… مذبحة الضعين28 مارس 1987 م

متابعات: اليمامة برس

مذبحة الضعين ٢٨مارس ١٩٨٧م تم قتل أكثر من ألفين من المدنيين (الجنوبيين) بدم بارد تم قتلهم في محطة السكة الحديد و داخل البيوت و الكنائس و الجوامع وفي كماين الطوب ومصنع الصابون وفي شوارع مدينة (الضعين) وفي مستشفى (الضعين) و أفران الخبز و أقسام الشرطة

كيف حدثت مذبحة الضعين؟خلال فترة الحكومة الائتلافية بين حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء وقتها (الصادق المهدي) كان (الرزيقات) يخرجون فيما يسمونه غزوات لجلب (الرقيق) و النهب من منطقة (شمال بحر الغزال) و كانت العربات من جهة الجنوب تاتي مشحونة بالأطفال والفتيات من نساء قبيلة (الدينكا) وبالذرة وبالدجاج وبمتاع البيوت المنهوب ويتم استقبالها بزغاريد البهجة وبالذبيح من الأبقار المنهوبة من مناطق شمال بحر الغزال ولكن :دارت الدائرة وألحق أفراد قوات ( الجيش الشعبي لتحرير السودان ) العائدون لتوِّهم من التدريب في (أثيوبيا) هزيمة ساحقة بمليشيات (الرزيقات) وكتيبة القوات المسلحة بدبابتها في منطقة (سفاهة) وكثر خلال تلك الأيام زيارة (الرزيقات) إلى المقابر لدفن الموتي وإلى المستشفى لمعاودة الجرحى وبدأ الخوف يستحوذ عليهم من صدمة الهزيمة ومقتل قائد مليشياتهم (عمر قادم) من أبناء عاصمة (الرق) في ذلك الوقت، الأربعاء 25 مارس 1987 قبل وقوع المذبحة بثلاثة أيام أعلنت قيادة شرطة الضعين حالة استعداد قصوى في وسط (قوات الشرطة) وذلك لعلم الشرطة و قيادتها بأن التخطيط للمذبحة ضد (الدينكا) كان يسير على قدم وساق ولم يكن للشرطة في (الضعين) نيته لحماية (الدينكا) المتواجدين في مدينة (الضعين) وفي يوم الخميس 26 مارس أرسل الرائد (علي المنا) وهو ضابط في شرطة الضعين سيارته الرسمية لاحضار قيادات الدينكا إلى مكتبه بمركز الشرطة وهم : (دينق أنَيْ / مالتِنق قوم / دينق لوال / تشويي عرديب مدوك / الاستاذ أرياك بيول / رئيس الكنيسة من قبيلة جور شول بنجامين كون) و طلب منهم الضابط (علي المنا) بأن يبقى الدينكا في بيوتهم ولم يخبرهم بان هنالك خطة لإبادة (الدينكا) المتواجدين بمدينة (الضعين) تم اعدادها لتنفيذها وأن الشرطة على علم بالامر وفي صباح يوم الجمعة 27 مارس جاء عسكري يدعي (الزبير) من أولاد مدينة (راجا) إلى الاستاذ (أرياك بيول) وحذره بلزوم مغادرة الجميع مدينة (الضعين) فورا وقال لهم بالنص ( العندو و الماعندو محل يَمْرُق يمشي فور أي محل خارج مدينة “الضعين” الان ) واخبر الاستاذ (ارياك بيول) انه سمع من داخل مركز شرطة الضعين خبر مؤكد عن قرب وقوع أبادة ضد (الدينكا) وأن شرطة مدينة (الضعين) لن تحمي (الدينكا) و أبلغ الأستاذ (أرياك بيول) قيادات (الدينكا) بالمعلومات التي تحصل عليها من العسكري (الزبير) والتحذير صدَّق بعضُ الدينكا الرواية ولم يصدق البعض الاخر و بعد ان اخبر الاستاذ (ارياك بيول) قيادات (الدينكا) بمخطط الابادة الذي تم اعداده لهم بدا المئات من افراد قبيلة (الدينكا) بمغادرة مدينةَ (الضعين) بالعربات أو راجلين وهنا تدَخَّل (الرزيقات) لمنع (الدينكا) من مغادرة المدينة وحاولوا أحيانا إنزالهم قسرا من العربات التي تغادر مدينة (الضعين) و بعد صلاة الجمعة عقد (الرزيقات) اجتماع في (مسجد السوق) لم يكن ذلك الاجتماع روتينيا أو أمرا عاديا وسيصبح قابلا للتفسير فقط بعد الأحداث التي أعقبته بساعة فقط، بداية تنفيذ مخطط (المذبحة) لابادة افراد قبيلة (الدينكا) وكل الجنوبيين المتواجدين في مدينة (الضعين) :بعد انتهاء اجتماع (الرزيقات) في (مسجد السوق) بدا شباب (الرزيقات) تنفيذ مخطط المذبحة بالهجوم على (الكنيسة) و مساكن الدينكا وتم احراق (حلة فوق) بالنار ثم هجم خمسون (رزيقيا) من رابطة شباب (حي الربع الرابع) على الاشخاص داخل (كنيسة الضعين) وأطلقوا النار عليهم وطاردو الناجين منهم ثم توجهو إلى بيوت (الدينكا) المجاورة للكنيسة فطردو ساكنيها وشلَّعوا البيوت بالنار وبدات جموع (الرزيقات) من بينهم نساء وأطفال بالهجوم على افراد قبيلة الدينكا في (حلة فوق) فأحرقو بيوت (الدينكا) بالنار واعترضوا عربة المطافئ وقتلوا سبعة من (الدينكا) وطاردو البقية في شوارع المدينة و نساء (الرزيقيات) متحزمات بالكراهية يحملن أعواد مُشلَّعة بالنار يصِحن في وجه رجال الشرطة ويحذرنهم من مغبة الوقوف و حماية (الدينكا) في ذلك اليوم غادر آلالاف من افراد قبيلة (الدينكا) مدينة (الضعين) راجلين واحتمى اخرين بمركز (شرطة الضعين) القريب من مساكن (آل مادبو) وكان عددهم أكثر من ألفين من الدينكا غالبيتهم الساحقة من (الأطفال والنساء) وهرعت أعداد أخرى من (الرزيقات) إلى (حي السكة حديد) الذي كان تسكنه أسر من (الدينكا) مع خليط من قبائل أخرى ولأسباب غامضة أمرت قيادة الشرطة بموافقة (آدم الطاهر) المدير الإداري بتحويل (الدينكا) المتواجدين بمركز الشرطة إلى ساحة (المدرسة الغربية) و ما أن وصل افراد (الدينكا) الي ساحة (المدرسة الغربية) استدعت الشرطة قيادات (الدينكا) ووجه الرائد شرطة (علي المنا) إلى رئيس الكنيسة (بنجامين كون) من قبيلة (الجور شول) أسئلة تجريمية وسئله عن “الاجتماعات” التي كان (بنجامين) يعقدها في (الكنيسة) اعتقل الرائد (عطا المنا) القس (بنجامين كون) ثم اعاد القس (بنجامين كون) جثة هامدة لاحقا ثم أبلغ الرائد (علي المنا) قيادات (الدينكا) بقرار الحكومة نقل الدينكا مجددا من حوش (المدرسة الغربية) إلى (حلة السكة حديد) ليكون جميع (الدينكا) في مكان واحد حيث قال لهم انه لتسهيل حمايتهم و تم تنفيذ قرار نقل افراد (الدينكا) من المدرسة وباتوا ليلتهم في (حلة السكة حديد) هنا بلغ مجموع الدينكا أكثر من ثلاثة ألف أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء . في تلك الليلة رفض المدير الإداري (آدم الطاهر) مقترح مقدم من تجار من مدينة (الضعين) من قبيلة (الزغاوة) كانوا أنفسهم تعرضوا لعدوان (رزيقي) استهدفهم كمجموعة عرقية محددة أن يتم ترحيل افراد قبيلة (الدينكا) مباشرة من المدينة في عربات وفروها للمدير الإداري لترحيل افراد قبيلة (الدينكا) من مدينة (الضعين) يوم المذبحة صباح السبت 28 مارس :وصل إلى مدينة (الضعين) القطار رقم 305 قادم من (بابنوسة) متوجه إلى (نيالا) أحدث وصول القطار رقم 305 تغييرا جوهريا في جميع الوضعيات والخطط فغيَّر (آدم الطاهر) المدير الإداري للمنطقة رأيه السابق ورفضه مقترح التجار ترحيل (الدينكا) من المدينة واتخذ قرار بنقل (الدينكا) بالقطار 305 من (الضعين) إلى مدينة (نيالا) وكانت هنالك عربات حديدية ثمانية و عربه خشبية متوقفة قبل وصول القطار 305 بدون قاطره و أبلغ رجال الشرطة المكلفون كبير سلاطين (الدينكا) في (الضعين) (تشيوي عرديب مدوك) بقرار ترحيل (الدينكا) الي خارج (الضعين) فخاطب السلطان (تشيوي عرديب مدوك) افراد (الدينكا) المتجمعين في حلة (السكة حديد) بلغة (الدينكا) وشرح لهم قرار الحكومة ترحيلهم خارج (الضعين) فوافقوا و ترك (الثلاثة ألف) من (الدينكا) (حلة السكة حديد) وما أن وصلوا إلى محطة (السكة الحديد) حتى اندفعوا نحو عربات القطار الحديدية الثمانية و عربة خشبية على القضيب الثاني ونحو العربة الخشبية المقطورة خلف القاطرة 305 على القضيب الأول حتى امتلأت العربات العشرة عن آخرها لم يبق فيها موقع لقدم وبقي سبعمائة شخص بدون مكان في هذه العربات العشرة تم توجيههم للانتظار في حوش نقطة (شرطة السكة الحديد) ريثما تجد الحكومة لهم حلا و تم لاحقا أحرق خمسمائة شخص منهم وهم احياء في هذا الحوش (حوش نقطة السكة حديد) وفي ذات الوقت عقد مجلس الأمن بمدينة (الضعين) اجتماع تحت شجرة النيم الكبيرة في (محطة السكة الحديد) أمام الحوش المذكور أعلاه و حضر الاجتماع جميع قيادات امنية و افراد قوات نظامية واثنان من قادة الرزيقات وهم ( علي الرضي / حماد بشارة ) وعندئذ وصلت إلى (محطة السكة الحديد) المجموعات الأولية من (الرزيقات) المسلحين فكان أول فعل نفذوه منعُ القطار 305 من التحرك وضعوا معوقات على القضيب وهددوا السائق ثم تكاثرت الأفواج (الرزيقية) حتى بلغ عددهم عشرة ألفا هكذا قال (الصادق المهدي) نفسه في مؤتمره الصحفي بعد نشر كتاب (مذبحة الضعين-الرق في السودان)

بداية المذبحة :بدأ تنفيذ المذبحة بالقتل والحرق واختطاف الأطفال و اخذ فتيات (الدينكا) (سبايا – رقيق) وكان هنالك شخص (رزيقي) لا ينسي للتاريخ يدعي (اسماعيل نيوبي) كان يعمل كموسنجي في سوق (الضعين) كان يحضر لحظة المذبحة (براميل وقود) يدحرجها بمعاونة صِبْية حتى توقفو بالقرب من حوش (نقطة شرطة محطة السكة الحديد) وفيها أكثر من سبعمائة من الدينكا المنتظرين حلا المذكورين سابقا الذين لم يجدو موطي قدم في القطار رقم 305 لم يكن (اسماعيل نيوبي) لوحده مع الصبية يعملون للتحضير لمذبحة (الدينكا) في مدينة (الضعين) وقد كان (اسماعيل) اشهرهم و كان هنالك آخرون من الرجال والنساء (الرزيقات) ذهبوا إلى المنازل القريبة لإحضار مستلزمات (الحرق) مثل (الشرقانيات والمراتب القطنية والقش وقطع القماش) وأدوات إضافية مثل (الفؤوس) التي سيكون لها دور في المذبحة📌 فتح المدعو (إسماعيل نيوبي) برميل وقود لافتتاح (المحرقة) وصب منه للصبية والاخرين من (الرزيقات) في اواني منزلية أتوا بها فرش رجال و صبية و نساء (الرزيقات) الوقود على افراد قبيلة (الدينكا) المحاصرين داخل (حوش نقطة شرطة محطة السكة حديد) وقذفوا بالأشياء المشتعلة فوق رؤوس (الدينكا) فحرقوا أكثر من خمسمائة طفلا وامرأة في (حوش نقطة شرطة محطة السكة حديد) ثم أحرق (الرزيقات) ستين شخص كانوا قد تحصنوا داخل مكتب (نقطة الشرطة) بالمحطة أغلبيتهم من قبيلة (الجور شول) وكانو عمال بالمحطة ومع افراد أسرهم وكان من بين القتلي الشهيد (ود أبُّو) دينكاوي من الخرطوم و الشهيد (مرفعين أويل) ايضا دينكاوي قاما بكسر مخزن السلاح في (نقطة الشرطة) ودافعا عن نفسهم و اسرهم حتى انتقلت روحهما الي الله شهداء دفاعا عن النفس و العرض ثم أحرق (الرزيقات) جميع افراد (الدينكا) من ركاب العربة الخشبية المكشوفة المتوقفة على القضيب الثاني بقذف القش إلى داخل العربة و رشِّ الوقود فوق رؤوس ركابها و قذف الاخشاب الملتهبة المشبعة بالوقود و استشهد مئتان وأربعون شخص أغلبهم من الأطفال والنساء تم حرقهم جميعهم وهم احياء وجد (الرزيقات) أن العربات الحديدية الثمانية كل واحدة منها تحتوي 250 شخص من (الدينكا) في العربة الواحدة مقفلة من الداخل باحكام وقفت حائلا بينهم والنفاذ إلى افراد (الدينكا) وهنا احضرو الوقود لاشعال النيران تحت كلِّ عربة حديدية مستهدفة وفي حال فتح افراد (الدينكا) المتمترسون داخل العربة المستهدفة الباب لطرد الدخان كان المعتدون المرابطون يطلقون النار عليهم داخل العربة وفي حال خروج أي من افراد (الدينكا) من العربة الحديدية هربا من الحرارة المرتفعة داخلها أو من النار المشتعلة أو من الدخان فيها كان المعتدون المرابطون في المساحة الخارجية أمام أبواب العربات ينهالون عليه بالضرب حتي يقتلو كانت تدور (المذبحة) في مسار زماني تخلله الانتظار أحيانا للتفكير لوضع حلول او لجلب ادوات و مواد لتنفيذ عمليات القتل الممنهج (للدينكا خاصة و الجنوبيين الاخرين) عموما وأحيانا للراحة من عمليات القتل الممنهجة قبل العودة إليها مجددا في المحصلة حرق (الرزيقات) وأعوانهم جميع افراد (الدينكا) أحياء في ثلاث من العربات الحديدية الثمانية ولم ينج منها أحد وفق قول الشاهد الاستاذ (أرياك بيول) وكان عددهم 750 شخص وقتل (الرزيقات) وأعوانهم أعدادا من افراد (الدينكا) في عربتين حديديتين لم يتجاوز عدد القتلى في كل واحدة من هاتين العربتين (خمسة أو ستة افراد) ولم يتم قتل أي شخص في واحدة من العربات الحديدية التي أحكم الأفراد (الدينكا) غلقها من الداخل واستخدموا المراتب حاجزا بين الأقدام وأرضية العربة الحديدية التي سخَّنها (الرزيقات) بإشعال النار تحتها وكان في هذه العربة الحديدية الاستاذ (أرياك بيول) أحد أهم شهود هذه المذبحة، وبعد أن هدأت قليلا (المذبحة) حضر إلى محطة السكة الحديد ضابط الشرطة (علي المنا) ومعه عسكري في سيارة لاندروفر واقتادو القس (بنجامين كون / دينق لويل / ماليت قوم) من داخل عربتين حديديتين مختلفتين وبعد ربع ساعة أعادا الثلاثة (جثثا) هامدة رمياها بين الجثث أمام العربات جرد (الرزيقات) أجساد افراد (الدينكا) من الملابس القيِّمة والأحذية والساعات وجميع الممتلكات المحمولة و المبالغ المالية الصغيرة قبل قتلهم أو حرقهم أحياء و كان افراد (الرزيقات) منتشون فرحا بتقتيل (الدينكا) وحرقهم ونهب ممتلكاتهم بينما استعرض مايوصفون بفرسان الرزيقات فحولتهم أمام (الحكامات) شاعرات القبيلة وكذلك أمام المسؤولين الحكوميين في (اجتماع مجلس) تحت شجرة النيمة في (محطة السكة حديد) (بالضعين) وكانوا يبشرون فوق رؤوس المسؤولين الحكوميين ويطلقون النار في الهواء وايضا قتل افراد (الرزيقات) في أماكن في مدينة (الضعين) أكثر من خمسمائة شخصا من افراد قبيلة (الدينكا) في الشوارع و البيوت ومستشفى الضعين وكماين الطوب ومصنع الصابون و افران الخبز وفي قرى مجاورة، قاوم (الدينكا) (الرزيقات) المعتدين بكل ما أوتوا به من عزيمة للبقاء قيد الحياة وهنا نذكر الشهيد (ود أبُّو) و الشهيد (مرفعين أويل) قاوموا حتى آخر لحظة وإلى آخر رمق في الحياة وكانت العزيمة والمقاومة هما اللتان أنقذتا بعض افراد (الدينكا) الذين حاصرتهم الجموع (الرزيقية) في محطة السكة الحديد وفي نهاية يوم السبت 28 مارس عاد المعتدون (الرزيقات) إلى بيوتهم لتناول وجبة العشاء تاركين خلفهم في محطة السكة الحديد وفي بقية أرجاء المدينة ألفين من الجثث و بعد ذهاب الأغلبية من (الرزيقات) و بقاء قليلون تحرك القطار 305 الذي كان على القضيب الأول إلى مدينة (نيالا) يجر معه عربات القوات المسلحة الأربعة وفيها مهمات الجيش ومعه العربة الخشبية وفيها 241 من (الدينكا) هؤلاء نجوا من المذبحة بعد أن أخذت منهم الشرطة رشوة لقاء تقديم الحماية لهم . قال احد الناجين من المذبحة ويدعي (جيمس دينق أشول) كان في عربة ناجية إن عسكري يدعي (علي يوسف ابتز افراد قبيلة (الدينكا) جاء وصعد [فوق العربة الخشبية] وقال لهم يجب ان يدفع كل واحد منهم 5 جنيه نظير حمايته و بعد ان اخذ الاموال عاد الي زملائهم لتقاسم اموال الرشوة ثم غادر بعدها عدد مقدر من (الدينكا) محطة السكة الحديد ليلا إلى خارج المدينة وبقي في المحطة حوالي اقل من ألف شخص من (الدينكا) تقريبا من الأطفال والشيوخ والجرحى في صباح الأحد 29/3 حوالي الساعة السادسة صباحا وصل إلى محطة (الضعين) قطار من (بابنوسة) ونقل افراد من (الدينكا) إلى (نيالا) وفي ظهر ذات اليوم تم نقل افراد (الدينكا) الناجين وعددهم حوالى 1250 تم نقلهم من محطة (نيالا) إلى مدينة (كاس) بالقرب من مدينة (زالنجي) في (كاس) قدمت (منظمة أوكسفام) الإغاثة للناجين

الأحد-الاثنين 29-30 مارس : في مدينة (الضعين) لا أثر (لدينكاوي) حي في (الضعين) إلا أثر الأطفال والفتيات والنسوة (الأرقاء) المحتجزين المخفيين في بيوت الأسر الرزيقية و هنالك عدد ضخم للجثث مرصوصة من الأجساد (الدينكاوية) المحروقة والجماجم المحطمة و الأشلاء المقطعة مبعثرة في كل مكان وهنالك أكثر من ألف وخمسمائة قتيلا في محطة السكة الحديد وخمسمائة قتيلا في بقية أرجاء المدينة . في أيديولوجيا (الرزيقات) : أن الجنوبي قذر ونجس؟ لايمكن (للرزيقي) دفن الجثث بطريقة تحترم كرامة الضحايا ؟حتى افراد الدينكا المسلمين القتلي ما كان ليدور نهائيا في خيال الشخص (الرزيقي) مجرد تصور غسلهم أو الصلاة عليهم و دفنهم في مقابر العرب المسلمين ؟ تخلص الرزيقات من الألف وخمسمائة جثة التي كانت موجوده في (محطة السكة الحديد) بإخفائها في حفر في المنطقة شمال المحطة مباشرة. وتخلصوا من الخمسمائة جثة من مسارح الجريمة الأخرى بعدة وسائل حرقوا منها ما حرقوه وقذفو بقايا الجثث المقطعة في حفر . جَرُّوا بعض الجثث على الأرض قذفوا بها في الخلاء خارج المدينة وألقوا البقية في المراحيض العامة في مدينة (الضعين) خاتمة المقال دافع (الصادق المهدي) كرئيس للوزراء وقتها عن المذبحة ضد (الجنوبيين) وبررها على أنها كانت للانتقام من دكتور (جون قرنق) في راديو لندن 31 مايو 1987 ولاحقا بررها في مؤتمر صحفي بتاريخ 8 سبتمبر 1987 أمام الصحفيين في الخرطوم . وبتوجيهه المباشر أسقط نواب حزبه ونواب الحزب الاتحادي الديمقراطي المتحالف معه مقترح لدى البرلمان قدمه نائب من (جبال النوبة) لإجراء تحقيق في (المذبحة) ورفض الصادق المهدي تقديم الجناة وهم حلفاؤه إلى المحاكمة

المقال في ذكرى ضحايا مذبحة الضعين يوم 28 مارس 1987 لكم التحية و الرحمة المغفرة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.