موازنات.. الطيب المكابرابي يكتب “ونسأل عن الشرطة للمرة الألف “
الثلاثاء 16 يناير 2024
منذ شهور ونحن نقول ان الخرطوم اصبحت خالية من الجنجويد بحالهم وهالتهم القديمة وإن الموجودين فيها الان هم قلة من اولىك مقطوعين الراس وحائر بهم الدليل وكثرة من اعوان لهم تستهويهم حياة النهب والسلب والبلطجة وبعض ممن فقدوا انفسهم بسبب التفكك الاسري فوجدوا الجو مناسب الان ليجتهدوا في بناء انفس مهزومة وشخصيات مهزوزة ماكانت تستطيع النظر في اعين المجتمع…
هؤلاء هم الموجودون في الخرطوم واحيائها منذ حين وهؤلاء هم من يمارسون ادوار البطولة اليوم مستقوين بسلاح الجنجويد الذي عثروا عليه بعد هلاك أو فرار اولئك أو سلموهم اياه طمعا واستنجادا بهم بعد ان قلت اعدادهم بعد هلاك الالوف…
منذ وقت طويل تساءلنا عن دور الشرطة وعن اسباب غيابها بعد انجلاء المعركة العسكرية ودخول البلاد مرحلة جديدة هي المواجهات بين مواطنين ولصوص ومعتادي اجرام..
لم يكن مقنعا القول بان الشرطة لابد ان تختفي حين اشتداد المعارك لتترك الأمر كله للجيش ولم نكن مقتنعين بأننا نواجه جيشا بقدرما نواجه قطاع طرق ولصوص وهو امر يحتم وجود شرطة تعرف كيف تتعامل مع أمثال هؤلاء ..
اخيرا ومنذ ثلاثة أو أربعة أيام تشير كل الأخبار والمعلومات وكل الاجابات على السؤال عن الاوضاع الى ان الجيش تقدم كثيرا في مطاردته لهؤلاء اللصوص وبعض المتعاونين من ابناء الاحياء وإنه تم تنظيف كثير من المواقع والاحياء وهنا نتساءل مجددا …أين هي الشرطة التي تعد بعشرات الالاف ولماذا لا تدخل الان سدا لكل باب وملئا لكل فراغ وسندا للقوات المسلحة وتامينا لكل طريق ومرفق ومنشاة ؟؟
لماذا لا تنهض الشرطة بدورها في التامين والحراسة ومطاردة المجرمين ومساندة القوات المسلحة في دخر هؤلاء وقد هب المواطن لمساندة قواته المسلحة وهو غير المدرب كتدريب الشرطة وغير ألملم بكيفية التعامل مع السلاح كحال رجال الشرطة ومع المجرمين ..
ما بات عليه الحال وماصارت إليه الاوضاع يحتم انتشار الشرطة اليوم قبل الغد وبشكل كثيف بعد تامين احتياجاتها التي يفترض ان تكون قد تامنت منذ حين والا نترك فراغا ولاشبرا من الأرض تم تطهيره فارغا وبدون قوة تحرسه وتراقب كل حركة وسكنة فيه..
ما تزال الحوجة لوحود الشرطة مطلوبة لتامين الناس وممتلكاتهم وماتزال الكثير من المنشات تحتاج تامينا خوفا من الاتلاف والنهب فما حدث لمصانع السكر البعيدة جدا عن معارك الخرطوم ومعارك مدني يؤكد ان تامين المنشات لم يكن موجودا ضمن مهام واهتمامات الاحهزة الأمنية والشرطية حتى في الولايات الامنة .
ننتظر انتشارا واسعا وكثيفا للشرطة في كل بقعة تم تطهيرها من دنس الخونة والعملاء ومعتادي الاجرام فالشرطة وحدها هي المسؤلة عن تامين الطرقات والبيوت وحياة وممتلكات المواطنين ومتى واينما كانت موجودة اطمان الناس وعادوا لممارسة حياتهم كالمعتاد…
وكان الله في عون الجميع
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.