صوت الحق… الصديق النعيم موسى يكتب” إتقوا الله في إنسان الجزيرة”
!منذ تمرد مليشيات الدعم السريع ودخول الجنجويد إلى اللواء الأول بمدينة الباقير وما تم في ذلك اليوم والتوسّع نحو ولاية الجزيرة أمرٌ ذكرناه في هذه الزاوية تحت عنوان : الحرب التوسعية للدعم السريع ؛ ومن الشهر الأول ودخول المليشيات لجياد ثم ذهابهم إلى المسعودية والنوبة والمسيد مع غياب تام في التعامل المباشر عبر منطقة غرب الجزيره الأمر الذي شجّعهم على التمدد حتى دخول أبوقوته ومحلية الكاملين ؛ حينها كنا نناشد قيادة الجيش بإعادة الأمور في ولاية الجزيرة وترتيب اللجان الأمنية لمراجعة خُططها لدحر التمرد وإغلاق منافذ الولاية شرقها وغربها .ظلّت ولاية الجزيرة ملاذاً آمناً للفأرين من الخرطوم وإستضافت ما يُقارب أربعة مليون وافد تركوا أموالهم وممتلكاتهم وجاءوا لحفظ حياتهم وبدت الولاية تشهد حِراكاً إقتصادياً كبيراً وأصبحت الجزيرة مركزاً لِما لها من موقع جعل أهميتها الإستراتيجية محل إهتمام التمرد نفسه الذي أصبح ينهك في قُراها والمناطق القريبة من الخرطوم وتكررت العمليات البربرية لشهور حتى إستلامهم لقيادة الفرقة الأولى ولكنهم لم يستلموها عبر السلاح والإشتباك المباشر وإنما كان ( تسليم مفتاح ) قضى بإنسحاب قيادة كاملة ليدخل الأوباش كُبري حنتوب يلتقطون الصور والفيديوهات وفي لحظات فقط تغيّرت الأحوال وكان بالأمس القريب يحملون ضُباط الفرقة الأولى على أعناقهم ، ولم تمضي عشرة ساعات فقط من إحتفالهم ودخل الجنجويد مدينة ود مدني .ما ذنب إنسان الجزيرة ؟ في الأشهر الماضية هنالك أصوات نشاذ تتحدث بلا خجل أو ضمير تقول بأنَّ مواطني الجزيرة هم السبب وآخرين يتهمونهم بالعمالة ولعلّنا في هذه الزاوية حذّرنا من عدم تسليح المستنفرين الذين لبّوا النداء ودخلوا المعسكرات ولكنهم مُنعوا من حمل السلاح وتُركوا لمن لا دين لهم ولا أخلاق ، فعاسوا في الأرض الفساد قتلاً وهتكاً للأعراض تركوهم لذئاب لا ترحم صغيراً أو كبيراً ، يفعلون كل مُنكرٍ عياناً بياناً ، إستباحوا القُرى والحلاّل والفِرقان ، وبدل أن تتم مواساتهم وتعجّل القيادة العسكرية للحسم تخرج أصوات تتهمهم بالعمالة والإرتزاق وكأنّهم من قام بتسليم قيادة الفرقة الأولى ؟ وكأنهم من سحب إرتكازات كُبرى حنتوب ؟ إنهم ضحايا لخيانة عظيمة ، خيانة سبّبت في إنهيار ولاية كاملة ما زال جُرحها ينزف والموت يتزايد والإنتهاكات تتكرر ، خيانة دفع ثمنها سكان ولاية كامله وسيدفع ثمنها الجنود الذين يذهبون لتحريرها .خمسة أشهر والمليشيا تنتقم من القُرى إنتقاماً يحمل في داخله الحقد والحسد ، يجلسون في قُراهم لا يعرفون إلاّ الزراعة والحراثة والتجارة ، هاجموهم في منازلهم وكثير من مناطقهم لا تحوي حتّى على قسم للشُرطة ؛ إنَّ ما يحدث في أرض المحنه ما هو إلاّ عدوان بربري إنتقامي ، فألقتل في أتفه الأسباب ، بعد أن نهبوا كل ما يملكون أصبحوا يفرضون الضرائب والجبايات ويختطفون الأطفال مقابل فديات كبيرة ، ومع كل الذي حدث وآخرها مجزرة الحُرقه نور الدين يأمل ويستنجد أهل الجزيرة إلى لحاق ما تبقى ، لمنع مزيداً من القتل والتهجير ، لكف أيادي الجنجويد ، هم يستنجدون بقيادة الجيش و القيادة الشرقية بالفاو ويسألون متحرّك سنار والمناقل بصوت واحد ألسنا إخوتكم ؟ إلى متى الإنتظار ؟ هل تتركوننا لهذه المليشيات لتقتلنا ؟ ونخاف عندما تذكروننا وتهبّوا لنجدتنا تجدوا القرى خاوية على عروشها والمُدن خالية من البشر والعاصمة مدني تقطنها ( الكدايس ) ولا تجدون أثراً لمواطني الجزيرة .إلى قيادة الجيش لماذا التأخير في إستعادة الجزيره ؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.