آخر_الليل – إسحق فضل الله يكتب “الشرح البعيد القريب”
دكتور مضوي نريد أن نشرح لك كل ما يجرى الآن ؟عفوا…مستحيل ومستحيل لأن شرح الشرح هو………..الكاتب يضطر إلى أن يحدث الناس بألف لغة. لأن عقول الناس تتحدث بألف لغة وهاك…وأيام الرواقة وهجمة العرب والفتاة تقول لمصطفى محمود: انا حرة…البس ما شئت من ملابس عارية ما دمت احافظ على شرفى ومصطفى محمود ليحدث هذه الفتاة( بلغتها) وعقلها يقول لها: اؤكد لك يا بنتى أن الشرف مساحته ليست هى خمس بوصات مربعةوايام الشرح المستحيل يقول مصطفى هذا/ ليشرح صعوبة الشرح/ يقول لأحدهم : الطفل حين يسألك عن الجنس تقول له أنه شىء مثل السكرفالطفل ليس فى قاموس عقله الا ذاك..ولأن كل أحد له عالم مختلف وبالتالي عقل مختلف وبالتالى لغة مختلفة تقول الحكاية أن عمر بن الخطاب يزوره رجل من بلدة بعيده وعمر يساله عن الناس هناك كيف هم قال هم اهل صلاة وصوم. وعمر يقول له صدقتك واخر من المنطقة ذاتها يأتى وعمر يساله عن الناس هناك. كيف الناس قال هم اهل عربدة وفسوق وعمر يقول. صدقت والناس الذين وجدوا عمرا يصدق هذا وهذا ويسالونه عن ذلك يقول لهم عمركل منهما يحدث عن اصحابه الذين كان معهم عمر العبقرى يعرف ان الناس لغات مختلفةواهل الفقه قالوا ان انت طلبت من مائة فنان ان يرسم كل واحد منهم صورة الشيطان رسموا مائة شكل مختلف لانهم فى الحقيقة يرسمون عقولهم وليس صورة الشيطان وهكذا يادكتور. ان حدثك الناس عن الحرب وعن الجيش وعن الاسلحة وعن الهجوم و الإنسحاب و..و. حدثك كل احد حديثا مختلفا لان كل احد انما يرسم لك صورة عقله هو. لا صورة الحرب وحتى من يرى كل شىء بعينيه يعجز عن نقل الامر لكواقرب ما يشرح ذلك هوحاول انت يا دكتور ان تصف لاحد( مذاق) فاكهة لم يسبق له ان تذوقها…لن تستطيعولن تستطيع وصف رائحة لاحد لم يشمها بانفه. ولا اللمس ولا الصوت…وعن الحرب لن يستطيع حتى المحارب ان يصف لك الحرب ما هىوبالتالى لا احد حارج غرفة العمليات يستطيع ان يصف لك لماذا انسحب الجيش من هنا ولماذا تقدم هنا ولماذا انكسر هنا…ووهذا نفسه ينطبق على لماذا كان اللواء الربيع صاحب سنار الذى اقيل امس من منصبه ينسحب وينسحبولماذا يتهم البعض البرهان. بانه وانهوللسبب ذاته لا احد يستطيع ان يقول لماذا نذهب او لا نذهب للمفاوضات..(2)واول الاسبوع هذا نرصف المواقع الكثيرة التى يحتلها العدونرصف المواقع موقعا موقعا لاننا ان اكتفينا بكلمة( مواقع كثيرة) اكتفى كل احد بصورة يرسمها عقله لمعنى كلمة( كثيرة) وهى يقينا صورة هزيلةوالصورة…الاسماء الكثيرة…نرسمها لنرسم ( حجم) العمليات العسكرية التى يطلقها الجيش لا سترداد المواقع هذهوكل هذا الذى نقوله ليس اكثر من شرح لما نقوله من ان وصف الحرب الان…مستحيل..يبقى ان نكتفى بنوع اخر من الحرب…النوع الذى هوحرب لمنع الحربوهذا نعنى به العمل الاجتماعى ( اقتصاد…امن….صحة. و. و) الذى يقوم به الولاة…والولايات لا نلم بما فيها لكنا نرى ما يجرى فى كسلا..(3)وكسلا ننظر فيها الى الوالى الجديد…ننظر فى تحفظ…فقد لدغنا من الثعابين ومن الحبال…والوالى الجديد نجده يجعل اهل المال يفتحون ايديهم/ والامر هذا يحصد المال ويحصد شعور الناس بالمشاركة/والوالى يدعو الاعلاميين واهل القلم والكاميراويصنع نصف نجاحويسمع لاهل اجهزة الامن…ويذهب الى ان المجتمع هو. الامان والطعاموالرجل يحيط به شوك كثيف تحته الثعابين التى جابت خبر الكيرين من قبله…وننظر من على البعد لكنا نجد ان الرجل ينجح نصف نجاح. بينما اخرون يسجلون ربع نجاحواهل الطب يقولون عن المريض. المريض انه ما دامت نقاط الدرب مستمرة فالمريض بخيروكسلا فيها من الفذارة ما يجعل تنظيفها عملا يدعو الى الياسوفيها زحام فى صلاة الفجروفيها ديوان زكاة يحمل على ظهره مليون نازحوفيها ….وفيهاومن الفرث والدم هذا ينتظر الناس من الوالى ان يخرج اللبن الخالص(4)دكتور…كل الحديث اعلاه هو شىء نقول به ان الوصف الشامل لما يجرى الان فى السودان مستحيللكن الدرب شغالكويس؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.