هل حان وقت الحساب.. كتبت “رشان أوشي”


حجز “البرهان” موقعه من التاريخ، بأن أعاد كتابة سيرة القوات المسلحة السودانية أكثر مما فعله الآباء المؤسسون، خلص السودان من أبشع كابوس وهاجس كان يجثم على صدور السودانيين، وقاد معركة التحرير الوطني التي حطمت جدار استعمار السودان على رؤوس مشيديه .
وقيادة “البرهان” هي امتداد لما قام كل جنرالات جيشه مجتمعين، من عمل وطني هائل، ونادراً ما تيسر لقائد عسكري أن يخوض معركة بهذه الشراسة، وأن يحقق النصر تلو النصر بهذه السرعة، فخلال عام فقط استطاع “البرهان” تطبيب نكبة السودانيين والتي جاءت أشد إيلاما من ذي قبل.
لا مبالغة في هذا الكلام. مذبحة الخرطوم أشد هولاً من المذابح التي واكبت الانفجار في دارفور. أكثر خطورة من مذابح رواندا لأن قطباً دولياً يديرها وينفذها جيش اقتنى تسليحه من الدولة،. لم نشاهد في أشد الحروب جرافات تجمع هذا القدر من الجثث وتهيل عليها التراب. لم نشاهد أطفالا يتزاحمون على كسرة خبز بينما يأكل الرعب عيون أمهاتهم. لم نعاين مثل هذا الخراب الهائل منذ اقتحام برلين في الحرب العالمية الثانية.
يذهب البرهان إلى التاريخ حاملاً معه رايات تأييد السودانيين، سيذهب مطمئناً لأنه قطع الطريق أمام إنجاز مهمة شطب الشعب السوداني، وأكد أنها مهمة مستحيلة، وحرم الغزاة من أن يحملوا جثة حلم الدولة السودانية المستقلة، حتى أصبح الغرب نفسه لا يرى أفقاً غير مهادنة دولة “البرهان”.
تحطمت على صخرة “البرهان” مطامع الإمارات التي تعتبر شريكاً أساسياً في هذه الجريمة المتمادية، والتي مولت ودعمت عملية غمر السودانيين على نهر الآلام، بينما اكتفى الغرب بالهدنات وإرسال الخيام والإعاشات والضمادات. لم يجرؤ على مواجهة السؤال الحقيقي: (الا تستحق جرائم آل دقلو بأن تجعلهم مطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية؟).
خلال عام واحد فقط، نجحت المنظومة الأمنية والعسكرية السودانية (القوات المسلحة؛ قوات العمل الخاص، الاحتياط المركزي، والمقاتلون من المتطوعين الشباب) في تدمير ترسانة قتالية؛ معدة بالأسلحة الثقيلة مضادات الطائرات، ومضادات الدروع،الطائرات المسيرة والآلاف من المرتزقة الاجانب، بجانب الغطاء السياسي والدولي، ونجحت الدولة السودانية في الدفاع عن سيادتها، استقلاليتها، وصمدت في وجه العاصفة.
بينما استمرت حروب مشابهة في دول جارة إلى أعوام، وانتهت بتقسيم تلك الدول، واضعافها.
الآن يعبر “البرهان” عن تطلعات كل السودانيين، اي انه لا يحتاج لحاضنة سياسية مصنوعة، ولا يحتاج لسماسرة يبيعونه الوهم، فالشعب السوداني هو حاضنته، وقيادته هي الحقيقة.
يتجول رئيس مجلس السيادة هذه الأيام بين شعبه في المساجد ويتناول إفطاره بين الناس، فاليستمع بنفسه لأمنياتهم، دون الاستعانة بشخصيات سيئة السمعة، ستفقده كثيراً من جماهيريته أن استمرت برفقته واستمرأت نهجها الفاسد.
سيدي القائد العام، اسأل شعبك عن رجال حولك، وعن فسادهم، وعن استغلالهم لسلطتك ونفوذك لاجندات شخصية، هؤلاء يفقدونك بريق القائد الملهم الذي اكتسبته بجهدك في قيادة معركة رد اعتبار وكرامة السودانيين.
سيكتب التاريخ أن قائدا للجيش السوداني، استطاع خلال عام صد العدوان الأجنبي، وتحرير بلاده من مشروع استعمار جديد، وما زال يعمل للحفاظ على وحدة السودان.
محبتي واحترامي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.