محمد عبدالقادر يكتب الإمارات ( كيد وتطاول وبجاحة)

الإمارات التي شنّت الحرب على شعب السودان، واحتضنت وموّلت المليشيا المجرمة بالأسلحة والعتاد وفقاً لـ(شهادات دولية موثقة)، ومازالت تريد وبكل بجاحة أن تكون جزءاً من وساطة (مفاوضات جدة)، وتلح كذلك بلا حياء فى طلبها الذي مازال يعرقل ويؤجل بداية المباحثات.
وحسب مندوب السودان في مجلس الأمن، الحارث إبراهيم في خطابه أمام مجلس الأمن أمس الأول، فإنّ الخرطوم جددت رفضها بأن تكون الإمارات وسيطاً في مفاوضات جدة باعتبارها الراعي الدولي المعتمد والداعم الأول لمليشيا الدعم السريع.
من الأوفق للإمارات أن تكون جزءاً من وفد المليشيا المتمردة، وأن يتم اعتمادها في المفاوضات على هذا النحو إن كانت مصرة على دس أنفها بهذه الوقاحة في الشأن السوداني، هذا المقعد يُليق بكيدها وتطاولها والجرائم التي اقترفتها وهي تستخدم المليشيا لقتل واغتصاب وتشريد وتنزيح الشعب السوداني!!
الإمارات هي الخصم رقم واحد للسودان الآن من واقع احتضانها ودعمها لتمرد آل دقلو، ومازالت وما انفكت تكيد لبلادنا وشعبنا، فكيف تحدثها نفسها بأن تكون وسيطاً لإنهاء نزاع هي طرف أساسي فيه، وكيف تسمح حكومتنا لنفسها بمجرد قبول مثل هذا الطلب المجحف الحقير؟!!!
قبل فترةٍ، كنت اتحدث لمسؤول حكومي رفيع، له صلة بلمف المفاوضات، أبلغني أنّ الوساطة طرحت رسمياً دخول مصر والإمارات لدول منبر اتفاق جدة، وأن الحكومة لا تمانع، بل دعمت وجود مصر ولكنها ترفض بالتأكيد وجود (دولة عيال زايد) في الوساطة، قلت له موافقتكم تعني تحرير شهادة براءة للإمارات في الشكوى المُقدّمة ضدها من السودان في مجلس الإمن!!
إن كنا ندرس قبول طلب من هذا القبيل، فالأولى للحارث أن يذهب أولاً لسحب الشكوى ضد الإمارات، ولنعلن أنّنا تنازلنا طوعاً عن سيادتنا الوطنية، وأنّ الحرب انتهت لمصلحة المليشيا.
بأي وجه تتقدّم دولة (المؤامرات العربية المتحدة) للعب هذا الدور وهي التي تصر حتى الآن وفي تطاول سافر ومستفز على تشوين ودعم مليشيا الدعم السريع، السفير الحارث أبلغ مجلس الأمن أن الاستخبارات العسكرية السودانية رصدت عدد 1200 سيارة دفع رباعي إماراتية في طريقها لمتمردي الدعم السريع وصلت مطار دوالا بالكاميرون ليتم نقلها إلى تشاد ومن ثم الجنينة التي تسيطر عليها مليشيا استخدمت خلال الأيام الماضية صواريخ جافلين الأمريكية الصنع، بعد أن حصلت عليها من راعيه الإقليمي الإمارات.
بالطبع بات (اللعب على المكشوف) ولم يعد في الأمر سر، الإمارات هي الداعم الرسمي للجنجويد وبموجب شهادات دولية موثقة بينها تقرير لجنة الخبراء المكومة بموجب القرار 1591، وتقارير أخرى نُشرت في كبريات الصحف العالمية، وبقرائن وأسانيد ليست محل تشكيك، وهي الدولة التي تحتضن حميدتي كذلك ووفده المفاوض، والحاضنة السياسية لمتمردي الدعم السريع بقيادة حمدوك وآخرين، الإمارات مُتورِّطة من رأسها وحتى أخمص قدميها في دعم المليشيا خلال الحرب، فكيف يتجرأون على مجرد طرحها لتكون جزءاً من آلية التفاوض؟ ألا يمثل هذا استهتاراً بهيبة وسيادة وكرامة السودان وشعبه؟!
إما كان الأوفق أ يتم استبعادها من خيارات الوساطة لأنها ضالعة ومتهمة وتناصب السودان وشعبه العداء، ما بالهم كيف يحكمون ويفكرون، ولماذا لا تمارس السعودية وأمريكا ضغوطاً عليها للكف عن دعم المليشيا إن كانت هنالك جدية في إيقاف الحرب.
لن يكون مقبولاً أن تكون الإمارات جزءاً من أية عملية سياسية في السودان، لأنها سبب مباشر في الحرب التي تدور الآن، وقد استمرأت الاستهانة والاستهتار بهيبة بلادنا للحد الذي دفعها لقتل شعبنا وتشييده وتنزيحه، بل استبداله بعربان الشتات..!!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.