العميد د الطاهر أبوهاجة يكتب “وهل نجرب الكي مرة أخرى؟”
الحاضنة الحقيقية للوطن تشكلت وتبلورت وقويت لحمتها. هذه الحاضنة هى الأرضية الصلبة التي ستقوم وتبني عليها الفترة الإنتقالية ، بل ومستقبل السودان.
لن يقبل السواد الأعظم من شعبنا أي حديث عن مستقبل الإنتقالية من غير هذه الحاضنة؛ فهي صاحبة الحق والجلد والرأس .
من غير هذه الحاضنة يحق له أن يدير الفترة الانتقالية ؟
خبروني.
و إن سألتم ماهي؟
نقول: هي حاضنة تكونت من غالبية الأمة، وسوادها الأعظم من الذين ساندوا القوات المسلحة وقت الحارة.
الذين لم يهربوا عندما حمي الوطيس كالغزلان إلى بلاد أخرى، بعضها (تموت حيتانها من البرد) كما وصفها الطيب صالح رحمه الله. .
هي حاضنة قوامها، الذين قيل لهم إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا، ولم يمسسهم سوء الدعاية المضادة، ولا تخذبل الحناجر المأجورة، وانقلبوا بنعمة من الله، هي حاضنة الضمير الحيي الذي ينضح وطنية وحبا لهذه الارض ،هي التي ظفرت بحب الشعب . انها حاضنة قوامها الشرفاء الوطنيون من الشباب والشابات والرجال والنساء.
هي حاضنة لا لون ولا جهة لها. دافعها حب الوطن، وهويته، ووجوده .
من غيرها أعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر؟
لن يعود من لفظتهم هذه الحاضنة مهما فعلوا، ومهما سافروا هنا وهناك.
هناك لن تحترمهم العواصم التي لاذوا بالفرار إليها؛ لأن من فقد احترام بيته، وشعبه وجيشه لايمكن أن يرضى عنه الٱخرون، وإن تظاهروا بقبوله.
إن نسيت الحاضنة الحقيقية كل شيء، فمحال أن تنسى جرائم وعمالة هؤلاء، ومااغترفوه في حق الوطن.
إنهم فى الدرك الأسفل.
إنما يريد الله أن يطهركم أهل السودان بنهاية هذه الحرب بإذن الله من رجس آل دقلو، ومن دنس من باعوا أنفسهم إلى دولارات حميدتي ومسانديه بثمن بخس، وكانوا فيكم من الزاهدين.
ورحم الله نزار قباني القائل:
من جَرَّبَ الكَيَّ لا يَنسى مَواجِعَهُ
ومن رأى السُّمَّ لا يَشقى كَمَن شَرِبَا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.