نهج العقرب الأمريكي كتبت : رشان أوشي
كانت “واشنطن” منهمكة في السباق الانتخابي ، يسعى الديمقراطيون إلى البيت الأبيض مرة أخرى ، ولكن لابد من رافعة ، حاولوا إنهاء الحرب في غزة ، ولكن عاصفة المقاومة كانت أقوى من توقعاتهم، وبالتالي عناد “اسرائيل” ، وبالطبع لن يحاولوا إطفاء الحرائق في “اوكرانيا” لأنها حرب مصيرية، تبقى فقط السودان .تظن “واشنطون” ، أن السودانيين ، جميع الأمم تتدخل في شؤونهم ، ولا يستطيعون أن يقرروا شيئاً من دون المبعوثين والوسطاء واللجان.كانت توقعاتهم أن ينصاع النظام السوداني ، ويهرول الجنرالات إلى “جنيف” ،عسكر السودان يخوضون حرباً وسط اقتصاد منهار، ولكنهم تفاجئوا بأن القيادة السودانية تقرأ من كتاب جديد بالغ القسوة.انعقدت آمال كبرى على منبر “سويسرا” ، امنيات “آل دقلو” كانت معلقة عليه، للخلاص من ورطتهم الكبرى ، “القوني دقلو” قلق على ثروتهم المالية التي تبددت في الإنفاق على معركة خاسرة ، الإمارات لا تنفق من جيبها الخاص ،بل من أموال “آل دقلو” التي بحوزتها.أما أحد اهداف الولايات المتحدة في السودان الاستراتيجية ، هو القضاء على الدولة الموحدة وإن تطلَّب الأمرُ اغراءات شكلية، كفرض عقوبات على قادة المليشيا، كالمحاصر في الخرطوم “عثمان عمليات” ، و”جمعة تبارك الله” في الجنينة ، ومن ثم إقناع القيادة السودانية بضرورة الابتعاد عن الحلف الروسي ، وبالتالي إدارة السودان كسجن كبير، تحت غطاء وقف المعركة ونزفِ الدم عاجلاً، ثم فرض حل سياسي ينهي الحرب.ولهذين الهدفين يتجول المبعوث الأمريكي بدول الجوار ، دون أن تطأ قدماه أرض السودان ، يحاول ايجاد صيغة بين الحل والحرب، مع حفظ ماء الوجه للأطراف جميعها عندما يحين موعدُ التنازلات.عندما فشل منبر “جنيف” ، لم يجدوا حلاً يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة الذي اراقته القيادة السودانية ، سوى توقيع اتفاق إيصال المساعدات مع المليشيات.شهود عيان من معبر “ادري” الحدودي والذي تسيطر عليه مليشيات “آل دقلو” أكدوا بأن المركبات التي تنقل الإغاثة إلى داخل الجنينة الخالية من السكان ، تتبع للمليشيات ، اي ان الأمم المتحدة تسدد فاتورة الترحيل للمتمردين .لم تصل قوافل الإغاثة إلى ولايات دارفور ، لأن مجموعات من المليشيا قامت بنهبها عند عبورها الحدود إلى العمق السوداني ، وبالتالي توفر الأمم المتحدة المواد الغذائية للمليشيات الإرهابية بشكل غير مباشر .فتح الجيش أيضاً بعض الطرق التي تؤدي إلى “سنار” وما جاورها ، ولم تصل حتى الآن عربة إغاثة واحدة ، لإعانة المنكوبين ،كما تغض الولايات المتحدة الطرف عن جرائم المليشيا وآخرها نهب الإغاثة بدارفور.رغم أن الولايات المتحدة تعلم أن “السودان” هو الأمل الوحيد لاحكامها السيطرة على ساحل البحر الأحمر وبالتالي قطع الطريق على البوارج الإيرانية التي تقلق مضاجع حليفتها المملكة العربية السعودية ، والحد من النفوذ الروسي بالمنطقة، الا انها تعامله كواحدة من حدائقها الإقليمية الخلفية.محبتي واحترامي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.