واحدا من ادواتهم لتحقيق مآربهم وتفتيت السودان. حفظ الله بلادنا من شرور الأعداء، ونصر الله تعالى قواتنا المسلحة الباسلة، والاجهزة النظامية المختلفة، صاحبة التضحيات الظاهرة، والتحية والتقدير لقوات الكفاح المسلحة الصامدة التي أثبتت وطنيتها وشجاعتها ، والتحية للمجاهدين، والمستنفرين بكافة تشكيلاتهم وكل المقاومة الشعبية، وسلام تعظيم للشعب السوداني الصابر الصامد، الداعم لحكومته وجيشه، رغم الظروف القاهرة والمسغبة، وفقد الممتلكات والأحبة. فشعب بهذا الصمود لن يهزم. والخزي والعار لكل الخونة والعملاء ومن شايعهم في الداخل والخارج.والنصر لنا ولا نامت أعين الجبناء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.